تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتحليل الحرام وتحريم الحلال هو من معنى الاستحلال المتفق على كونه كفرا بين الفريقين.

فإن الاستحلال هو القول بأن هذا العمل الذي حرمه الله حلال، فالمسالة من هذا الوجه تكون على كلا القولين كفر سواء قلنا بأن الكفر يكون بتشريع الأحكام المخالفة لشرع أو قلنا الكفر يكون بالاستحلال فالأمر متحقق بالنسبة للحكم بالقوانين الوضعية ...

وممن قال بذلك الشيخ بن عثيمين رحمه الله:

(وفي ظني أنه لا يمكن لأحدٍ أن يطبق قانوناً مخالفاً للشرع يحكم فيه في عباد الله إلا وهو يستحله ويعتقد أنه خير من القانون الشرعي، فهو كافر، هذا هو الظاهر وإلا فما حمله على ذلك ... )

فهذه بعض أقوال أهل العلم من المعاصرين من مصر والمملكة السعودية ويوجد غيرهم في كافة بلدان العالم الإسلامي لم أنقل أقوالهم اختصارا وإلا فهم أضعاف أضعاف من ذكرتهم والعبرة ليست بالكثرة على كل حال ولكن بما ذكر من الأدلة شرعية وإجماع الأمة على كفر من يبدل شرائع الإسلام بغيرها من القوانين،فالحق لا يعرف بالرجال مهما كثروا فهل يصح وصف الشيخ لمن ذكرهم من أهل العلم بأهل التكفير؟!

- الوقفة التاسعة

قد ذكر الشيخ وفقه الله فيمن يوافقه على ما ذهب إليه من عدم كفر الحكام المشرعين للقوانين الوضعية الإمام الشنقيطي رحمه الله وهذا من أعجب ما ذكره الشيخ في هذه الخطبة، فإن كلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله في هذا المقام أصرح الكلام وأبينه على كفر هؤلاء المشرعين وأنا أذكر كلامه حيث أنه لا يحتاج على تعليق:

- قال رحمه الله في نفس الآية التي ذكرها الشيخ في مقدمة خطبته:

(ويفهم من هذه الآيات كقوله {ولا يشرك في حكمه أحدا} أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله، وهذا المفهوم جاء مبينا في آيات أخر، كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة الله {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم، وهذا الإشراك في الطاعة، وأتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى {ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم} .... ولذا سمي الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم .... } الآية .... وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور: أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم (

فتأمل قوله رحمه الله: (أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم)

- الوقفة العاشرة:

ذكر الشيخ أيضا بأن ممن يوافقه على ما ذهب إليه من عدم كفر الحكام بالقوانين الشيخ الألباني رحمه الله ووافقه على ذلك الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله وهذا فيه غلط على الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حيث نص في جوابه على المخالفة للشيخ الألباني رحمه الله فقد قال تعليقا على كلام الشيخ الألباني:

(كلام الشيخ الألباني هذا جيد جداً لكنا قد نخالفه في مسألة أنه لا يحكم بكفرهم إلا إذا اعتقدوا حلَّ ذلك،! هذه المسألة تحتاج إلى نظر!، لأنا نقول: من حكم بحكم الله وهو يعتقد أن حكم غير الله أولى فهو كافر –وإن حكم بحكم الله- وكفره كفر عقيدة!، لكن كلامنا عن العمل!) ا.هـ

- بل الشيخ رحمه الله معروف عنه بأنه من أكثر الناس تقريرا لما سبق أن ذكرته من تفصيل بل لا يكاد يوجد كتاب للشيخ رحمه الله إلا ذكر فيه كفر الحكام بالقوانين الوضعية وهذه بعض أقواله رحمه الله:

(الحكم بغير ما أنزل الله ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول:

أن يُبطل حكم الله ليحل محله حكم أخر طاغوتي بحيث يلغي الحكم بالشريعة بين الناس، ويجعل بدله حكم آخر من وضع البشر كالذين يُنحون الأحكام الشرعية

في المعاملة بين الناس، ويحلون محلها القوانين الوضعية، فهذا لاشك أنه استبدال بشريعة الله سبحانه وتعالى غيرها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير