تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة العنكبوت (64)

فالحياة الحقة التي لا يشوبها كدر هي الحياة الآخرة.

والمؤمن مبشر بهذه الحياة السعيدة بنص كلام الله تعالى:

(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)) سورة يونس

وفي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي من حديث أبي الدرداء أنه سئل عن قول الله تعالى (لهم البشرى في الحياة الدنيا) فقال للسائل: ما سألني عنها أحد غيرك إلا رجل واحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له.

وعند الموت يبشر المؤمن، كما جاء في قول الله تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)) فصلت

قال أهل التفسير إن هذا التبشير يكون عند الاحتضار.

أما في القبر فإن المؤمن يأتيه عمل الصالح فيبشره كما في حديث البراء بن عازب في كيفية قبض الأرواح،وفيه:

"فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ"

وأما يوم البعث فتتلاقهم الملائكة بالبشرى، كما في قوله تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)) سورة الأنبياء

وأختم بهذا الحديث بشرى من الحبيب صلى الله عليه وسلم:

روى البخاري من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا الشَّهِيدَ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى"

فهل سيذهب هذا بالأسى من نفسك أخي الكريم؟ أما أنه الابتلاء الذي لابد منه؟

اللهم أنزل السعادة في قلوبنا والعافية في ديننا وعقولنا وأبداننا واختم بالصالحات أعمالنا.

وصلى اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.

ـ[علي جاسم]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:30 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب .. أرأيت السجين .. أن ثوى في سجنه بضع سنين .. كيف -وقد أطلق سراحه- يسكب العبرات ويغلبه الحنين .. فيبكي على سجنه وهو ما هو .. مثوى الخطاة الآثمين .. ومثابة القتلة المجرمين .. وما بكاه وحن له إلا لأن النفس لطول العهد به ألفته واعتادته ين (لا شيء هذه مراعاة للسجع) ..

وهذه هي فطرة النفس أخي الحبيب ..

خلقت النفس ألوف .. أي تألف ما حولها ولو كان سجنا .. لا لأنه مالوف لذاته ولكن طبيعة النفس ..

أرأيت الوليد ينفجر باكيا حين يغادر أحشاء أمه .. لكن ألم يخرج لمكان أرحب وأوسع .. نعم .. لكنها أخي الحبيب فطرة النفس التي فطرنا الله عليها ..

أنت يا رفيقي ترى الأمر من زاوية الروح .. وأنا أراه من زاوية النفس ..

الروح تريد أن تتحرر من سجنها أي الجسد .. وتتصل بأول نشأتها أي عالم الملكوت والروح .. تلك طبيعتها فهي نفخة سماوية علوية ليست هي من معاني الأرض في شيء ..

وللنفس طبيعة أخرى تغايرها تمام المغايرة ..

فالنفس من تربة الأرض وطينتها .. وهي من عنصر الدنيا .. ومن ذلك تراها أقرب لمعاني التراب منها إلى معاني الروح .. ولذلك تألف الحياة بحلوها ومرها .. بأفراحها وأتراحها .. وعذبها وعذابها ..

ومن ذلك تحزن لفراقها .. تحزن لأنها ذاقت .. والنفس ذواقة تواقة فإذا ذاقت تاقت ..

فيا رحمة الله تغمديني إذا صرت من أهل القبور أي حرريني من طبيعة النفس التي تضل متعلقة بالحياة .. حتى بعد موتها .. يا رحمة الله حرريني وأطلقيني في آفاق الروح الرحيبة ..

جزيت خيرا أخي الحبيب ..

نورنا بكلامك ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير