تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[30 Aug 2009, 08:33 م]ـ

الدرس الثامن 8/ 9/1430هـ

الكلام في هذه الحلقة عن حقيقة الطوفان

1ـ الطوفان مما أجمعت عليه أمم الأرض، حتى تلك الأمم التي ليس بينها تقارب، وقد ذكر أصحاب كتاب (قاموس الآلهة والأساطير) الذي ألفه ثلاثة من الألمان قالوا فيه: أن حادثة الطوفان توجد في أساطير وحضارات كل الشعوب).

2ـ مع هذا الإجماع إلا أنه في القرن الثامن عشر الميلادي والمسمى قرن التنوير وتقدم مراكز الدراسات اختلفت الآراء في هذه الحادثة، ويمكن للإنسان مع تقدم العلم واتساع المعرفة أن يتوصل من خلال المقارنة إلى الحقيقة في هذه القضية.

3ـ المناهج التي تناولت حادثة الطوفان هي:

المنهج الأول: المنهج اللاديني

وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين:

أ ـ قسم ينكرون هذه الحادثة: وهؤلاء الذين غلو في إنكار الأديان، وهم لا ينكرون أن الماء يغطي معظم الأرض في العصر ما قبل الكاريبي، ولا ينكرون حادثة الجليد الذي يغطي مساحات واسعة من الأرض، وإنما ينكرون حادثة الطوفان.

وحجتهم: ترجع في النهاية إلى عدم العلم بهذه الحادثة.

لكن: عدم العلم ليس علما بالعدم.

ب ـ قسم آخر يشككون فيها: فهم لا يملكون المقدرة على الإنكار، ولكنهم يشككون في وقوعها.

وحجتهم: ما يوجد في التوراة من ثغرات في تناولها لهذه الحادثة، وما عند الأمم والحضارات من أساطير وصلت حد التناقض.

4ـ المنهج الثاني: المنهج المحرف

وهو الذي ذكر في سفر التكوين، الذي أيدته دائرة المعارف بقوة، وأثبتوا أن كل ما في التوراة فهو وحي!

ثم قرأ الشيخ من دائرة المعارف: في الفصل الخامس: الطوفان قديم العهد، وهناك دلائل على فجوات بين الأجيال المذكورة .... ).

والخطأ هنا في كلامهم:

- اعتبارهم الفترات بعد نوح أجيال، فيكتبون عن فلان وتاريخ مولده ووفاته وحياته وهكذا، بينما القرآن يعتبرهم أمم وقرون طويلة، ولقولهم أنهم أجيال وقعوا في التناقض.

- اعتبارهم أن عمر نوح حين الطوفان 600 سنة، وعمره حينما مات آدم 220سنة، بل أشد من ذلك يقولون: أن عمر إبراهيم حين مات نوح 58 سنة!!.

- هذا الذي جعلهم يقعون في التناقض ووجود دلائل على فجوات بين الأجيال.

- ومن الأخطاء قولهم بأن الطوفان والعقوبة وقعت على بابل، وهذا من التناقض الكبير لأن بابل كانت قبل 24 قرن قبل الميلاد، أما الحضارة البابلية المعروفة التي اكتشفت فكانت قبل الميلاد بقرنين تقريبا.

- ومن الأخطاء الكبيرة أنهم قرروا أن الطوفان قبل الميلاد بـ 7000 سنة، وقد سبق وأن قرروا أن عمر الخليقة وبداية الخلق قبل 4000 سنة قبل الميلاد!!.

وهذا التناقض قرره الطبيب موريس بيكاي في كتابه (دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة).

5ـ نسخ التوراة هي:

العبرانية واليونانية والسامرية، وبينها اختلافات كثيرة.

6ـ مع الأسف أن بعض علماء المسلمين نقلوا عن علماء أهل الكتاب بعض التفاصيل عن الطوفان مما ليس عليه دليل، والخطأ ينبغي إنكاره وتصحيحه عند الجميع.

7ـ قارن الشيخ رشيد رضا بين القرآن والتوراة وبقية الأديان في قضية الطوفان، فكانت النتائج منها:

- أن الملل لم تتفق على اسم الرجل الذي نجا، وإلا التوراة والقرآن فقد ذكرتا أنه نوح

- قدماء الفرس ذكروا أن العذاب أول ما بدأ كان من تنور العجوز، وكلمة تنور لم ترد حسب المصادر إلا في عند الفرس القدماء، فكانت صحيحة لموافقة القرآن لها.

8ـ الغالب أن أي شيء يأتي في القرآن وليس عادة القرآن التفصيل، فتكون الحكمة في ذكرها أنها جاءت للرد على تحريفات الأمم، ومن ذلك:

كلمة (تنور) التي وردت في قصة نوح، مع أنه ليس لها تأثير في العبرة إلا أنها يرد بها على من حرف ذلك من الأمم.

9ـ من الطرائف التي قيلت في مكان استقرار سفينة نوح، قيل:

- الهنود يقولون: أنها جبال الهملايا.

- التوراة تقول: أنها جبال أررات في أرمينا.

حكم القرآن أنها (الجودي) فليست الهملايا ولا غيرها، ثم من غير المعقول أن تكو جبال الهملايا ولا أررات لأن الهملايا تصل إلى ارتفاع (8000م) وأررات تصل (5000م) فما الحكمة من أن يصل الماء إلى أعلى قمة الجبال، أدنى من ذلك بكثير يغطي الأرض.

10ـ كانت هناك ظاهرة في طباعة الكتب الدينية أول ما بدأت عند الكنيسة أنه تضيف رسومات وأشكال وجداول للتوضيح، وأصبحوا يتفنون في ذلك، وقد لا حظ الدكتور بكاي أنه في الطبعات الأخيرة للتوراة اختفت هذه الرسومات والتوضيحات والأشجار من التوراة، لأنهم رأوا أنها تثير التكذيب أكثر من كونها توضح وتبين.

11ـ عرض الشيخ على الشاشة نسخة للتوراة طبعت عام 1884م وقد أرفق فعلا فيها قائمة من التواريخ والسلاسل والرسومات، بينما لا يوجد ذلك في الطبعات الأخيرة.

12ـ لماذا يقل الكلام على الطوفان عند المصريين؟

يستظهر الشيخ أنه لوجود النيل، وكونه يفيض في فترات كثيرة، وكذلك فاض في عهد فرعون وقبله وبعده، ولهذا نتيجة لتتابع هذا الماء جعل المصريين لا يعتبر الطوفان عندهم حادثة هائلة كما حدث عند غيرهم من الأمم، والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير