تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقد ورد كتابكم المبجل، وخطابكم الأمثل، وسرَّنا ما ذكرتم فيه مما حل يصاحب بيروت، وكنا سمعنا بذلك على الإجمال، ولم نعلم سبب ما حل به من النكال، وقد تبين أن الرسائل لم تصل إليكم.

وقد سافر عبد اللطيف الشيخي يوم الاثنين عاشر جمادى الآخر وأرسلت معه نحو تلك الرسائل لكم ولحضرة الأُستاذ البيطار، وقد طبعها ابن العم في الآستانة، وهي ليست بذات أهمية فلا يؤسف عليها إن ضاعت، ولم يتيسر استكتاب ما نُظِمَ في النبهاني حتى نقدمه لكم (1)، وها أنا أنتهز الفرض لذلك.

وأما منشيء المنار الأغر، وعلامة هذا العصر

، فقد شرَّف بغداد صباح يوم الأحد 23 جمادى الأُولى ونزل ضيفاً عند نقيب بغداد، وقد سرَّتنا رؤيته وفرح بقدومه أهل الإيمان واليقين غير أنَّا لم نؤد ما يجب له، ولم نتمتع برؤيته حسبما نروم، فقد صادف تشريفه شدة الحر في بغداد، وانحراف مزاجه الكريم بحمى البَصرة، وحرِّ العراق، وبعد أن شافاه الله تعالى لم يلبث إلاَّ بضعة أيام، وقد سافر يوم الاثنين مع جملة من مبعوثي العراق، وعبد اللطيف وجماعة أخرى إلى حلب، أصحبه الله تعالى السلامة والتوفيق.

وقد كان تشريفه إلى ديارنا نعمة غير مترقبة، وليت ذلك كان في فصل الخريف أو الشتاء، فإن قيظ وصيفها مما لا يتحمل، وعلى كل حالٍ نرجو الله أن يوصله إلى وطنه قرير العين، فإني رأيته من الرجال الذين تعقد عن ذكرهم الخناصر عزماً وحزماً، وكمالاً وعلماً، كثَّر الله أمثاله في المسلمين.

وقد وردني كتاب من لويز ما سنيون (2) يشكرني على تعريفي إياه بكم واستفادته من مكاتبتكم، وهذا الرجل

من أهل الصدق و الوفاء له ميل عظيم للإسلام، وإن لم أقل إنه من المسلمين، لم يزل يكاتبني أينما حلَّى وارتحل.

هذا وأرجو دوام توجهاتكم، وتوالي بشاراتكم مع العفو عن القصور في عدم توالي معروضاتي لكثرة المشغولية، وزيادة الحرِّ، ورحم الله امرءاً غفر.

وأسترحم عرض أشواقي واحترامي وسلامي لحضرة الأُستاذ العلاَّمة الشيخ البيطار وجميع من تحبون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

....................................... 11 جمادى الآخرة سنة 1330هـ

.................................................. ...... العبد

.................................................. محمود شكري،

# بعد الفراغ من كتابي هذا ورد كتاب من السيد رشيد يخبرني فيه بوصوله إلى الفلوجة (3)، وأنَّه في صحة، وعافية تامة ولله الحمد على ذلك.

.................................................. .......... م


(1) بعد أن نظم النبهاني رائيته الصغرى والكبرى رد عليه جماعة من العلماء، فألف الآلوسي صاحب هذه الرسالة كتاباً بعنوان:" الآية الكبرى على الرائية الصغرى"، كما ردَّ عليه نظماً الشيخ محمد بهجة البيطار العالم الدمشقي وعنوان رده "الطامة الكبرى على صاحب الرائية الصغرى "، والشيخ محمد بن حسن المرزوقي، والشيخ سليمان بن سحمان النجدي، والشيخ علي
سليمان اليوسف التميمي. (ذكر ذلك العلاَّمة الأثري في:" أعلام العراق " ص 141)، وممن رد عليه نظماً الشيخ المؤرخ إبراهيم بن عيسى النجدي.
(2) لويس ماسنيون ( Louis Massignon)، مستشرق فرنسي، ولد سنة 1299 هـ، من أعضاء المجمعين العربيين في دمشق والقاهرة، تعلم العربية، والفارسية، والتركية، والألمانية والإنكليزية، كان منقباً للآثار، عني بالتصوف وعلى وجه الخصوص بالحلاج، فقد نشر له:" الديوان" وكتاب:" الطواسين"، وكانت له مواقف جيدة في قضيتي استقلال المغرب والجزائر، وقد لقي العلاَّمة الآلوسي واستفاد منه، كما تعرَّف بالعلامة القاسمي عن طريقه، وبالطبع سأله عن الحلاج وأضرابه، كما يلاحظ من رسالة الآلوسي هذه ورسالته السابقة (رقم 25) أنه كان يأمل فيه الإسلام، ولكن هذه طريقة أهل الاستشراق في تقربهم إلى العلماء ليحصل هم ما رحلوا لأجله، وقد كتب الأستاذ ظافر القاسمي مقالة عن ماسنيون أبان فيه عن حب ماسنيون للمسلمين ودفاعه عنهم إلاَّ أنه لم يذكر أنه أسلم؛ انظر:" مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق" (38/ 160)، وانظر كذلك الأعلام: للزركلي (5/ 247).
(3) الفلوجة: بلدة تبعد عن بغداد 60 كيلاً تقريباً.

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:52 م]ـ
(33)

بسم الله الرحمن الرحيم
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير