تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولم ينقطع جري الدمع على والده، ولم تنطفيء نيران الوجد عليه، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون.

وقد أحرق ـ والله ـ كبدي فقد هذا الطفل، وآيسني من العود إلى رغد العيش لما كان عليه من الفطنة والذكاء و التقوى والعبادة، فقد داوم على الصيام والقيام منذ كان عمره سبع سنين، وكان أشبه إخوته بوالده خَلقاً وخُلقاً وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ومما زاد كدري وهمي حادثة المرحوم السيد حسين صنو أخينا في الله السيد رشيد رضا (3)، صب الله سوط عذابه على قاتله، ولم أقف على تفصيل الحادثة، ولم أعلم السبب، فصبراً على ماقضاه وتسليماً لما أمضاه.

وقد وردني من العلاَّمة منشيء:" المقتبس" ما يشعر بوصول ما قدمته إليه بواسطتكم، وطلب إشفاعه بما وعدنا، والله أيها الأخ لو علم ما أنا فيه لعذرني وأمهلني، فإني الآن في حال أكاد أذهل عن نفسي،

وأغيب عن حسي، ولولا الضرورة ما حركت بناناً، ولا أطلقت لساناً، حتى أني في خجل مما كتبت لحضرة العلاَّمة الأُستاذ الكبير جواباً لكتابه الكريم مما أرجو غض الطرف عن قصوري.

.................................................. .......... في 20 صفر سنة 1330هـ

.................................................. ...................... العبد

.................................................. ................... محمود شكري،


(1) " الرائية الصغرى" و " الرائية الكبرى"، الأولى طُبعت في تونس والأخرى طبعت في مصر، وكلاهما تأليف يوسف بن إسماعيل النبهانى المتوفى سنة (1350هـ)، صاحب كتاب:" شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ".
وكتاب: " جامع كرامات الأولياء".
يقول العلاَّمة محمد كرد علي
في كتابه:" المعاصرون": (ص 431):
:" وللمترجم ـ يعني الآلوسي ـ مع الشيخ يوسف النبهاني جولات في الشرع، هذا يثبت في كتبه ضروباً من البدع التي لم يقل بها الإسلام، والشيخ ـ يعني الآلوسي ـ يرد عليه في مجلدات، ويبين له حُكم الكتاب والسنة وآراء عُظماء الملة.
وظهرت في ردوده هذه مكانته من استبطان الشريعة، وآرؤه في الإصلاح الديني".
(2) يعني عمه السيد محمد ثابت.
(3) انظر؛ مجلة المنار ج15، ص78، 97، 236، 313، 458، 466، الرسائل المتبادلة بين القاسمي والآلوسي ص 187.

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:52 م]ـ
(29)

بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة مولانا علاَّمة الأعلام، وبقية السلف الكرام، نفع الله بعلومه الأنام.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فقد وصل مرسلكم الكريم
، ومُهداكم الفخيم، وهو:" شجرة الرياض" (1)، فجزاكم المولى وجامعه خير الجزاء، وأوفى لمقامكم تمام النعماء، سررت بما شرع فيه من معارضة النبهاني من أولئك الأماثل الأبطال، أبقاهم المولى نصراء للحق تجري بفضلهم الأمثال.
أفضت بي النوبة في قراءة:" صحيح البخاري" من نحو شهرين إلى كتاب التوحيد والرد على الجهمية، فرأيت قصوراً من الطلبة عن تعرف الفرق الإسلامية، وما كان لها من الأنباء، وأسفت أن أصبح من يدري ذلك في قلة، ويوشك بعد مودة أن لا يعرف أحد من السلف إلاَّ الاسم، وكذا من غيرهم، وأذكر أن بعض الإخوان كتب يسألني مرة عن مشهور يقيم في بعض الثغور هل هو سلفي أو خلفي؟ فأسفت بأن أجيبه بأنه صحافي فحسب، لا يدري والله من السلف ولا من الخلف أمراً إلاَّ يتسامعه أو يقرأه إن نظره اتفاقاً في بعض الكتب.
ولقد وصل ضعف العلم في هذه البلاد أن بعض من رشحه والٍ للإفتاء، هو صديق لنا في بعض السواحل، قال لي:" أراكم في تأليفكم

تنحون نحو الإغماض، وكان قرأ جملة أمامي من:" رد النصائح" فلم يمكنه إكمالها فإن لم يغثنا المولى بمن يأخذ بيد العلم والعلماء، وإلاَّ فأرى أنه ما بعد هذه البقية إلاَّ دولة الجُهلاء الأدعياء.
وبالجملة أسفت جداً لحالة الطلبة عندي، وبالأحرى عند غيري، فجهدت نفسي لجمع مقالة في الجهمية، وضممت إليها أنباء المعتزلة لتشاركهما في كثير من القواعد الأصولية، وقد عنيت بالتنقيب جهدي، ومع كثرة البحث ومراجعة تراجم رجال كثير من المعتزلة جمعت أوراقاً ربما نطبعها في: "مجلة المقتبس" بعد أن أعيد عليها النظر.
ولقد أسفت جداً لما وقع من الفريقين الأثرية السلفية، والجهمية المعتزلة من التنابز بالألقاب، و إغراء كل من الأمراء بمن يخالفه والإيقاع بمن دالت عليهم الدولة، وقد أشرت لذلك في تلك المقالة، شأن كل مؤرخ.
دعاني لهذا رجائي لسماحتكم إن كان يمكن تعريفي عن أخبار الجهمية والمعتزلة أو طبقات رجالها، أو من كتب
في شأنها؛ لأقتبس من ذلك، فقد رأيت ابن خلكان يعزو في ترجمة ابن أبي دُؤاد إلى كتاب:" أخبار المتكلمين" (2)، فلا أدري أيوجد منه نسخة أم فُقِدَ مع ما فقد مما ذخره سلفنا؟!
لا زلتم مرجعاً للمستفيد محفوظين بعين عناية المولى المجيد.
.......................................... 4 ربيع الثاني سنة 1330هـ
.............................................. جمال الدين القاسمي
# إن وافق رأيكم الكريم على تسمية الكتاب بالاسم التالي هو:
" الآية الكبرى على ضلالة النبهاني في الرائية الصغرى" فلا بأس به لصراحته في المقام ووضوحه في جهة الرد، والرأي لمولانا رعاه الله" (3).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير