تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإن الفقير لا يزال متشوفاً لأنباء السيد الكبير، وقد كان السيد ـ أيَّده الله ـ أشار في كتابه الأخير ببشارة إرسال نسخة من كتاب " الشهاب " من طابعه، لم نر إلى الآن واحدة منها، ولعل طابعه يرسل منه عدة لأحد التجار يعرضها للبيع.

قدم من أيام الشيخ طاهر الطبرزوني السَّلفيّ (1)، وبلغني سلام سيادتكم ودعواتكم، فشكرت لكم لكم ذلك ورجوت أن لا نبرح من البال الكريم.

وقد كنتُ ذكرت لفضيلتكم ما ننسخه للفاضل محمد حسين نصيف ونرسله مما حصل لديه الآن، منه: " رسائل وقواعد " لشيخ الإسلام جيِّدة.

وقد طبع كتاب " الوسيلة " الذي ابتعناه له من الروَّاف.

ونسخنا له " إغاثة اللهفان " لابن القيم الذي كنت استفسرت سيادتكم عنه، ولم آخذ جواباً.

وقد أرسلناه الآن إلى منشيء مجلة المنار بإشارة من محمد حسين نصيف، وورد إلىَّ جواب بقرب الأخذ بطبعه والآن نسخ له أيضاً " قاعدة في التفسير" لشيخ الإسلام ظفرنا بها في مكتبة بني الشطي (2).

وبودي لو أن حضرات العسافيين ـ وفقهم الله تعالى (3) ـ يأخذون بطبع شيء من القواعد أو الوسائل الصغرى التي لم تعد للطبع بعد في مطابع دار السلام لسهولة الأمر الآن، اهتماماً بما ينور فكر الجامدين؛ إذْ ليس من سبيلٍ عندي أقرب من طبع مثلها ونشره سيَّما إذا كان وقفاً مجاناً.

وإني أحمد الله على أنيّ أرى كثيراً من أولئك الجهمية أضحوا بفضل ما نسعى بطبعه وتسعون أيضاً ممن تنورت بصائرهم، ووقفوا على الحق، وإن كان الجل منهم لا يتظاهر تقية من محيطه الزاخر بأولئك الرجعيين.

وقد حضرني ستّ نسخ من " غاية الأماني في الرد على النبهاني" (4)، فوزعتها على إخواني، وصار يستعيرها من لم تكن عنده من أصدقائهم وأقاربهم.

ومن مدة زارني بعض المتعممين المهتمين بمصانعة الرجعيين فرجا مني عارية الجزء الأول، فأعرته ونفست له في الأجل؛ لأني أعلم أنه يستعار منه، وأن كثيراً من أولئك القوم رهطه يحيون الليالي لقراءته بالحرف، وأعلم أنَّهم يأخذهم التنغص والتغيظ ما لا يحاط به، كما أني أعلم أنه يفيدهم ويعدل فكرهم ولو في الباطن، فالحمد لله على نعمة هذا الكتاب، وجزى الله سيَّدنا عنهُ بخير ما جزى أولياءه وأحباءه، إنه الكريم الوهاب، ولا زالت مآثره تتلى وتنشر ... آمين.

أذكر أني عرفتكم بشروعنا في نسخ متون مختصرة في عدة فنون تحاكي تلك الفنون المجموعة قبلُ، إلاَّ أنها أرقى منها وأقرب تناولاً، وقد جمعنا نحواً من ثمانية عشر متناً، وكلها للمشاهير من القرون الأُولى، والمتوسطة، وقد اشترطنا أن تكون من ورقتين إلى كراس، فلعل مولانا يتذكر مجاميعه ما يأتي على الشريطة فيتهنأ باسمه، حتى إذا لم يكن عندنا نرغب إلى بعض تلامذته النشطاء بنسخ ذلك، ونشكر السيد الجليل سلفاً.

ورد إليَّ من الآستانة كتاب من صديقنا صاحب المنار يبشرني بانفراج الأزمة عما وشي به علينا مما لابد أنه بلغ مسامع مولانا، وأن قضية محمد أفندي كرد علي ستحل بأقرب وقت، حقق الله ذلك، وقد أخبرني أمس شقيقه بأنه نجا بنفسه إلى مصر وأنه بخير ثمة، فإنا لله (6).

الأُستاذ الكبير (7) بخير وعافية، ولكن وا رحمتاه لفضله وقدره بين مواطنيه (8)، والأشقاء يلثمون أناملكم، ويرجون صالح دعواتكم كراقمه.

.................................................. ............. في 23 شوال سنة 1327

.................................................. ................. جمال الدين


(1) ذكره القاسمي في رسالة منه إلى محمد نصيف، وقال:" سائح سلفي يسمى الشيخ طاهر الطبروزني"، وذكر أنه صاحب رحلات كثيرة, (انظر؛ جمال الدين القاسمي وعصره لظافر القاسمي ص 608، ص 609)
(2) له نسخة أخرى في دار الكتب المصرية برقم (299)، وستأتي الإشارة إلى ذكر هذا المجموع المشتمل لبعض كتب شيخ الإسلام ابن تيمية (ص 170).
(3) آل العساف في بغداد من أصول نجدية، بيت علم وفضل وتجارة؛ انظر (البغداديون أخبارهم ومجالسهم) للدروبي (ص 189).
(4) للآلوسي، المرسلة إليه هذه الرسالة، وسيأتي الكلام عليه.
(5) حصل للعلامة القاسمي أكثر من واقعة في سبيل دعوته للإصلاح وبعض مؤلفاته من قبل ولاة الدولة العثمانية وبعض الوشاة, انظر إن شئت كتاب ابنه ظافر القاسمي: " جمال الدين القاسمي وعصره " (ص 205 ـ 210).
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير