تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

معسكرنا وبلدتنا وكنا نقسم قبل ساعات أنهم لن يدخلوا المنطقة إلا على جثثنا شهداء.

في أزقة المعسكر وطرقات البلد كان يجلس الشباب المؤمن الذين تتشرف الأمة بهم اليوم لا يعرفون غير التقدم نحو الآخرة باذلين الروح في سبيل الله للذي يشتريها سبحانه فصعد الشهيد تلو الشهيد، صعد المجاهد الاستشهادي لعلك سيدي الشيخ لا تعرف هذا اللفظ أو: لا تحبه نعم صعد الاستشهادي محمد على الحاج علي الذي ودعه أبوه وأمه وأخته وزوجته التي ما تخلصت من نفاسها بعد، يأتيه الهاتف يخبره، أن دبابات يهود تتقدم نحو البلدة من جهة السكة فيقفز من نومه، ويتوضأ ويأخذ معه سلاحه وقاذفة "الآ ربي جي" المبتدعة وبرفقته مجاهد آخر وجعلا يترصدان دبابات اليهود المتقدمة نحو البلد وفي تمام الساعة الخامسة والنصف اختار هدفه وجعل يستعد لقنص الدبابة، هداه الله فقنصته ومات لعلك لا تحب أن نقول عنه: الشهيد نعم فلقد قال البخاري: باب: لا يقال فلان شهيد لم تفهم سيدي الشيخ من البخاري غيرها أما ما قاله البخاري عن رد الكفار عن ديار الإسلام فينبغي أن يقال للبخاري أيضًا: هداه الله.

تلك ليلة ليلاء على يهود الذين أجلبوا على المنطقة كل الإمكانات في الساعة الثانية فجرًا ساعتها خرج المجاهدون من الطرق والأزقة يحملون العبوات البسيطة وسائر الأسلحة القليلة أتدري سيدي الشيخ أن عريسًا من شباب مسجد العودة تلك الليلة قام ساعتها وحمل سلاحه هداه الله فقامت عروسه هي أيضًا هداها الله وألبسته جعبته وقالت له: توكل على الله سدد الله رميتك.

أتدري سيدي الشيخ أن عروسًا أخرى وأخرى وأخرى كن قد ودعن عرسانهن تلك الليلة إلى المعركة إنه الجهاد نصر أو استشهاد تقول أم الشهيد عبد العزيز الأشقر وهي تودعه لساحة المعركة ثم تقول لشقيقه: عليك أن تحمل البندقية بندقية عبد العزيز لتواصل الطريق وتمضي حيث كان يمضي.

سيدي إنها امرأة في السبعين من عمرها لكنها لا تحب أن ترى اليهود تعسكر في بربرة بلدتها التي طردها اليهود منها وفيها عين تطرف فكل أولادها للجهاد حتى تعود إلى البلاد أو تدفن في التراب ووصيتها أن تنقل الرفات إلى البلاد.

كانت تلك الليلة لعبد العزيز الليلة الأخيرة قضاها مرابطًا يتقدم جند القسام الميامين ينظر هنا وهناك ينصب البتار ويحمل القنابل ثم يعود ليلقي نفسه على جنبه نصف ساعة فقط ثم يخرج لصلاة الفجر في مسجد النور وينطلق مرة أخرى إلى المعركة فيتقدم أكثر وأكثر فتقذفه الدبابة بقذيفة تصيبه في أم رأسه فيستشهد رحمه الله ثم يكون في صلاة الجمعة مسجًا على خشبة عليها دمه المتدفق قال الخطيب ساعتها:" ما من كلم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة لونه لون الدم وريحه ريح المسك" هكذا قال خطيبنا سيدي الشيخ فلنا علماء ومفتون لا يحسنون الفتوى إلا في ساح الوغى يتقدم العلماء المجاهدون إلى المواقع الأمامية، يحملون السلاح والسنان لا الكتاب والأقلام فحسب أأحدثك عنهم سيدي الشيخ لعله يكون في مرة أخرى.

ما أروعك سيدي الشهيد ما أجملك وأنت تعلمنا البطولة والفداء وتتقدم جندك نحو الموت غير هياب ولا متردد ما أروعك يا ابن فلسطين العظيمة وأنت تحمل هم الأمة المسلمة فتتعب لينام الناس في بلاد العرب هانئين وليعطي المفتي فتواه على هوى السلطان ومزاجه.

قد قرأت فتاوى كثيرة تتحدث عن فلسطين وحرمة الصلح مع اليهود نعم قرأتها لعلماء بلدك الذين كتبوها في الستينيات يوم كان الساسة يقولون بحرمة الصلح مع اليهود واليوم لما صارالسوق سوق السلام طابت الأيام بالدعوة للاستسلام لليهود فقام مثلك يفتي لنا هدانا الله لو أننا نقنع بما تقول إذن لطافت اليهوديات كل العواصم العربية بالتنورة القصيرة جدًا لعله يعجبك لكن سيدي لن يكون فنحن ندافع عن شرف الأمة كلها ونصون عواصم العرب أن تتفرغ لها يهود فنشاغلهم ونقاتلهم ونلاحقهم لئلا يتفرغ اليهود لكم معاذ الله أن نقيل أونستقيل.

نعم سيدي الشيخ هل بقي في جعبتكم شيء تنصرونا به فالإضراب عن الطعام في السجون بدعة والعمليات الاستشهادية في سبيل الله إلى جهنم وبئس المصير ومقارعة اليهود تهلكة وترك السلام مع اليهود خلاف الأولى.

حبرنا هل قرأت بعض القصيد:

حين يدعو الجهاد يصمت حِبرٌ ويراعٌ والكتْب والفقهاء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير