تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد تعقبه الحافظ الذهبي في ترجمة: أحمد بن داود الصنعاني في الميزان: ((الميزان:1/ 136)) فقال (أتى بخبر لا يُحتمل ,ثم ذكره)) ثم علق على قول الحاكم المذكور (قال الحاكم: صحيح الإسناد.قلت: كلا.

قال: فرواته كلهم مدنيون. قلت: كلا.

قال: ثقات: قلت: أنا أتهم به أحمد.

وأما أفلح بن كثير, فذكره ابن أبي حاتم, ولم يتكلم عنه بشيء)) انتهى.

وفيه أيضاً عنعنة ابن جريج, وهو مدلس.

فانظر نعوذ بالله من الخذلان كيف يتعلق الداعي بحديث هذه منزلته, ويهجر الدعاء بآيات القرآن العظيم, وما يثبت في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومنها: التزام ما ورد بسند فيه واهي الحديث ,فلا يصح ومنه ((اللهم لا تدع لنا ذنباً إِلا غفرته, وَلاَ هماً إِلاَّ فَرَّجْتَه, ولا ديناً إِلاَّ قَضَيْتَه, ولا حاجة من حوائج الدُّنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أَرحم الراحمين)). وهو دعاء حسن لا يظهر فيه محذور.

لكن يحصل الغلط من جهات هي: هجر الصحيح, والتزام ما لم يصح, والزيادة فيه بلفظ محتمل, وهو (في مقامنا هذا)) فيحتمل أن يكون شرطاً على الله فهو باطل, ثم الزيادة بسجعات أضعافها.

وهكذا من تتابع سجع متكلَّف, ودعاء مخترع لبعض المستجدات حتى قاربت العشرين على هذا الرَّوي, والنمط.

التنبيه الرابع

وَيُجْتَنَبُ قَصْدُ السَّجع في الدعاء, والبحث عن غرائب الأَدعية المسجوعة على حرف واحد.

وقد ثبت في (صحيح البخاري)) رحمه الله تعالى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له (فانظر السجع في الدعاء, فاجتنبه, فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَصحابه, لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب)).

ومن الأَدعية المخترعة المسجوعة (اللهم ارحمنا فوق الأرض, وارحمنا تحت الأرض, وارحمنا يوم العرض)).

ولا يرد على ذلك ما جاء في بعض الأدعية النبوية من أَلْفَاظ مُتَوَاليَة, فهي غير مقصودة, ولا متكلفة, ولهذا فهي في غاية الانسجام.

التنبيه الخامس

وَيُجْتَنَبُ اختراع أَدعية, فيها تفصيل أَو تشقيق في العبارة, لِمَا تُحْدِثُهُ مِنْ تحريك العواطف, وإِزعاج الأَعضاء, والبكاء, والشهيق, والضجيج, والصَّعَق, إِ لى غير ذلك مِمَّا يَحْدُثُ لِبَعْضِ النَّاسِ حَسَبَ أَحوالهم, وقُدُرَاتِهِم, وطاقاتهم, قُوَّةً, وَضَع ْفاً.

ومن: تضمين الاستعاذة بالله من عذاب القبر, ومن أَهوال يوم القيامة, أَوصافاً وتفصيلات, ورَصَّ كلمات مترادفات, يُخْرجُ عن مقصود الاستعاذة, والدُّعاء, إِلى الوعظ, والتخويف, والترهيب.

وكل هذا خروج عن حدِّ المشروع, واعتداء على الدعاء المشروع, وهجر له, واستدراك عليه, وأَخشى أَن تكون ظاهرة ملل, وربما كان له حكم الكلام المتعمد غير المشروع في الصلاة فيُبْطِلُها.

التنبيه السادس

وَيُجْتَنَبُ التطويل بما يشق على المأمومين, ويزيد أَضعافاً على الدعاء الوارد, فيحصل من المشقة, واستنكار القلوب, وفُتُوْرِ المأمومين, مما يؤدِّي إلى خطر عظيم, يُخْشى على الإمام أَن يلحقه منه إِثم.

وقد اختلفت الرواية عن الإمام أَحمد رحمه الله تعالى في مقدار القنوت في الوتر على ثلاث روايات:

1 - بقدر سورةإذا السماء انشقت).

2 - بقدر دعاء عمر رضي الله عنه ويأتي.

3 - كيف شاء.

لكن إذا كان القانت إماماً فلا يختلفون في منع التطويل الذي يشق بالمأمومين.

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه لما أَطال في صلاة الفرضية (أفتانٌ أنت يا معاذ؟)) فكيف في هذه الحال!

التنبيه السابع

وَيُجْتَنَبُ إيراد أدعية تَخْرُجُ مَخْرَجَ الدُّعاء, لكن فيها إِدْلاَلٌ على الله تعالى حتى إِنَّك لتسمع بعضهم في أول ليلة من رمضان يدعو قائلاً (اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا)) وقد يدعو بذلك في آخر رمضان, ولا يقرنه بقوله (وتجاوز عن تقصيرنا, وتفريطنا)).

التنبيه الثامن

وَيُتْرَكُ زيادة أَلفاظ لا حاجة إليها,

في مثل قول الدَّاعي ((اللهم انصر المجاهدين في سبيلك)) فيزيد (في كل مكان)) أو يزيد (فوق كل أرض وتحت كل سماء)) ونحو ذلك من زيادة أَلفاظٍ لا محل لها, بل بعضها قد يحتمل معنى مرفوضاً شرعاً.

ومن الأَلفاظ المولَّدة لفظة (الشَّعْب)) في الدُّعاء المخترع (واجعلهم رحمة لشعوبهم .... )).

وهو من إِطلاقات اليهود من أنهم (شعب الله المختار)).

ولا يلتبس عليك هذا بلفظ (الشعب)) في باب النسب, فلكل منهما مقام معلوم لغة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير