تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا الفاضل لشهرة بيته ونباهة أمره يُعدُّ بألوف، وقد هاجر من نحو اثني عشر عاماً من تونس إلى الأستانة، وكان رد على الصيادي (2) في تأليف سماه: "السيف الرباني في الرد على القرماني"

، والقارماني اسم بلا مسمى انتحله الصيادي، وعزا له كتاباً لفقه على عادته ـ عليه ما يستحق في الافتراء والاختلاق ـ، وكان أعظم حائل على أماني السيَّد ابن عزوز، ثم إن الأستاذ الكبير صفينا البيطار لما زار الأستانة هذا العام مع الوفد الدمشقي زار السيد وجرَّ البحث إلى مسائل سلفية، ثم إن الأستاذ كاتبه من شهر فأجابه الآن بجواب نقلت محل الشاهد منه، وأشرت إلى طالب عندنا فنقل صورة ما نقلته وترونه طي هذا الكتاب (3). وإذا كان لمولانا أيده الله أصدقاء في الآستانة يكاتبهم فلا بأس بمكاتبة السيد المنوَّه به، وإني في هذا البريد سأكتب له بما أرسلت لفضيلتكم من كلامه، وأُعرفه بسامي مقامكم، عساه يزداد بصيرة ونوراً، فالحمد لله على توفيق هذا السيد وهدايته لما هُدي له.

هذا وقد زراني في هذا العيد صديقنا الشيخ مصطفى الغلايييني (4)، صاحب مجلة " النبراس "، وجرَّ الحديث إلى ما ألفه النبهاني جديداً من كتابه المسمى " جواهر البحار في فضل المختار" (5)، وذكره منامات ابنته عائشة له، وتسميته إياها بالمبشرات؛ فقال الغلاييني: لو أنَّا نرد عليه بمثل ما يستدل لذكرنا مناماً لأحد صالحي بيروت، بل من لا يختلف أحد منهم في صلاحه، وهو: أنه رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال له: إني لست براض عن النبهاني، أو بمعناه.

ثم زراني أحد الكامليين، وكان سبق له وظيفة في بيروت، فسمى لي الرجل وأنه حسن فتح الله، وقد وعدني هذا الكامل بأن يذكر لي ترجمة حال النبهاني الصحيحة التي يعلمها، وأنه يستقدمها لنا ونقدمها للسيادة.

وقد بلغني أن الحاج مقبل الذكير كان طبع هو و الشيخ قاسم بن ثاني كتباً وقفاً منها:

" المقنع " (6)، ومنها " الدين الخالص " (7)، وغيرهما، ومن الغريب أن لم نتحف بشيء منها، فإن كان لهما وكيل أو صديق يكتابهما أو سيادة مولانا، فالمأمول إرسال صندوق منها للشام. وقد كان السناني ـ عليه الرحمة ـ كتب إلى الحاج مقبل على إثر طبعه " شرح الإقناع" (8) بإرسال صندوق منه فوفى ووزع على من انتفع به الانتفاع التام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

.................................................. ............ في 20 ذي الحجة 1327هـ

.................................................. ........................ الفقير

.................................................. ................. جمال الدين القاسمي

# اطلعت على رسالة بخط العلامة الفاضل محمد السيد محمد المكي بن عزوز التونسي نزيل الآستانة الآن، ضمن كتاب راسل به الأستاذ العلامة الشيخ عبد الرازق البيطار، وهذا نص رسالته:

كتبتُ إلى حبيب لي في المدينة المنورة ما نصه: سؤال خصوصي: أخبرني بإنصاف، واعلم أنك مسؤول في عرصات القيامة عن ذلك، أخبرني عن الوهابية الذين ترون: معاملاتهم، وحالتهم مع السنة، والحضرة النبوية، فأنا إلى الآن ما اجتمعت بوهابي، وقد تناقضت عندي المسموعات بالأذن والمرئيات في الكتب بالأعين؟ وبيان التناقض نقرِّره لك يا حبيب لتعرف كيف تجيبني، فإن المقام خطير: بعض الناس يقولون: الوهابية يحقرون المقام النبوي، ولا يرون فرقاً بينه وبين بقعة خالية في الأرض، ويقولون لمن شرب الدخان أشركت بالله، وهذا لا معنى له، ويضللون من أثنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنارة، ويكفرون من زار قبراً ودعا الله عنده ويستحلون دمه.

وهؤلاء القادحون فيهم يقولون على سبيل القدح: هم تابعون ابن تيمية أحمد تقي الدين، فهنا جاء التناقض، فإن ابن تيمية إمام في السنة كبير، وطود عظيم من أطواد العرفان، حافظ للسنة النبوية، ومذهب السلف، يذب عن الدين، ويقمع المارقين؛ كالمعتزلة والقدرية، والرافضة والجهمية، ما فارق سبيل الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة قيد أنملة، وإن كان حنبلياً في الفروع، فهو في أصول الدين جامع لمذاهب الأربعة الأئمة، والأربعة الخلفاء الراشدين ومن سلك سبيلهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير