ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Feb 2009, 03:21 م]ـ
31 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض).
ظاهر الحديث: أنها تملأ ما بين السماء والأرض ليس في منطقتك وحدك، بل في كل المناطق. ص 245.
32 ـ الصبر ثلاثة أنواع: صبر عن معصية الله، وصبر على طاعة الله، وصبر على أقدار الله.
فأي أنواع الصبر الثلاثة أفضل؟
نقول: أما من حيث هو صبر فالأفضل الصبر على الطاعة، لأن الطاعة فيها حبس النفس، وإتعاب البدن.
ثم الصبر عن المعصية، لأن فيه كف النفس عن المعصية ثم الصبر على الأقدار، لأن الأقدار لا حيلة لك فيها، فإما أن تصبر صبر الكرام، وإما أن تسلو سلو البهائم وتنسى المصيبة، هذا من حيث الصبر.
أما من حيث الصابر: فأحيانا ًتكون معاناة الصبر عن المعصية أشد من معاناة الصبر على الطاعة.
فلو أن رجلاً هيئ له شرب الخمر مثلاً، بل ودعي إلى ذلك وهو يشتهيه، ويجد معاناة من عدم الشرب، فهو أشد عليه من أن يصلي ركعتين لا شك.
كذلك لو كان شاباً ودعته امرأة إلى نفسها، وهي جميلة والمكان خال، والشروط متوفرة فأبى، فهذا فيه صعوبة أصعب مما لو صلى عشرين ركعة، فهنا قد نقول: ثواب الصبر عن المعصية هنا أعظم من ثواب الصبر على الطاعة لما يجده هذا الإنسان من المعاناة. فيؤجر بحسب ما حصل له من المشقة. ص 248.
33 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء).
ولم يقل الصبر نور، والصلاة قال: إنها نور. وذلك لأن الضياء فيه حرارة كما قال الله عز وجل: (جعل الشمس ضياء) ففيه حرارة، والصبر فيه حرارة ومرارة، لأنه شاق على الإنسان ولهذا جعل الصلاة نوراً وجعل الصبر ضياءً لما يلابسه من المشقة والمعاناة. ص 248 ـ 249.
34 ـ أود أن أذكر نفسي وإياكم بمسألة مهمة وهي:
كلنا يتوضأ إذا أراد الصلاة، لكن أكثر الأحيان يريد الإنسان أن يقوم بشرط العبادة فقط، وهذا لا بأس به، ويحصل به المقصود، لكن هناك شيء أعلى وأتم:
أولاً: إذا أردت أن تتوضأ استشعر أنك ممتثل لأمر الله في قوله: (يا أيها الذين ءامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) حتى يتحقق لك معنى العبادة.
ثانياً: إذا توضأت استشعر أنك متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال: (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين) حينئذ يكون الإخلاص والمتابعة.
ثالثاً: احتسب الأجر على الله عزوجل بهذا الوضوء، لأن هذا الوضوء يكفر الخطايا، فتخرج خطايا اليد مع آخر قطرة من قطرات الماء بعد غسل اليد، وهكذا بقية أعضاء الوضوء.
هذه المعاني الثلاثة العظيمة الجليلة أكثر الأحيان نغفل عنها، كذلك إذا أردت أن تصلي وقمت للصلاة استشعر أمر الله بقوله: (وأقيموا الصلاة) ثم استشعر أنك تابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) ثم احتسب الأجر، لأن هذه الصلاة كفارة لما بينها وبين الصلاة الأخرى، وهلم جرا.
يفوتنا هذا كثيراً ولذلك تجدنا ـ نسأل الله أن يعاملنا بعفوه ـ لا نصطبغ بآثار العبادة كما ينبغي وإلا فنحن نشهد بالله أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولكن من من الناس إذا صلى تغير فكره ونهته صلاته عن الفحشاء والمنكر؟! اللهم إلا قليل، لأن المعاني المقصودة مفقودة. ص253 ـ 254.
35 ـ أحسن ما يقال في تعريف الحديث القدسي: إنه ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عزوجل، ونقتصر على هذا ولا نبحث هل هو من قول الله لفظاً ومعنى، أو من قول الله معنى ومن لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، لأن هذا فيه نوع من التكلف وقد نهينا عن التكلف ونهينا عن التنطع وعن التعمق. ص267.
36 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم).
إن قال قائل: هنا إشكال وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن كل مولود يولد على الفطرة وهنا يقول: كلكم ضال؟
¥