ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Feb 2009, 02:37 م]ـ
10 ـ جبريل وميكائيل وأسرافيل هؤلاء الثلاثة كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكرهم عندما يستفتح صلاة الليل فيقول:
(اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل) والحكمة من هذا: أن كل واحد منهم موكل بحياة: فجبريل موكل بالوحي وهو حياة القلوب كما قال عز وجل: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا)، وميكائيل موكل بالقطر والنبات وهو حياة الأرض، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور وهو حياة الناس الحياة الأبدية.
والمناسبة ظاهرة، لأنك إذا قمت من النوم فقد بعثت من موت، كما قال تعالى: (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه)، وقال عزوجل (الله الذي يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويُرسل الأخرى إلى أجل مسمى).
إذا كان القيام من الليل بعثاً وهؤلاء الملائكة الثلاثة الكرام كلهم موكلون بحياة، صارت المناسبة واضحة. ص 50 ـ 51.
11 ـ أول الرسل نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، واعلم بأنك ستجد في بعض كتب التاريخ أن إدريس عليه الصلاة والسلام كان قبل نوح عليه السلام، وأن هناك بعضاً آخرين مثل شيث، كل هذا كذب وليس بصحيح.
فإدريس بعد نوح قطعاً، وقد قال بعض العلماء: إن إدريس من الرسل في بني إسرائيل، لأنه دائما يذكر في سياق قصصهم، لكن نعلم علم اليقين أنه ليس قبل نوح، والدليل قول الله تعالى: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده)، وقال الله عز وجل: (ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة) فأرسلهم الله وهم القمة، وجعل في ذريتهما النبوة والكتاب، فمن زعم أن إدريس قبل نوح فقد كذّب القرءان وعليه أن يتوب إلى الله من هذا الاعتقاد. ص55 ـ 56.
12 ـ الإيمان إذا ذكر وحده دخل فيه الإسلام، قال الله تعالى: (وبشر المؤمنين) بعد أن ذكر (تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم).
أما إذا ذكرا جميعاً فيفترقان، فيفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح، والإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها.
ويدل على التفريق قول الله عزوجل: (قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).
فإن قال قائل: في قولنا إذا اجتمعا افتراقا إشكال، وهو قول الله تعالى في قوم لوط: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين). فعبر بالإسلام عن الإيمان؟
فالجواب: أن هذا الفهم خطأ وأن قوله: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين) يخص المؤمنين وقوله: (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) يعم كل من كان في بيت لوط، وفي بيت لوط من ليس بمؤمن، وهي امرأته التي خانته وأظهرت أنها معه وليست كذلك، فالبيت بيت مسلمين، لأن المرأة لم تظهر العداوة والفرقة، لكن الناجي هم المؤمنون خاصة، ولهذا قال: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين). وهم ما عدا هذه المرأة، أما البيت فهو بيت مسلم. ص72 ـ 73.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Feb 2009, 02:43 م]ـ
13 ـ احتج المشركون بالقدر على شركهم كما قال الله عنهم: (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء).
والجواب: قال الله تعالى: (كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا) فلم تقبل منهم هذه الحجة، لأن الله تعالى جعل ذلك تكذيباً وجعل له عقوبة: (حتى ذاقوا بأسنا).
فإن قال قائل: إن لدينا حديثاً أقر فيه النبي صلى الله عليه وسلم الاحتجاج بالقدر، وهو أن آدم وموسى تحاجا ـ تخاصما ـ فقال موسى لآدم: أنت أبونا خيبتنا، أخرجتنا ونفسك من الجنة ـ لأن خروج آدم من الجنة من أجل أنه أكل من الشجرة التي نُهي عن الأكل منها ـ فقال له آدم: أتلومني على شيء قد كتبه الله على قبل أن يخلقني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حج آدم موسى) مرتين أو ثلاثاً وفي لفظ (فحجه آدم) يعني غلبه في الحجة.
هذا يتمسك به من يحتج بالقدر على فعل المعاصي.
ولكن كيف المخرج من هذا الحديث الذي في الصحيحين؟
¥