الجواب: لا نقول إنه شافعي.
فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة، ولا تتسرعوا، ولا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر. ص 314 ـ 317.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Feb 2009, 03:10 م]ـ
39 ـ هنا إشكال وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لن يدخل أحد الجنة بعمله) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته).
فكيف يُجمع بين هذا الحديث وبين النصوص الأخرى الدالة على أن الإنسان يدخل الجنة بعمله؟
أجاب العلماء رحمهم الله، فقهاء الإسلام، أطباء القلوب والأبدان، ممن علمهم الله ذلك فقالوا: الباء لها معنيان: تارة تكون للسببية، وتارة تكون للعوض.
فإذا قلت: بعت عليك هذا الكتاب بدرهم، فهذه للعوض.
وإذا قلت: أكرمتك بإكرامك إياي، فهذه السببية.
فالمنفي هو باء العوض، والمثبت باء السببية.
فقالوا: معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يدخل أحد الجنة بعمله) أي على أن ذلك معاوضة، لأنه لو أراد الله عزوجل أن يعاوض العباد بأعمالهم ويجازيهم لكانت نعمة واحدة تقضي على كل ما عمل. ص 324.
40 ـ مسألة:
كثير من الإخوة إذا أراد أن يقرأ قال: قال الله عز وجل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إنا أنزلنه في ليلة القدر). وهذا تخليط، لأنه إذا قال: قال الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. أدخل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم في مقول القول، وهذا غلط، وإذا كان و لابد أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقلها قبل، أي قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى.
فما قصد به الاستدلال فإنه لا يتعوذ فيه بخلاف ما قصد فيه التلاوة، والآية ظاهرة: (فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله). ص 329.
41 ـ ما هو الحسد؟
قال بعض أهل العلم: الحسد: تمني زوال نعمة الله عز وجل على الغير، سواء كانت النعمة مالاً أو جاهاً أو علماً أو غير ذلك.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الحسد: كراهة ما أنعم الله به على الغير وإن لم يتمن الزوال.
ومن المعلوم أن من لازم الكراهة أن يتمنى الزوال، لكن كلام الشيخ رحمه الله أدق، فمجرد ما تكره أن الله أنعم على هذا الرجل بنعمة فأنت حاسد. ص 368.
42 ـ يوم القيامة هو الذي تقوم فيه الساعة، وسمي بذلك لثلاثة أمور:
الأول: أن الناس يقومون فيه من قبورهم لله عز وجل، قال الله تعالى: (يوم يقوم الناس لرب العالمين).
الثاني: أنه تقام فيه الأشهاد، كما قال تعالى: (إنا لننصر رسُلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد).
الثالث: أنه يقام فيه العدل، لقول الله تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً). ص 385.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Mar 2009, 03:16 م]ـ
43 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). يعني أنك إذا أعنت أخاك كان الله في عونك كما كنت تعين أخاك.
ويرويه بعض العوام: (مادام العبد في عون أخيه) وهذا غلط، لأنك إذا قلت: (مادام العبد في عون أخيه) صار عون الله لا يتحقق إلا عند دوام عون الأخ، ولم يُفهم منه أن عون الله للعبد كعونه لأخيه، فإذا قال: (مادام العبد في عون أخيه) عُلم أن عون الله عز وجل كعون الإنسان لأخيه.
وما دام هذا اللفظ (ما كان العبد في عون أخيه) هو اللفظ النبوي فلا يعدل عنه. ص386.
44 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة). ففي هذا الحديث الحث على الستر على المسلم، ولكن دلت النصوص أن هذا مقيد بما إذا كان الستر خيراً، والستر ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يكون خيراً ومثاله:
رأيت رجلاً صاحب خلق ودين وهيئة ـ أي صاحب سمعة حسنة ـ فرأيته في خطأ وتعلم أن هذا الرجل قد أتى الخطأ قضاءً وقدراً وأنه نادم، فمثل هذا ستره محمود، وستره خير.
القسم الثاني: إذا كان الستر شراً ومثاله:
كالرجل إذا وجدته على معصية، أو على عدوان على الناس وإذا سترته لم يزد إلا شراً وطغياناً، فهنا ستره مذموم ويجب أن يكشف أمره لمن يقوم بتأديبه، إن كانت زوجة فترفع إلى زوجها، وإن كان ولداً فيرفع إلى أبيه، وإن كان مدرساً يرفع إلى مدير المدرسة، وهلم جرا.
القسم الثالث: أن لا تعلم هل ستره خير أم كشفه هو الخير: فالأصل أن الستر خير، ولهذا يذكر في الأثر (لأن أخطئ في العفو أحب إلي من أن أخطئ في العقوبة).
فعلى هذا نقول:
إذا ترددت هل الستر خير أم بيان أمره خير، فالستر أولى، ولكن في هذه الحال تتبع أمره، لا تهمله، لأنه ربما يتبين بعد ذلك أن هذا الرجل ليس أهلاً للستر. ص 390 ـ 391.
45 ـ المضاف إلى الله عزوجل على أقسام:
القسم الأول: إما صفة من صفات الله عزوجل كقدرة الله وعزة الله وحكمة الله وما أشبه ذلك.
القسم الثاني: عين قائمة بنفسها مثل: ناقة الله، مساجد الله، بيت الله، فهذا يكون مخلوقاً من مخلوقات الله عز وجل لكن أضافه الله إلى نفسه تشريفاً وتعظيماً.
القسم الثالث: أن يكون وصفاً في عين أخرى قائمة بنفسها مثل: روح الله كما قال الله عز وجل: (فنفخنا فيها من روحنا)، وقال في آدم: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) فهنا ليس المراد روح الله عز وجل نفسه، بل المراد من الأرواح التي خلقها، لكن أضافها إلى نفسه تشريفاً وتعظيماً. ص 395.
¥