تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 Jan 2009, 06:10 ص]ـ

وفاته:

{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} (النساء:69)

كان أبو عبد الرحمن ابن المبارك يقول:

من صبر فما أقل ما يصبر، ومن جزع فما أقل ما يتمتع.

وقال له رجل أوصني: فقال:

اترك فضول النظر توفق للخشوع، واترك فضول الكلام توفق للحكمة، واترك فضول الطعام توفق للعبادة، واترك التجسس على عيوب الناس توفق للاطلاع على عيوب نفسك، واترك الخوض في ذات الله توق الشك والنفاق.

هذه وصايا الإمام الصابر المجاهد، الذي استمر في جهاده سواء بالقلم أو بالسيف، حتى دخل شهر رمضان من سنة 181 هـ، ففي يوم من أيام ذاك الرمضان وبعد أن رجع من ساحة المعركة بدأت سكرات الموت تزور ابن المبارك، فقال لمولاه نصر: اجعل رأسي على التراب، فبكى نصر، فقال له: ما يبكيك؟

ذكرت ما كنت فيه من النعيم وأنت هو ذا تموت فقيرا غريبا. قال: اسكت!، فإني سألت الله تعالى أن يحيني حياة الأغنياء وأن يميتني موت الفقراء.

ثم قال له: لقني ولا تعد علي ما لم أتكلم بكلام ثان. فإنما كانوا يحبون أن يكون آخر كلامهم كلمة الشهادة لقوله عليه السلام:

" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة "

نعم توفي ابن المبارك بعد ذلك في السحر، ليضم التراب الرجل الذي كانت رؤيته تسر القلوب وتقر العيون.

قال الأوزاعي يتباهى بابن المبارك لأحدهم: رأيت ابن المبارك؟ قال: لا.

قال: لو رأيته لقرت عينك.

وقال الفريابي:

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت:

ما فعل ابن المبارك؟

فقال: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "

رحم الله الإمام المجاهد الزاهد ابن المبارك رحمة واسعة.

والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* استفدت كثيرا من كتاب: عبدالله بن المبارك الإمام القدوة، لمحمد عثمان جمال، أعلام المسلمين: 1، دار القلم، بيروت، ط 1399هـ 1979م.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 Nov 2009, 05:47 ص]ـ

رحم الله الإمام عبدالله بن المبارك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير