ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[04 Sep 2009, 10:23 م]ـ
الدرس الرابع عشر 14/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة إكمال لظاهرة الأنبياء والمناهج الفكرية فيها
1ـ الفلسفة اليونانية تنقسم إلى نوعين:
أ ـ الفكر المنتمي لأفلاطون ومن معه: وهو الفكر القائم على الاستنباط عن طريق الكشف والعرفان والوجدان أي منبع داخلي، وتسمى نظرية العرفان، وتسمى (القنوصية) وتسمى الشرفية، والإشراقية وهي مأخوذة من الشرق وليس من الإشراق.
ب ـ الفكر المنتمي لأرسطو ومن معه: وهو الفكر القائم على الاستدلال العقلي البرهاني، ثم وضع عليه علم المنطق بعد ذلك، ثم تطور إلى أن وصل إلى العقل الجامد، وهو الذي أدى إلى الثورة التي حدثت، ثم وصل إلى اللامعقول.
2ـ التأثر الذي حصل في التاريخ الإسلامي وبالذات في قضية النبوة وهي من أهم الأمور لأن أمر الغيب كلها مأخوذة عن الأنبياء نتج عنه ألوان من الخطأ والابتعاد عن منهج القرآن الواضح البين الذي لا يستحق التعقيد الذي صورت به النبوة في تلك المناهج، ففي القرآن:
الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس، وأعطاهم آيات وبراهين، وهو أكرم الخلق وأبرهم وأكرمهم وأزكاهم إلى غير ذلك من الأمور التي لا يمكن أن يشاركهم فيها أحد.
3ـ الأنبياء بشر، ومقتضى ذلك أنهم يخطئون ويذنبون لكن لا يقرون على الخطأ ويتوبون من ذنوبهم ويقبل الله توبتهم ويرفعهم بعد الذنب مراتب، أما في المناهج الأخرى فإما:
أ ـ إما أنه لا يتصور منهم الخطأ: لأنه إذا وقع الخطأ في جانب فينتقل الخطأ في الجوانب الأخرى من النبوة، وهذا مبني على تصور عقلي كما في منطق الرياضيات.
ب ـ العرفانية الوجدانية: لم يعرفوا الفرق بين الوحي والإلهام والكشف، وترتب عليه خطأ في منزلة النبوة والولي، وبعضهم جعل الولي أرفع من النبي، ووصل بهم الأمر إلى أن النبوة مكتسبة يمكن أن تنال، فصارت قضية النبوة قضية غامضة مشوشة.
4ـ الشيخ (محمد عبده) في كتابه (رسالة التوحيد) وقع في شيء من الخطأ في تعريف الوحي حيث قال: عرفان يجده الإنسان في نفسه مع أنه من الله ...
وهذا أقرب للمدرسة القنوصية، مع أن الشيخ رحمه الله معروف أنه من المدرسة العقلية المحضة، حتى أنه قال عن نفسه: إنه كنس كل لما تعلمه في الأزهر.
ولعله تأثر ببعض النظريات المادية مثل نظرية (كنت) وغيرها.
5ـ اتجاه آخر خطأ في النبوة وهم القوميون العرب:
فقد تأثروا بالصراع العربي الإسرائيلي فاخذوا يكتبون عن بني إسرائيل وكأنهم أمة عدو وحشية معتدية دائما، فأثر هذا حتى في نظرتهم لأنبياء بني إسرائيل مثل موسى وسليمان وداود وغيرهم عليهم السلام، وأن كل ما ذكر في التوراة فهو خطأ ومأخوذ من شريعة حامورابي وغير ذلك.
مع أن بني إسرائيل المؤمنون منهم هم جزء من تاريخ الإسلام والإيمان، فنحن لا نفرق بين نبي وآخر.
6ـ اليهودية والنصرانية هي انحراف وقع بعد الأنبياء الكرام، ولهذا إذا جاء في القرآن مدح فإنه لا يأتي بوصفهم اليهودية وإنما مثل (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[06 Sep 2009, 02:49 ص]ـ
الدرس الخامس عشر 15/ 9/1430هـ
1ـ كثير من النظريات المادية المعاصرة كانت نتيجة للجهل والتحريف الذي أصاب الكتب على أيدي أتباعها من قبل الأحبار والرهبان، بمعنى أن التحريف جاء من قبل رجال أهل الكتاب لأنهم أنزلوا الأنبياء إلى درجة الكهنوت بدلا من أن يرتقوا بأنفسهم إلى درجة الإتباع الكامل.
2ـ هناك مثالان من أمثلة التحريف والحط من منزلة النبوة عند أهل الكتاب:
المثال الأول: نوح عليه السلام.
في سفر التكوين: (أن نوحا كان أول فلاح وغرس كرما ثم شرب الخمر وتعرى، فجاء حام وسام ويافث وحاولا أن يسترا أبيهما، فأخذا لباسا ومشى القهقرى إلى الوراء حتى لا يريا عورة أبيهما، فلما أفاق نوح قال: ملعون كنعان عبدا ذليلا يكون لإخوته، تبارك الرب سام ويكون كنعان عبدا لسام)
والعجيب:
أن جميع شراح الكتاب لم ينفوه ولم يستنكروه حتى من الشراح العرب، بل يجعلون ذلك من مآثر الكتاب المقدس لأنه يذكر ما يفعله أهل الصلاح كما يذكر صلاحهم.
ونحن نقول بأن الحقيقة لها قدر والخرافة لها قدر، والأنبياء في مقامات عالية.
وهنا لفتة: لماذا كنعان ملعون في القصة؟
¥