تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[12 May 2009, 10:13 ص]ـ

أحسنت أحسن الله إليك

وما تفضلت به عن المدنية في النقطة الأولى من كتاب هتاف المجد ذكرني بقصة حكاها لنا أستاذنا الفاضل الدكتور مصطفى المشني

وخلاصتها أن ضابطا بريطانيا وجه سلاحه إلى رأس رجل أفريقي، ولم يجد هذا الأفريقي وسيلة لردّ هذا العدوان إلاّ بعضّ يد هذا الضابط ولكن الضابط عاجله بالقتل.

وبعد ذلك كتب الضابط في التقرير المرفوع إلى رئيسه " إنه - يعني الأفريقي - متوحش همجي لقد عضني وأنا أقتله"

لك مني الشكر ومن الله - إن شاء الله -الأجر

والسلام عليكم

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 May 2009, 09:44 م]ـ

الكتاب الخامس: مقالات في كلمات (الجزء الأول) الطبعة السادسة 2007م، دار المنارة.

1 ـ وقع مرة بيني وبين صديق لي ما قد يقع مثله بين الأصدقاء، فأعرض عني وأعرضت عنه، ونأى بجانبه ونأيت بجنبي، ومشى بيننا أولاد الحلال بالصلح، فنقلوا مني إليه ومنه إلي، فحولوا الصديقين ببركة سعيهما إلى عدوين، وانقطع ما كان بيني وبينه، وكان بيننا مودة ثلاثين سنة.

وطالت القطيعة وثقلت علي، ففكرت يوماً في ساعة رحمانية، وأزمعت أمراً. ذهبت إليه فطرقت بابه، فلما رأتني زوجه كذبت بصرها، ولما دخلت تنبئه كذب سمعه، وخرج إلي مشدوهاً! فما لبثته حتى حييته بأطيب تحية كنت أحييه أيام الوداد بها، واضطر فحياني بمثلها، ودعاني فدخلت، ولم أدعه في حيرته، فقلت له ضاحكاً:

لقد جئت أصالحك!

وذكرنا ما كان وما صار، وقال وقلت، وعاتبني وعاتبته، ونفضنا بالعتاب الغبار عن مودتنا، فعادت كما كانت، وعدنا إليها كما كنا.

وأنا أعتقد أن ثلاثة أرباع المختلفين لو صنع أحدهما ما صنعت لذهب الخلاف، ورجع الائتلاف، وإن زيارة كريمة قد تمحو عداوة بين أخوين كانت تؤدي بهما إلى المحاكم والسجون.

إنها والله خطوة واحدة تصلون بها إلى أنس الحب، ومتعة الود، وتسترجعون بها الزوجة المهاجرة، والصديق المخالف.

فلا تترددوا. ص 53 ـ 55.

2 ـ في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر، قرأته ألف مرة، ولكني ما انتبهت له إلا اليوم، وهو أنه لما أراد الهجرة إلى المدينة، خلف على بن أبي طالب، ليرد الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها!!

الودائع ... ؟

كيف كان رجال قريش يستودعونه أموالهم وتحفهم، مع ما كان بينه وبينهم؟

لقد كان بين محمد وبين قريش لون من ألوان العداء، قل أن يكون له في شدته مثيل، هو يسفه دينهم، ويسب آلهتهم، ويدعوهم إلى ترك ما ألفوه، وما كان عليه آباؤهم، وهم يؤذونه في جسده وفي أهله وأصحابه، شردوهم إلى الحبشة أولاً، وإلى يثرب ثانياً، وقاطعوهم مقاطعة شاملة، وحبسوهم في الشعب ثلاث سنين. . .

فكيف كانوا مع هذا كله يستودعونه أموالهم؟

وكيف كان يحفظها لهم؟

هل يمكن أن يستودع حزب الشعب مثلاً أمواله رجلاً من الحزب الوطني؟ هل يأتمن الحزب الديموقراطي في أميركا مثلاً عضواً في الحزب الجمهوري على وثائقه؟

هل في الدنيا حزبان متنافران متناحران يودع أحدهما الآخر ما يخاف عليه من الضياع؟

هل في تواريخ الأمم كلها رجل واحد، كانت له مثل هذه المنقبة؟

رجل يبقى شريفاً أميناً في سلمه وفي حربه، وفي بغضه وفي حبه ويكون مع أعداء حزبه، مثله في شيعته وصحبه؟ وتكون الأمانة عنده فوق العواطف والمنافع والأغراض، وتكون الثقة به حقيقة ثابتة، يؤمن بها القريب والبعيد، والعدو الصديق؟

إنها حادثة غريبة جداً، تدل على أن محمداً كان في أخلاقه الشخصية طبقة وحده في تاريخ الجنس البشري، وإنه لو لم يكن بالوحي أعظم الأنبياء، لكان بهذه الأخلاق أعظم العظماء. ص112 ـ 113.

3 ـ رأيت البنت البارحة قد أخذت شيئاً من الفاصولياء وشيئاً من الرز، وضعتهما في طبق كبير من النحاس، ووضعت عليهما قليلاً من الباذنجان، ورمت في الطبق خيارة وحبات من المشمش .... وذهبت به، فقلت: لمن هذا يابنت؟ قالت للحارس، أمرتني سته أن أدفعه إليه.

قلت: ارجعي ياقليلة الذوق، هاتي صينية، وأربعة صحون صغار، وملعقة وسكيناً وكأس ماء، وضعي كل جنس من الطعام في صحن نظيف، فوضعت ذلك كله في الصينية مع الملعقة والسكين والكأس.

وقلت: الآن اذهبي به إليه.

فذهبت وهي ساخطة تبربر وتقول كلاماً لا يفهم.

فقلت: ويحك هل خسرت شيئاً؟ إن هذا الترتيب أفضل من الطعام، لأن الطعام صدقة بالمال، وهذه صدقة بالعاطفة، وذلك يملأ البطن، وهذا يملأ القلب، وذلك يذل الحارس ويشعره أنه شحاد مُنّ عليه ببقايا الطعام، وهذا يشعره أنه صديق عزيز أو ضيف كريم.

وتلك يا أيها القراء الصدقة بالمادة، وهذه الصدقة بالروح، وهذه أعظم عند الله، وأكبر عند الفقير، لأن الفرنك تعطيه السائل وأنت مبتسم له أندى على قلبه من نصف الليرة تدفعها إليه متنكراً متكبراً عليه، والكلمة الحلوة تباسط فيها الخادم، أبرد على كبده من العطية الجزيلة مع النظرة القاسية.

فيا أيها المحسنون، أعطوا من نفوسكم، كما تعطون من أموالكم، وأشعروا الفقراء أنكم إخوانهم، وأنكم مثلهم، وانزلوا إلى مكانتهم لتدفعوا إليهم الصدقة يداً بيد، لا تلقوها عليهم من فوق، فإن صرة الذهب إن وضعت في يد الفقير أغنته، وإن ألقيت على رأسه من الطبقة السادسة قتلته!. ص 296 ـ 297.

هذا ما تيسر إيراده من الجزء الأول من هذا الكتاب ويليه بإذن الله الجزء الثاني.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير