تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2ـ نجد في القرآن أن الأمم المكذبة يمكن الله لهم في الأرض استدراجا.

3ـ موضوع مهد الحضارة وما يتعلق به يتم تناوله من قبل منهجين:

المنهج المعرفي المجرد:

ير ى ضرورة معرفة أين نشأت الحضارة؟ وكيف تم ذلك؟ وما أول مكتشف حضاري؟ وكيف انتقلت؟ وكيف بدأت الكتابة؟ وكيف انتشرت؟

وقد تنفق أموال وأعمار على هذه الأمور التي هي قليلة الفائدة.

المنهج الإسلامي:

ليست هذه الأمور بذات أهمية لأن الأرض والخلق كلهم لله سبحانه.

4ـ علماء الغرب لما عرفوا التاريخ على يد (هيردوت) المسمى (أبو التاريخ) والتاريخ في الحقيقة ليس له (أب) لأنه أعمق من هيردوت نفسه، لما زار هيردوت بلاد العراق

ومصر والشام اندهشوا مما رأى وكتب، وبدأ يطرح سؤالا مفاده: من أين بدأت هذه الحضارات؟ وكيف انتشرت؟

5ـ جاء تحليل آخر لكشف هذه القضية وهو اللغة، وهي أعظم ما يمكن أن تكتشف من خلاله الأشياء كما مضى بيانه، فكانت اللغة هي المفتاح لفهم التاريخ، فلما عرفت بعض الرموز وسهل فكها عن طريق تحليل الكتابة تبين لهم مفاجآت كبيرة جدا وهي أن الدلالات اللغوية تبين أن جزيرة العرب هي مهد المنبع لتلك الحضارات.

وأرض الجزيرة ما زالت بكرا على منهجهم في الاكتشافات إلا أن البحوث والدراسات الحديثة كلها أصبحت تبين أن أرض الجزيرة هي مهد تلك الحضارات، ومنها تمت الهجرة إلى الشام والعراق.

6ـ كانت أعظم اللغات التي اكتشفت عن طريق الدراسات هي باللغة السامية كما يقولون، وهنا سؤال: لماذا قالوا: اللغة السامية؟

هم يقصدون سام بن نوح، وهو الجد الأبعد، ومعلوم أن الإنسان عندنا إما أن ينتسب لقبيلته أو للعرب فلماذا ذكروا سام وهو الجد الأبعد؟

لأن التاريخ التوراتي يفصل بني إسرائيل عن جميع البشر، ويجعل المقابل لهم بنو إسماعيل فحتى لا تنسب اللغات إلى العرب سواء العرب القديمة وهم عاد وثمود وغيرهم، أو العرب الحديثة وهم إسماعيل ومن بعده، حتى لا تنسب اللغة للعرب جاءوا بالجد الأبعد الذي يجمعهم جميعا وهو سام بن نوح لأنه فيه يلتقي العرب واليهود.

7ـ العرب يقسمون التاريخ إلى:

العرب الحديثة: وهم من بعد إسماعيل، وهو أول من فتق لسانه بالعربية كما جاء في الحديث، وهي العربية المبينة الحديثة.

والعرب القديمة: وهم عاد وثمود، وكانت لغاتهم عربية، وطبيعي جدا أنها لما هاجرت واختلطت بالأمم غيرها تأثرت لغتها، واختلفت لهجاتها، ومنها:

السريانية و المصرية القديمة والآشورية وغيرها وكلها لغات عربية لكن تختلف اللهجات

8ـ اللغة العبرية هي فرع عن اللغة العربية القديمة، وهم يقولون اللغة السامية حتى لا ينسب للعرب.

9ـ الشيخ سفر يقترح بدل لفظ (السامية) أن يقال: العربية القديمة، ويقترح أحد الباحثين في كتاب (العراق في التاريخ) أن يستبدل السامية بالجزيري أو الجزري، نسبة للجزيرة العربية لأنها أصل اللغات والحضارات.

10ـ سؤال: كيف كانت الجزيرة مهد الحضارات وهي صحراء جرداء؟

الجواب يأتي من قوله صلى الله عليه وسلم " كانت جزيرة العرب مروجا وأنهارا " وكان بقية الأرض خاصة الجزء الأوربي مغطى بطبقة من الجليد قبل الميلاد 8000 إلى 10000 سنة، وكانت أفضل البيئات الملائمة للعيش هي الجزيرة العربية وما جاروها من بلاد العراق والشام سواء اعتبرنا فلسطين والشام الجزء الشمالي للجزيرة أو لا.

11ـ أكد الباحث (أحمد ... ) الكاتب بجريدة الحياة له بحوث في هذا الشأن:

أكد أن الكتابات التي عثر عليها تؤكد أن أهلها هاجروا من جزيرة العرب.

12ـ وفي الواقع هذا الأمر واضح فجميع الحضارات كان منشأها بلاد الجزيرة، ومن ذلك:

- عاد عاشوا في الأحقاف: والأحقاف من بلاد الجزيرة وإن اختلف في مكان تحديدها

- ثمود: وهي أوضح حيث عاشوا في بلاد الجزيرة في شمالها.

- مدين: كذلك في الجزيرة.

- وإبراهيم وإسماعيل عندما بنيا الكعبة وهي في الجزيرة قطعا.

- وعربية إبراهيم ثابتة إما من كونه آرميا، وهي نسبة لأرم ذات العماد، وهي عاد الأولى، أو من كونه خاطب جرهم وهم عرب قطعا.

- وأخيرا بعثة محمد: عليه السلام وهو في مكة.

- وكذلك أكده الباحث عباس محمود العقاد.

- وأكده الباحث محمد عزة دروزة في كتابه (الجنس العربي).

- وكذلك الباحثين المصريين أكدوا أن كثير من الألفاظ من المصرية القديمة أصلها عربي خاصة فيما يتعلق بالمعبودات، مثل:

(حروس) على هيئة صقر، وإضافة السين من اللغة اليونانية، وهي (حر) والصقر يسمى حرا إلى الآن في اللغة العربية الحديثة فضلا عن القديمة

وكذلك (تمثال آخر يسمى بس) وهو على صورة قط، وكلمة بس تطلق إلى الآن على القط في اللغة الحديثة فضلا عن القديمة.

- ومما يستأنس به من خصائص الجزيرة أن شكلها الجغرافي على هيئة قلب، فكأنها قلب العالم.

- وكذلك خصائصها الجغرافية وهي محمية من جميع جهاتها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير