وفي صحيح البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة)
قال ابن حجر في فتح الباري على هذا الباب: وقد تكلم ابن دقيق العيد على مسألة التقرير في أوائل شرح الإلمام فقال ما ملخصه إذا أخبر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر ليس فيه حكم شرعي فهل يكون سكوته صلى الله عليه وسلم دليلا على مطابقة ما في الواقع .. ؟ فيه نظر والأقرب عندي أنه لا يدل لأن مأخذ المسألة ومناطها هو العصمة من التقرير على باطل وذلك يتوقف على تحقق البطلان .. الخ مختصرا للفائدة ..
ويليه في البخاري (باب الأحكام التي تعرف بالدلائل)
فأرجو منك ربط التقرير المشار إليه بقول الصحابة فلان شهيد، والعمل بهذا الباب وهو أن الأحكام تعرف بالدلائل ..
ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل الثالث عندما سموه شهيدا؟
قال: كلا .. فماذا نفهم من دلالة الحديث؟
نفهم منه بوضوح أنه ليس كل مقتول في المعركة شهيد ..
ويؤكده أن الراوي هنا هو عمر الذي خطب على المنبر وقال لا تقولوا فلان شهيد ..
واقرأ هذه الفتوى من لقاء الباب المفتوح (13/ 29) للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى .. وأنا أنقلها لك لأهمية موضوع التقرير وأن فيه بحث كبير ..
سئل رحمه الله: هل تقرير النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة يدل على الاستحباب أو على الوجوب؟ الجواب:
إذا أقر النبي صلى الله عليه وسلم أحداً على فعل عبادة، فإن كانت من هديه فهي مستحبة، وإن كانت من غير هديه لكن أقر عليها فهي من القسم الجائز الذي إذا فعله الإنسان لا ينكر عليه، مثاله: أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية فكان إذا قرأ في الصلاة يختم بقل هو الله أحد، كلما قرأ ختم بقل هو الله أحد، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأقره، ولكن هذا ليس من السنة؛ لأنه لو كان من السنة لفعله الرسول صلى الله عليه وسلم. اهـ
لاحظ في كلامه على أي شيء التقرير!! وأهمية ماهية ونوعية المقر عليه ..
وقبل ذلك قول ابن دقيق العيد: مأخذ المسألة ومناطها هو العصمة من التقرير على باطل وذلك يتوقف على تحقق البطلان. اهـ
- وقولك: أما أنا فأقول منذ البداية: مات فلان على الكفر، أو على معصية، أو شهيداً، ولا أجزم بجنة ولا نار. الخ
هذا ليس على الإطلاق أخي، فهناك أمور كثيرة لابد أن نجزم بها، وكتب العقيدة كثيرة وستجد بغيتك لو بحثت سددك الله.
- وأختم بكلمتك على خطبة عمر بقولك: واضح في أنه ينكر على البعض توسعهم في إطلاق لفظة شهيد، كما يحصل في عصرنا .. الخ
هذا يا أخي الحبيب ما نناقشه .. وهو تفشي هذه المسألة في العصر الراهن وإطلاقها على كل من هب ودب.
كما أن تغير الناس وظهور الفواحش وفساد النيات إلا ما رحم ربك هو ما ألجأنا إلى بحث المسألة .. ولو لم يكن فيها نصوص لما تكلمنا ..
- قد نختلف وإياكم في دلالة الأحاديث النبوية المرفوعة أنت تقول ظاهرها الجواز ونحن نقول ظاهرها التحريم .. فمن يفصل بيننا؟ ألا يكفي نهي عمر وابن مسعود الواضحين؟
- لاحظ أخي في بحثي أننا ربطنا الجواز بدليلين الأول النص عليه والثاني اتفاق الأمة .. وهذا الأخير لو تفهمته جيدا لزال الإشكال ..
لأننا نحكم صالحي الأمة في موتاها وشهداءها وعليه يصح لنا أن نقول بشهادة المعين أو الشهادة له بالجنة، فلا يوجد مسلم عاقل على منهج أهل السنة ينفي القول باستشهاد الشيخ أحمد ياسين أو الرنتيسي أو من قبله سيد قطب ومن على دربهم رحمهم الله تعالى .. المهم هو تحقق اتفاق الأمة .. لأنه بمثابة الإجماع، ولا يخفى عليك مكانته في الشرع.
سدد الله خطاك أخي الكريم ..
ونفع الله بنقاشنا هذا .. ونسأل الله أن يكون في ميزان حسناتنا ..
اللهم آمين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[25 Apr 2009, 06:02 م]ـ
الأخ الكريم القطاوي حفظه الله،
1. أصبح واضحاً أن عمر بن الخطاب ينهاهم عن التوسع في اطلاق كلمة شهيد إلا من قتل في سبيل الله. وكلامه رضي الله عنه في نقد الذين يتوسعون فيها حتى تطلق على من كان ظاهره طلب الدنيا.
2. نعم، لا نشهد لمعين بجنة ولا نار، ولا فرق.
3. فاعل الطاعة في الجنة وفاعل المعصية في النار. أما فلان بن فلان فلا ندري جزماً وإن غلب على الظن.
4. أما قول الصحابي ففيه أقوال، وأنا ممن يميل إلى قول من قال إن كلام الصحابي حجة إذا كان في أمر لا يقوله إلا عن نقل.
5. ليس كل من قتل في المعركة شهيد. هذه مسلمة، لأننا لا نعلم الغيب. والرسول عليه السلام في الحديث الصحيح لم ينكر عليهم قولهم إن فلاناً شهيد، وإنما بين لهم حقيقة غيبية أن القتيل ليس بشهيد لأنه قد غل. ولو كان الخلل في قولهم هو شهيد لنهاهم عن قولها فيه وفي غيره.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[25 Apr 2009, 06:18 م]ـ
أخي الحبيب ..
قلت: أن عمر بن الخطاب ينهاهم عن التوسع في اطلاق كلمة شهيد إلا من قتل في سبيل الله .. الخ
من أين جاء تحجيمك أن النهي هنا عن التوسع والضيق أو أو!!
يا أخي النهي صريح جدا .. وعلى المنبر وبحضور كبار الصحابة ولم نعلم منهم مخالف له بعد نهيه هذا ..
وما زلت تصر على فهم كلامه حسبما ترى أنت .. إذا هذا رأيك وجزاك الله خيرا ..
وأرى كأن ابن مسعود لم يولد عندك!!
عموما أكتفي بهذا القدر حتى لا يتحول نقاشنا إلى جدل ..
وأشكر لك حسن أدبك وجميل معروفك بمشاركاتك ..
وليس بالضرورة أن نمشي سويا على حافة واحدة، المهم أننا بفضل الله نهتدي بالصراط المستقيم، فله الحمد تبارك وتعالى وتقدس أن هدانا لطريق أهل السنة ..
سدد الله خطاك .. والسلام.