تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال سلمة بن الأكوع في حديثه: رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو آخذ بيدي قال مالك؟. قلت له: فداك أبي وأمي زعموا أن عامرا حبط عمله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: كذب من قاله إن له لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله.

وفي رواية ابن إسحاق: إنه لشهيد .. وسنده لا بأس به إن شاء الله تعالى.

ولو تتبعنا مثل هذا لوجدناه كثيرا .. والعلم عند الله تعالى.

الدليل الثالث: وفيه حديث مرفوع وكلام لعمر وابن مسعود

وقد ورد النهي الصريح عن القول بأن فلان شهيد، جاء في حديث مرفوع وصح عن عمر وابن مسعود موقوفا، وهما يجزمان بالنهي لعدم وجود المعارض ..

1 - فأما ما روي مرفوعا

فروى أبو يعلى في مسنده عن أبي هريرة قال: قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكت عليه باكية فقالت: واشهيداه! قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مه! ما يدريك أنه شهيد؟ ولعله كان يتكلم بما لا يعنيه ويبخل بما لا ينقصه.

رواه أبو يعلي (11/ 523) ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 370) ومن طريقه البيهقي في الشعب (5010) عن عصام بن طليق نا سعيد (والصحيح: عن شعيب بن العلاء) عن أبي هريرة وقال البيهقي: وروي في معناه عن الأعمش عن أنس وقيل عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس ..

قلت: ذكره في باب السخاء قال أنس: استشهد منا رجل يوم أحد فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع فمسحت أمه التراب عن وجهه وقالت هنيئا لك يا بني الجنة [وفي رواية قالت: ليهنك الشهادة] فقال النبي: ما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضره.

رواه البيهقي في الشعب (7/ 425) عن الأعمش عن أبي سفيان وهو طلحة بن نافع عن أنس به، وفي سند البيهقي من لم أهتدي لتراجمهم. والتفصيل في الضعيفة.

ورواه البخاري في غير صحيحه (كما في تاريخ الإسلام للإمام الذهبي 10/ 358 في ترجمة عصام) عن أحمد بن صالح، نا عصام طليق، نا شعيب، عن أبي هريرة: قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً، فبكته باكية، فقال لها: ما يدريك أنه شهيد، فلعلّه كان يتكلّم فيما لا يعنيه، أو يبخل بفضل ما لا ينفعه.

وفيه عصام بن طليق وهو ضعيف باتفاق وشيخه شعيب مجهول ما وثقه غير ابن حبان والألباني ضعفه في الضعيفة وصححه لغيره في صحيح الترغيب.

ولا أدري هل تصحيحه لغيره هو المختار أم تضعيفه .. فالله أعلم.

وعند الترمذي (2317) من حديث أنس رضي الله عنه بلفظ: توفي رجل فقال رجل آخر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع: أبشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو لا تدري فلعله تكلم فيما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه.

فإن صح حديث أبي هريرة هذا فهو شاهد قوي في المسألة مع أثري عمر وابن مسعود، وإن كان ضعيفا فيستأنس به إن شاء الله تعالى.

2 - خطبة عمر رضي الله عنه

حديث عمر في المسند أنه خطب فقال: ... وتقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيدا، ولعله قد أوقر رحالته، ألا لا تقولوا ذلكم، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد.

أخرجه أحمد (285) وابن حبان (10/ 480) والنسائي (3349) وسعيد بن منصور (6/ 88) والحميدي في مسنده (1/ 13) وعبد الرزاق (6/ 175) وابن أبي شيبة (6/ 175) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 345) والحاكم في المستدرك (2521) من طريق أحمد وقال: هذا حديث كبير صحيح، وقال أيضا: تواترت الأسانيد الصحيحة بصحة خطبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

كلهم من رواية محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح 6/ 90: وهو حديث حسن.

وقال شعيب: إسناده قوي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي العجفاء فقد روى له أصحاب السنن .. اهـ

قلت: وصححه أحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد.

فهذه خطبة لعمر على المنبر النبوي، في أرض الشريعة والدين، والصحابة متوافرون سامعون مقرون، ولم يعرف منهم مخالف ..

وأكده كلام ابن مسعود رضي الله عنه وهو الآتي:

3 - حديث ابن مسعود رضي الله عنه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير