تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأذكر هنا ما كنت كتبته في درج نسبنا وهو: أن النسب النبوي، والفرع العلوي الفاطمي، لا يزال بحمد الله ظاهر النمو طاهر الانتما، كشجرة طيبة أصلها في الأرض وفرعها في السما، إذ هي نتيجة مقدماتها باب مدينة العلم والبتول، فلا غرو أن زكت الفروع لزكياء هاتيك الأصول، وقد وجب أن تصرف الهمم العالية إلى ضبط أنسابها، احتفاظاً بحقوق شرفها وآداب أحسابها، على أن معرفة النسب سبب للتعارف، وسلم للتواصل والتعاطف، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم" فأمر بتعلم الأنساب، لتوصل به الأرحام، ويحافظ على أواصرها لما لها من واجب البر والاحترام، وهذا الأمر مع ما قرن به من الحكمة، مما يجب الائتمار به على جمع الأمة، وإن كان لتعلم النسب فوائد كثيرة، يناط بها عدة مسائل فروعية شهيرة.

ولمَّا كان من ألطف النعم شرف النسب، والتسلسل عن ذوي السيادة والحسب، كان من الواجب على المنعم عليه، أن يعنى من تعلمه وحفظه بما تصل يد الإمكان إليه، ومن حق الآباء على الأبناء، والأجداد على الأسباط والأحفاد، أن يحافظوا لهم أنسابهم، ويحرسوا بتقواهم أحسابهم فإن هذا من بر الفروع بالأصول، والقيام بإحياء حق ربما أضيع بالإهمال والخمول، وهذا ما حدا بي إلى العناية بأخذ فرع للعائلة القاسمية السعيدية (1) أسباط السادة الدسوقية، من شجرة أجدادهم آل الدسوقي الحسينية، وأصلها الكبير متفرع إلى بطون عديدة، لاسيما في دمشق الشام وبعض أعمالها المحمية، وقد ذكر في درج الأصل (2) أن السادة الدسوقية يرتقي نسبهم إلى الحسين ـ عليه السلام ـ من السيد شرف الدين أبي عمران موسى الدسوقي (3) أخي القطب الشهير السيد إبراهيم الدسوقي، ونسب السيد إبراهيم السوقي شهير في الأقطار، وأورده الشعراني في " طبقات الأخيار".

(1) نسبة للسيد الشيخ محمد سعيد القاسمي ـ عليه رحمة الله ورضوانه ـ والد مؤّلف هذا الكتاب؛ فإن هذا النسب له ولسلالته خاصة في ذلك لأن حضرة الجد الشيخ قاسم ـ قدَّس الله روحه ـ كان تزوَّج أربعاً واحدة منهم لم تعقب والثلاث أعقبن منه، إحداهن أعقبت أنثى واحدة، وثانيتهن أعقبت ذكوراً وإناثاً، وثالثتهن وهي الجدة الشريفة حفيدة السيد الدسوقي لم تعقب غير سيدي المرحوم الوالد ـ رضي الله عنه ـ ومنها انتقل الشرف إليه وإلى ذريته فلذا قيدناهم بالسعيدية احترازاً عن القاسمية غير السعيدية. اهـ (المصنف).

(2) تاريخ نسخها جمادى الأخرى سنة ألف ومائة وتسع وهي فرع من أصل كبير كما شهد به من وقَّع عليها وقتئذ من النقباء والفضلاء، وهذا الأصل فرع لأصل رأيته في دسوق عام رحلتي إلى مصر، الرحلة الثانية وهو سنة (1331هـ) عند ابن عمِّنا السيد مصطفى حموده الدسوقي خليفة المقام الدسوقي، وهو نسب للسيد إبراهيم بن السيد محمد الدسوقي ابن السيد عبد الرحمن ابن السيد عثمان الدسوقي جد العائلة الدسوقية الشامية تاريخه (917هـ)، وعليه تواقيع قضاة ذلك العهد فما بعده. (المصنف).

(3) ذكر في درج الأصل أن شرف الدين هذا توفي في ثغر الإسكندرية في ذي الحجة سنة 703، ونقل من الثغر إلى ناحية دسوق ودفن بإزاء أخيه من الجهة القبلية (المصنف).

==================================

وقد جاء في شجرة الأصل المحفوظة عندنا أن قدوم جدّ العائلة الدسوقية الشامية، مربي الفقراء ومرشد السالكين فخر الدين السيد عثمان الدسوقيّ كان في المائة الثامنة الهجرية، لأن وفاته بناحية البقاع العزيزي في قرية عين تنبت في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، وقد خلفه في التربية والإرشاد ابنه السيد عبد الرحمن، وقد توفي بناحية البقاع أيضاً في قرية جب جنين في شهر صفر سنة أربع وستين وثمانمائة، وخلفه في تربية المريدين ابنه شمس الدين محمد بن عبد الرحمن، وقد توفي بقرية جب جنين المذكورة ودفن بإزاء والده في شهر محرم سنة تسعة وثمانمائة، هذا جاء في درج الأصول (1)، وبالجملة فالسيد عثمان المنوه بفضله قد بورك في أولاده، وفات الإحصاء عد أسباطه وأحفاده، وانتشروا بعد في دمشق وبعض قراها، وكانوا في كل بلدة حلوها نجومها وضياءها، لما لهم من النسب الذي هو في صميم الشرف عريق، والحسب الذي غصن مجده بالمعالي وريق", انتهى ما قلناه، ثمة بزيادة.

* * *

وقال أيضاً في خاتمة الكتاب:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير