تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأدوا زكاة أموالكم، وانفحوا بالعطاء وانضحوا بالبر والجود، وأعينوا الضعيف وأغيثوا اللهيف وارحموا الأرملة والمسكين واليتيم والفقير .. وبادروا بالحج ما استطعتم .. وصلِوا من قطعكم وأعطوا من حرمكم، واعفوا عمن ظلمكم؛ فليس الواصل بالمكافئ وإنما الواصل الذي إذا قُطِعتْ رحمه وصلها .. ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تمنعوا العمال والخدم والسائقين حقوقهم ورواتبهم .. لا تمنعوا العمال والخدم والسائقين حقوقهم ورواتبهم، ولا تظلموهم ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، وأعينوهم وعلموهم ما يحتاجون من أمور العقيدة والدين.

ولا تتعاملوا بصفقات الربا الخاسرة وزياداته الظالمة ومضاعفاته الفاحشة، واحذروا جحد الحقوق والتلاعب بأثمان السلع والغش والنجش والتطفيف في المكاييل والموازين .. واحذروا أموال اليتامى والأوقاف والوصايا ولا تأكلوها ظلما وعدوانا .. وأحسنوا إلى نسائكم وزوجاتكم وبناتكم، وقوموا على أولادكم بالتربية والتأديب والتوجيه والتهذيب والنفقة الشرعية اللازمة، وعاملوهم باللطف والعطف والمحبة والشفقة والرحمة .. وطهروا بيوتكم من المحرمات وآلات اللهو والطرب والشيشة والخمور والمخدرات والمجلات المحرمة والقنوات الخبيثة .. وصونوا ألسنتكم عن الغيبة والنميمة والسب والشتم واللعن والطعن والقذف والزور والبهتان .. واحفظوا فروجكم عن الزنا واللواط وسائر الفواحش والآثام .. وطهروا قلوبكم من الغل والحق والحسد والكراهية والبغضاء .. وإياكم ومجالس الفسوق والفجور .. واحذروا الخصومات والمشاحنات، واقبلوا المعذرة وأقيلوا العثرة، ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا، واعلموا أنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار.

أيها المسلمون:

هذا يوم التسامح والتصافح والتلاحم والتراحم؛ فتصافحوا يذهب الغل وتسامحوا تذهب الشحناء .. تآلفوا ولا تنافروا .. تقاربوا ولا تباعدوا، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ..

الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر لا إله إلا الله، و الله أكبر ولله الحمد ..

الحمد لله على سوابق نعمائه وسوالف آلائه .. أحمده أبلغ الحمد وأكمله وأتمه وأشمله، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له اعتقاداً لربوبيته وألوهيته وإذعانا لجلاله وعظمته وصمديته .. وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله المصطفى من خليقته والمجتبى من بريته، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً متضاعفةً دائمةً إلى يوم نلقاه.

أما بعد:

فيا أيها المسلمون اتقوا الله - عز وجل - الذي لا يخفى عليه شيءٌ من المقاصد والنوايا ولا يستتر دون شيء من الضمائر والخفايا .. السرائر لديه بادية والسر عنده علانية، وهو معكم أينما كنتم، والله بما تعملون بصير.

أيها المسلمون:

في زمنٍ مليء بالضجيج والعجيج كثر المنادون للمرأة المسلمة، وكم من منادٍ له ظاهر نصيحة متصل بغش سريرة وظاهر مودة متصل بفساد نية ودغن طوية: {وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107].

أيتها المرأة المسلمة:

احذري أن تكوني مبعث إثارة أو مثار فتنة للأعين الشرهة والنظرات الخائنة الوقحة والنفوس السافلة الدنيئة والأفعال المشينة البذيئة .. يقول - صلى الله عليه وسلم -: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة .. لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .. وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" أخرجه مسلم والطبراني، وزاد: "العنوهن فإنهن ملعونات" ..

هذا مصير من تبرجت وترجلت وبرزت وتكشفت؛ فاتقي الله ياأمة الله .. احتشمي ولا تبرجي .. تستري ولا تكشفي، وخافي عذاب الله وسخطه وغضبه ومقته ونقمته.

أيها الآباء والأولياء:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير