تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سيدي الفاضل، ومن لا يطاوله في الكمالات مطاول، علاَّمة عصره، وأستاذ الكل في مصره، الإمام الهمام، بل فخر دمشق الشام، حضرة السيد جمال الدين القاسمي أفاض الله تعالى علومه على الأنام.

سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته:

أمَّا بعد:

فقد تلقيت أيها المولى كتابكم الكريم بيد الفخار، وكررت ما انطوى عليه

من الآيات البيانات آناء الليل وأطراف النهار، وشكرت الله تعالى على ما انطوى عليه من بشائر السلامة، وما حواه من انتشار كتب السنن النبوية التي أتعب لها أقدامه، وأشغل بها أقلامه.

فالحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وجزاه عنا خير الجزاء {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات} [إبراهيم: 48].

وقد تم بحمد الله

منذ أيامٍ طُبع: " غرائب الاغتراب ونُزهة الألباب" وها نحن قد قدمنا منه نسخة لذلك الجناب، تصله ـ إن شاء الله ـ بهذا البريد، وهو من السِّلامة كما نود ونريد، وقد أخبرت الشابندر (1)، بما أمر السِّيد وأخبر، أنَّه ـ أدام الله مجده ـ لا يعمل بما عنده، والمرجو من تلك الحضرة العلية دوام التحري على الكتب السلفية، والسعي في نشرها بين العالمين، {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} [فصلت: 33].

والمسترحم عرض تحياتي على جميع الآل والأصحاب الكرام، وعليكم منَّا ألف تحية وسلام،

ما رنحت عذبات البان ريح صباً *-*-*-* وأطرب العيس حادي العيس بالنغم

.................................................. ............ 23 ذي الحجة سنة 1327هـ

.................................................. .................... الفقير إليه تعالى

.................................................. ................ محمود شكري الآلوسي،


(1) هو: محمود جلبي بن محمد سعيد الشابندر ـ أحد أقارب الآلوسي صاحب هذه الرسالة من جهة والدته ـ، وله دور في مؤازرة الحركة العلمية ببغداد، وأنشأ مطبعة عرفت بمطبعة الشابندر، ونشر فيها ذخائر من الكتب الأدبية والتاريخية
بإشارة من العلاَّمة الآلوسي؛ (محمود شكري الآلوسي وآرؤه اللغوية، للعلاَّمة محمد بهجة الأثري ص 48).

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:49 م]ـ
(16)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة نور حدقة السلالة الهاشمية، ونور دوحة الحديقة العلوية، إمام العلم والعمل، ومقتدى السالكين إلى الله عزَّ وجل، المجلى بسطور طروسه غيوم همى وغمى، جناب الأفخم السيد جمال الدين القاسميّ.

سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرفت بكتابكم الكريم، ووقفت على ما حواه من البشائر فالحمد لله على نعمه، و الشكر له على جزيل إحسانه وكرمه.
وقد سرني ما كان من المراسلة بين السيد محمد المكي والسلفيين في دمشق.
وهذا الرجل أعرفه منذ عدة سنين فإن كتابه "السيف الرباني " (1) لما طُبع في حضرة تونس أرسل منه لنقيب بغداد عدداً كثيراً من نسخه، فأعطاني النقيب يومئذٍ نسخة منه، فطلعتها فرأيت الرجل من الأفاضل، غير أنَّه لم يقف على الحقائق، فلذلك استحكمت الخرافات في ذهنه فتكلم على السلفيين، وصحح بعض الأكاذيب التي يتعلق بها مبتدعة الصوفية وغير ذلك من تجويز الاستغاثة، والتوسل بغير الله، وإثبات التصرف لمن يعتقد الولاية، والاستدلال بهذيان ابن دحلان (2)، ونحوه ...
كما ترى بعضاً من ذلك في الورقة المنقولة عن كتابه.
فأرسلت له كتاب " منهاج التأسيس" مع التتمة المُسماة: " بفتح الرحمن " (
3)، وذلك سنة اثني عشرة وثلاثمائة وألف، وكان إذْ ذلك في تونس لم يهاجر بعد، ولم أعلمه بالمرسل، ويخطر لي أني كتبت له كتاباً أيضاً التمست منه أن يطالع الكتاب كله مع التمسك بالإنصاف، ولم أذكر اسمي ولا ختمته بختمي، وأرسلت كل ذلك إليه مع البريد الإنكليزي.
وبعد ذلك بمدة هاجر إلى القسطنطينية، وكان يجتمع كثيراً مع ابن العك عليّ أفندي (4)، ويسأله عن كتب الشيخين ويتشوق إليها.
وقد اجتمع به ابن العم في هذا السفر الأخير، وأخبرني عنه أنه الآن تمذهب بمذهب السلف قولاً وفعلاً، وأصبح يجادل أعداءه ويخاصم عنه.
ولم يزل يتحفني بسلامه، ويتفضل علي بالتفاته، فلا حاجة إلى أن تكتبوا له على المخابرة مع مخلصكم، فإنه لم يزل يجتمع مع ابن العم ويعرفنا ونعرفه.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير