تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فعندما سيأتي الفجر الصادق، وهو المرحلة، مرحلة النصر؛ سيتنادى المسلمون في الأرض: "يا مسلم؛ هذا يهودي خلفي؛ تعال فاقتله"، إلا الغرقد، وفي رواية: "والغرقد من شجر اليهود". الغرقد في المغرب يسمى: القِقْلان، نبات عريشي يسيج به اليهود دورهم وحصونهم، له حب أصفر كحب الحداس، سمعت مرة أن اسمه "ضاع"، هذا إلى الآن كل حصونهم وبساتينهم وقللهم ورياضهم محصنة به، واللون الأصفر عندهم مقدس، رايتهم هكذا، وقصة البقرة الصفراء في القرآن هكذا.

هذا سوف لا يتكلم؛ لماذا؟. لأنه لا يستطيع، لأن هذا العريش كالسنابل، سيحاولون عندما لا يجدون بناء قائما، ولا شجرة قائمة، ولا شيئا شاخصا يختفون حوله؛ سيختفون خلف هذه العوث، هذه بمجرد ما تأتي موجة خفيفة من الهواء أو الأثير؛ إلا وتتمايل يمينا وشمالا، وتكشف ما اختفى وراءها. هي في الأصل ما كانت تكتمهم ولا تسترهم.

وهكذا أصبحنا نعتقد بوعد الله الحق على لسان رسوله الصادق بأن هؤلاء الذين وُعدوا، هذه الفئة على لسان أنبيائهم؛ التقى كلامهم مع كلام كتابنا، أن الأرض أرض الميعاد، ولكن الميعاد: للذبح، وذلك استدراج. ومن الحكمة؛ لو ذهب الإنسان يريد أن يقتل اليهود في الأرض؛ لكان ذلك – بحسب العادة – مستحيلا، لماذا؟. لو ذهبت إلى أمريكا لتقتل كلبا أو كلبين من اليهود؛ لقامت أمريكا في وجهك، ولم تقم لك قائمة، وقيل: قتلت مواطنا. لو ذهبت إلى فرنسا؛ نفس الشيء، لو ذهبت إلى روسيا؛ نفس الشيء، هؤلاء هم يتملصون منك، ويأتونك على مرمى حجر منك ومن أرضك ومن بلادك، يدفعهم الشغف والطمع والأماني الباطلة.

حتى إذا جاء وعد الله؛ جعل أرضهم دكا، وخربت بلادهم تخريبا، وسيكون ذلك على يد من سينصره الله، فيعز المسلمين في أيامه وعلى يديه، وكما قال عليه الصلاة والسلام: "طوبى لمن خلقه الله وجعل الخير على يده، ويا ويل من خلقه الله وجعل الشر على يده".

نحن نكتفي بهذا الآن، ونشكركم على استماعكم، ونشكر الجامعة على أن أتاحت لنا هذه الفرصة لنعود من جديد لنكلم طلابنا، ونتحدث مع زملائنا. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

تمت

منقول

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير