القرآن الذي أنزله الله أمراً ونهياً ومنهجاً كاملاً للمسلم في حياته الخاصة وحياته الاجتماعية، يُكتفي منه بالتغني بألفاظه وتجويد تلاوته!
فهل ينفع القاضي أن يقرأ القانون مجوداً ثم لا يفهمه ولا يحكم به؟ وإذا تلقى الضابط برقية القيادة هل ينجيه من المحكمة العسكرية أن يضعها على رأسه ويقبلها ويترنم بها، ولا يحاول أن يدرك مضمونها.
بل لو رأيتم رجلاً قعد يقرأ جريدة حتى أتمها كلها من عنوانها إلى آخر إعلان فيها، فسألتموه: ما هي أخبارها؟ فقال: والله ما أدري، لم أحاول أن أتفهم معناها فماذا تقولون فيه؟ أما تنكرونه وتنكرون عليه؟
فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يختم الختمة، وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها، ما فهم من معانيها شيئاً؟
فمن أين جاءت هذه المصيبة؟ وأي عدو من أعداء الله استطاع أن يلعب هذه اللعبة فيحرم المسلمين من قرآنهم وهو بين أيديهم، وفي كل بيت نُسخ منه، وهو يُتلى دائما ًفي كل مكان؟ يحرمهم منه وهو في أيديهم وهو ملء أنظارهم وأسماعهم؟
مسألة عجيبة جداً والله!. ص228 ـ 230.
5 ـ نحن نُقر بهذه المبادئ الغربية التي تقول بفصل الدين عن العلم، والدين عن السياسة إنها صحيحة بلا شك بشرط أن تفهم معناها عند من وضعوها.
إن الغربيين الذين وضعوا هذه المبادئ يقصدون بالدين ما يحدد صلة الإنسان بالله، ومن هنا قالوا: (الدين لله والوطن للجميع)، ونحن نقول مقالتهم ونفصل بين الصلاة والصيام وبين السياسة والعلم.
ولكن الإسلام ليس ديناً فقط يحدد صلة الإنسان بالله، بل هو دين وتشريع وقانون دولي وأخلاق، وهو يحدد صلة الأفراد بعضهم ببعض، وصلة الأفراد بالدولة، وصلة الدولة بالدول الأخرى، ويرسم طريق الأخلاق والسلوك.
فالإسلام إذن ليس ديناً فقط لتطبق عليه هذه القواعد، بل هو نظام كامل للحياة لا يشابهه في هذا دين من الأديان التي يتبعها البشر. ص262 ـ 263.
وفي الختام هذا ما تيسر إعداده وتهيأ إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر بإذن الله من كتب الشيخ على الطنطاوي رحمه الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[05 May 2009, 09:55 م]ـ
الكتاب الثالث: من حديث النفس، الطبعة الثانية 1424هـ، دار المنارة.
1 ـ إن عمادي هذا القلم، وإنه لغصن من أغصان الجنة لمن يستحقها، وإنه لحطبة مشتعلة من حطب جهنم لمن كان من أهل جهنم!. ص127.
2 ـ كان الكتاب الذي نقرؤه في النحو (قواعد اللغة العربية) الجزء الرابع من الدروس النحوية لحفني ناصيف وأصحابه، وهو كتاب يغني المتأدب، بل الأديب، عن النظر في كتاب غيره، وهو أعجوبة في جمعه وترتيبه وإيجاز عبارته واختياره الصحيح من القواعد. ص193.
3 ـ كيف ثبتت العربية برغم النكبات الثقال التي مرت بها؟
كيف عجزت الدول التركية والفارسية التي تعاقبت على بلاد العرب من أيام الواثق على أن تقضي عليها؟
بل كيف استطاعت هي أن تقضي على عجمتهم وتدخلهم تحت لوائها؟
وما هو السر في قوة العربية وثباتها؟
إن السر في هذا الحصن المتين الذي حصنها الله به:
القرآن يا سادة، القرآن. ص195.
4 ـ ما المجد الأدبي؟
أهو أن يذكرك الناس في كل مكان وأن يتسابقوا إلى قراءة ما تكتب وسماع ما تذيع، وتتوارد عليك كتب الإعجاب وتقام لك حفلات التكريم؟
لقد رأيت ذلك كله، فهل تحبون أن أقول لكم ماذا رأيت فيه؟
رأيت سراباً. . . سراب خادع، قبض الريح!
وما أقول هذا مقالة أديب يبتغي الإغراب ويستثير الإعجاب، لا والله العظيم (أحلف لكم لتصدقوا) ما أقول إلا ما أشعر به. ص302.
وفي الختام هذا ما تيسر إعداده وتهيأ إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر بإذن الله من كتب الشيخ على الطنطاوي رحمه الله.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[06 May 2009, 07:27 ص]ـ
الأستاذ فهد
شكر الله لك، وأجزل لك المثوبة
وصبّ إليك شآبيب الرحمة والغفران
وجعلك من عباده الصالحين
وبارك الله في قلمك
وننتظر المزيد زادك الله من الخيرات والحسنات والبركات
والسلام عليكم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 May 2009, 02:31 ص]ـ
ما شاء الله يا أخ إبراهيم أسأل الله أن يغفر لك ويبارك فيك ويتقبل منك هذه الدعوات الطيبات وأن يجمعنا بك في جناته.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 May 2009, 03:00 م]ـ
الكتاب الرابع: هتاف المجد، الطبعة الخامسة 1426هـ، دار المنارة.
1 ـ إن الإنكليزي أو الفرنسي، لا يتأخر عن شكرك إن ناولته المملحة على المائدة، ولا يقصر في الاعتذار إليك إن داس على رجلك خطأ في الطريق، وإن رأى كلباً مريضاً تألم عليه وحمله إلى الطبيب، وهو أنيق نظيف مهذب اللفظ لايستهين بذرة من هذه الآداب، ولكنه لا يجد مانعاً يمنع رئيس وزرائه أن يأمر فيصب النار الحامية على البلد الآمن، فيقتل الشيوخ والنساء والأطفال، ويدمر ويخرب ويذبح الأبرياء، ويفعل مالا تفعله الذئاب ذوات الظفر والناب، ويدعي أنه هو المتمدن؟!
أهذه هي المدنية؟ إن كانت هذه المدنية وهؤلاء هم المتمدنين فلعنة الله على المدنية وعلى أهلها. ص136.
2 ـ إن الجهاد إن لم يبدأ من البيت والمدرسة والجريدة، فلا يمكن أن ينتهي إلى الساحة الحمراء، فإذا أردتم أن تبلغوا نهاية الطريق فامشوا من أوله، إن شئتم أن تصلوا إلى أعلى السلم فابدؤوا من أسفله، فإن من يمشي من آخر الطريق يرجع إلى الوراء، ومن ينزل من رأس السلم يصل إلى الأرض. ص246.
وفي الختام هذا ما تيسر إعداده وتهيأ إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر بإذن الله من كتب الشيخ على الطنطاوي رحمه الله.
ملاحظة:
أحرص في غالب هذا الجمع على الكيف دون الكم، وأسأل الله أن أوفق إليه، فاعذروني على الإقلال.
¥