احذروا الذهاب إلى السحرة والكهان والمشعوذين، والرمالين والعرافين والمنجمين، وأهل الفنجان والأبراج وقراءة الكف والحازرين الذين يدَّعون علم المغيبات، والكشف عن المغربات؛ فإنهم أهل غش وتدليس، وخداع وتلبيس؛ فاحذروا إتيانهم أو سؤالهم أو تصديقهم، فإنهم يشركون بالله ويستعينون بالجن، وينادونهم من دون الله ويذبحون لهم ويأمرون الناس بالذبح لهم من دون الله - عز وجل - إلى غير ذلك من دخائلهم الكدرة ودفائنهم القذرة، فعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا يدخلون الجنة .. مدمنُ خمر، وقاطعُ رحم، ومصدقٌ بالسحر" أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم.
وعن صفية عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أتى عرافاً وسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" أخرجه مسلم، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -" أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.
ومن البدع العظيمة والآفات الشنيعة والشرك الصريح تعلق بعض المسلمين بالأضرحة والأموات يستغيثون بهم ويدعونهم وينادونهم من دون الله ويسألونهم كشف الكربات ودفع البليات .. ففي العالم الإسلامي قبور تُحج وتُقصد ويُذبح لها ويُسجد ويُعفر عندها الوجه والخد، ويُطلب منها العون والمد والغوث والنهت، أفعال تناقض دين نبينا وسيدنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ..
فيا سبحان الله .. كيف أوجبوا لها الشركة في العبادة وهي لا تملك نفعاً ولا ضراً ولا تجلب خيراً ولا تدفع شراً؟!
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 13 – 14]، {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً} [الإسراء: 56].
فما أحوجنا إلى إيضاح العقيدة الصحيحة وتبيينها وإظهارها وتقريرها وترسيخ معالمها وإشهار حججها وبراهينها.
الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون:
بالإمامة والسلطان تحفظ البيضة وتصان الحوزة وتحمى الشريعة وتؤمن السبل وينتظم الأمن ويعم الخير والعدل ويرتدع الظلمة وتندفع الفوضى وتسكن الدهنا ويعيش الناس آمنين مطمئنين.
والطاعة لإمام المسلمين فريضة، وطاعته في غير معصيةٍ من طاعة الله - عز وجل - فلا يجوز الخروج على ولاة أمر المسلمين ولا قتالهم ولا منابذتهم ولا إظهار الشناعة عليهم ولا تحريك القلوب بالفتنة والسوء ضدهم ولا إشاعة أراجيف الأخبار عنهم ..
ومن فعل ذلك فهو مبتدعٌ على غير السنة وطريقة السلف .. فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من خلع يد من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" أخرجه مسلم.
وقد خالف هذا المنهج السلفي الأصيل عصبة غاوية وحفنة شاذة وسلالة ضالة شهرت سيوف الفتنة وجاهرت بالمحادة والمضادة بعقيدةٍ مدخولة وعقولٍ مغسولة؛ فكفروا وروَّعوا وأرعبوا وقتلوا وفجروا وخانوا وغدروا .. رموا أنفسهم في أتون الانتحار بدعوى الاستشهاد ودركات الخروج بدعوى الجهاد .. يقابلون الحجج باللجج والقواعد بالأغاليط والمحكمات بشُبهٍ ساقطة لا تزيدهم إلا شكًا وحيرةً واضطرابا .. خالفوا ما درج عليه السلف وامتهنه بعدهم صالح الخلف، وفارقوا ما نقلته الكافة عن الكافة الضافة عن الضافة والجماعة عن الجماعة ..
وكان من آخر جرائمهم ومخازيهم وقبائحهم الجريمة النكراء والفعلة الخسيسة الشنعاء .. محاولة اغتيال الأمير/محمد بن نايف ابن عبد العزيز آل سعود بعد أن انبعث أشقاهم وأظهر رغبته في العودة والتوبة غدرًا وكذبًا وخيانة، ولكن الله سلم وقتل الغادر بسلاحه واحترق بناره، وتردى ومن وراءه خاسرين خائبين ..
¥