وأما الإغارة والبيات فليس هناك قول أو فعل صاروا به آمنين, ولا اعتقدوا أنهم قد أومنوا, بخلاف قصة كعب بن الأشرف , فثبت أن أذى الله ورسوله بالهجاء ونحوه لا يُحْقَنُ معه الدم بالأمان, فَلَأَن لا يُحْقَنَ معه بالذمة المؤَبَّدة والهدنة المؤقتة بطريق الأَولى."
(24) هل يُجيز شيخ الاسلام الخدعة بعد العهد , أو الفتك بعد إعطاء الأمان للكافر الحربي ـ مالم يكن مطلوبا بحد من الحدود ـ؟
قال رحمه الله:
" ومن المعلوم أن من اظهر لكافر امانا لم يجز قتله بعد ذلك لأجل الكفر , بل لو اعتقد الكافر الحربي أن المسلم آمنه وكلمه على ذلك صار مستأمنا ,
قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عمرو بن الحمق: (من آمن رجلا < على > دمه وماله ثم قتله فأنا منه بريئ وإن كان المقتول كافرا) رواه الامام أحمد وابن ماجة.
وعن سليمان بن صُرد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا آمنك الرجل على دمه وماله فلا تقتله) روه ابن ماجة.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الايمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن " رواه أبو داود وغيره.) "
وقال شيخ الاسلام أيضا:
" فإن الأمان يجوز عقده لكل كافر, ويعقده كل مسلم, ولا يشترط على المستأمَن شيء من الشروط, والذمة لا يعقدها إلا الإمام أو نائبه, ولا تعقد إلا بشروط كثيرة تشترط على أهل الذمة: من التزام الصَّغَار ونحوه, "
وقال أيضا:
" لأن الحربي إذا ما قلت له أو عملت معه ما يعتقد أنه أمان صار له أمان " ص768
وقال ايضا:
" وشبهة الأمان كحقيقته , فإنَ من تكلم بكلام يحسبه الكافر أمانا كان في حقه أمانا وإن لم يقصده المسلم "
(25) خلاصة ما تقدم
أن شيخ الاسلام رحمه يُثبت عقد الأمان وشبهة الآمان للكافر الحربي ومنهم كعب ابن الاشرف ولا يُجيز الفتك به بعد الأمان ولا الخدعة بعد العهد. أما من كان مطلوبا في حد من الحدود فلا يُحقن دمه عهد أو أمان كما لايحقن دم المسلم ان كان مطلوبا في حد.
وفي الختام اسأل الله تبارك وتعالى أن يجزي شيخ الاسلام عن نَصْرِ دينه، ونَصْر سنة نبيه خير الجزاء , و أن يرزقه الفردوس الأعلى ,
وصلي اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ,
والحمد لله أولا وأخيرا.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[12 Mar 2009, 06:57 م]ـ
أخي الفاضل: شاكر
بارك الله هذه الجهود الطيبة في كشف اللثمام عن هذه المسألة في ظرف نحن أحوج ما نكون فيه إلى بيان غدر يهود وسفاهتهم ونقضهم للعهود والمواثيق واختلاقهم المعاذير في تبرير وتمرير كل ما من شأنه إلحاق الأذى بالمسلمين في القديم والحديث (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .. ) فهذه حالهم من لدن بعثة الحبيب عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا وتراهم يلوحون بالسلام وهم أعداؤه وهم الذين ينقضون العهد وفي كل مرة قاتلهم الله أنَّى يؤفكون ..
ولكن أخي الفاضل لو كنت عرضت الموضوع على حلقات متسلسلة لكان أحرى بالمتابعة والدرس جزاك الله خيرا
ـ[شاكر]ــــــــ[13 Mar 2009, 05:21 ص]ـ
[ color=#8B0000] ولكن أخي الفاضل لو كنت عرضت الموضوع على حلقات متسلسلة لكان أحرى بالمتابعة والدرس جزاك الله خيرا
حياك الله أيها الأخ الفاضل
وسأعمل بنصيحتك في المستقبل إن شاء الله تعالى
أما في الوقت الحاضر فيمكنك أن تقرأ الموضوع على مقاطع براحتك فأنا ليس عندي مانع!!:)