ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[24 Jan 2009, 10:01 م]ـ
السلام عليكم
فضيلة د/ عبد الرحمن الصالح
وضعت لكم شروط التمكين ولكني رأيتكم تجاهلتموها. ولكني لي تعليق سريع علي بعض العبارات:
أعجبتني هذه العبارة (الموقف الوحيد المتناقض والمخزي لحكومة سوريا ولاؤها لإيران رغم استغلال الفرس للمذهب الشيعي لنشر إمبراطوريتهم الفارسية. وهذا أمر يتناقض مع عروبة البعث الحقيقية.)
ففضيلتكم تنكرون مثل هذا التعاون مع الشيعة ومقتكم للمذهب الشيعي نوافقك فيه .. وأصبت في هذا التعليل .. ولكن هذه العبارة أعجب (وهذا أمر يتناقض مع عروبة البعث الحقيقية.)!!!
هل يا سيدي تظن أن حزب البعث يمكن أن ينتفع الإسلام من خلفهم؟؟ وشعارات مثل العروبة وغيرها ـ سوي الإسلام ـ هي التي أضاعت منا البلاد.
إنك لو تقربت من طريقة الحكومة السورية ستجدهم يكرهون كل ما هو سني وهذا واضح في قولكم (الحكومة السورية لا تعد "السنية" مكونا رئيسا من مكونات"الهوية القومية"وهذا يجعلها تتناقض مع الأكثرية.\))
يا سيدي الفاضل الحكومة السورية هي التي قتلت أكثر من عشرين ألفا من السنة في اللاذقية. وهي التي تركت الجولان وتدخلت في لبنان وكأنها نسيت طريق الجولان.
أمثال هؤلاء لا يمكن أن يرجي منهم نصرا.
وقولكم (فقد فتحت أبوابها لمليوني عراقي وقد سمحت أول الأمر بدخول المجاهدين لولا مطالبة حكومات بلادهم بهم دعما لأمريكا) ا. هـ
إذن في نهاية الأمر تآمرت علي العراق وأغلقت حدودها. وسلمت المجاهدين لحكوماتهم .. أليست هذه خيانة للعروبة التي تتحدثون عنها؟؟؟ ولا أريد أن أطيل في هذا الأمر كثيرا.
يا سيدي الفاضل الأمر لم يكن مقصودا به غزة وحسب .. فالأمر الأكبر أن ينسي المسلمون القدس.
وأيضا إيقاع فتنة بين الدول الإسلامية.
والاتهامات المتبادلة بين الدول كل يدعي العصمة واتهام الآخرين.
وللأسف وقع في هذا الفخ بعض الفضلاء.هاهو دكتور في البرمجة ومن أهل القراءات وضع في منتداه اتفاقية "كامب دفيد) ومثل هذه الأمور ستثير فتنة بين الناس وهي مقصودة لوضعها في هذا الوقت خاصة.
وبهذا نجح اليهود في زرع الفتن بين المسلمين.
ولذا نحن نتمسك باتباع العلماء الربانيين ـ لأنهم هم أفقه للواقع من غيرهم، وليسوا حفظة نصوص وفقط بل هم الأئمة القدوة.
هناك فرق بين السنن الكونية التي لا تعرف المجاملة، وبين الجزئيات التي تتحدث عنها.
فسنة الله في عباده المؤمنين متي عصوا ربهم امتنع عنهم النصر قال تعالي ( .. وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون) فلا يمكن للأمة النصر حتي ترجع هذه الأمة لدينها وفي الحديث (" إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ". وقد علق العلامة الألباني قائلا (فإلى دينكم أيها المسلمون حكاما و محكومين.) حديث رقم 2856 في الصحيحة.
هذه سنة كونية فلا يمكن رفع الذل إلي بالعودة إلي الله.
ومن نظر في سيرة النبي صلي الله عليه وسلم وجد بغيته ولم احتار في وضع الحلول.
واقرأ هذا الحديث (وقال البخاري حدثنا الحميدى، حدثنا سفيان، حدثنا بيان وإسماعيل، قالا: سمعنا قيسا يقول: سمعت خبابا يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت: ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: " قد كان من كان قبلكم ليمشط بأمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب، وما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن يدنه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله عز وجل " زاد بيان " والذئب على غنمه ".
وفى رواية " ولكنكم تستعجلون ".)) ا. هـ انفرد به البخاري دون مسلم.
هل يا سيدي الواقع يقول بأن يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله عز وجل .. وهم يعذبون ومستضعفون في مكة؟؟؟
ثم اقرأ قصة "سراقة ابن مالك" كيف صدق وعد رسول الله صلي الله عليه وسلم بأنه سيملك أساور كسري.
بينما الواقع يقول: إنهما فاران بدينهما. وسراقة يقطن البدو، فكيف يمكن لمثل سراقة أن يملك هذه الأساور؟
بل توفي النبي صلي الله عليه وسلم وأبو بكر، ومع هذا احتفظ سراقة بالكتاب، ولم ينظر إلي الواقع.
يا سيدي الفاضل الأمر ليس متوقفا علي القوة فحسب، فباكستان قوة نووية فهل انتفع المسلمون بقوتها النووية؟
وأهل الصومال قلة وضعفاء وفقراء ووجد فيها من يعبدون الله فحرروا البلاد وفرت القوة من أمامهم.
فهذه الشروط التي وضعتها لك لا سبيل للنصر بدونها.
[ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر.]
ولكن الأمة تفتقد إلي من ينمي فيها الوازع الديني. لا من يتحدث عن القوميات أو انتظار النصرة من طائفة ضالة مثل حزب البعث والعلمانية وغيرهما.
والله أعلم
والسلام عليكم