تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

............................................. محمد بهجة البيطار


(1) الرسائل المتبادلة بين القاسمي والآلوسي، تأليف محمد بن ناصر العجمي، صـ 239ـ 240، دار البشائر الإسلامية.

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:54 م]ـ
(43)
رسالة من الآلوسي جواباً عن رسالة البيطار السابقة
إلى بهجة النفوس والأرواح محمد بهجة أفندي البيطار.
وردني كتابك أيها الفاضل الجليل، و الكامل النبيل، مشتملاً نعي أعز الإخوان، وخاتمة فضلاء الزمان، ومفخر أهل الإيمان، غصن الدوحة العلوية، ونور حدقة العترة الفاطمية، جمال الدين، ونزهة الموحدين.
فيا لها من مصيبة ما أعظمها، ونائبة ما أشدها على القلوب وآلمها، قد أنستني جميع ما أصابني من المصائب، وهونت علي ما ألم بي من مضض النوائب، بل إنها قد قصمت الظهر، وهدت عرى الصبر، وأطفأت من الفضب سراجه، وانتزعت من رأس الكمال تاجه، وضعضعت من المعالي ركنها، وفقأت من السيادة عينها، وأوهت من الشرف دعائمه، وزلزلت من المجد قوائمه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بيد أن حكم المنية جار على كل البرية، وإن الدنيا لم قدم الأنبياء ولا الرسل الكرام، بل ولا لسيدهم وخاتمهم ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ:
وجود الفتى نفس الحمام لنفسه *-*-*-* فلولاه لم يسلك سبيل المعاطب
وتسعى به أنفاسه لحمامه *-*-*-* وكم أصبح المطلوب يسعى لطالب
كأنا من الآجال وهي كواسرٌ *-*-*-* من الأسد الضرغام بين المخالب
فليس سوى الصبر ما يهون مرارة هذا الأمر، عسى أن تحوزوا الثواب يوم يناله الصابرون: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة: 157].
على أن الفقيد، والسيد السعيد، قد قدم على مولى يغفر الزلات، ويبدل السيئات بالحسنات، وأنه حي بجميل آثاره، وطيب ذكره وأخباره، فالثبات الثبات، والتجمل عند مثل هذه الملمات، وعليك أيها الأخ أن تذكره بصالح الدعوات، لاسيما في الخلوات، ونشر مصنفاته المفيدة، والتخلق بأخلاقه الحميدة، وسلوك مسالكه السديدة، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ً.
رضي الله تعالى عنه، وأرضاه، وجعل الجنة مستقره ومثواه.
.................................................. ..... 13 جمادى الآخرة 1332
................................................. الفقير إلى الله تعالى
................................................. محمود شكري؛

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير