تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فيوض]ــــــــ[20 Oct 2009, 09:31 ص]ـ

نفع الله بكم وبارك فيكم.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Jan 2010, 08:50 م]ـ

8 ـ سمعت شيخ الإسلام يقول: كما أن خير الناس الأنبياء، فشر الناس من تشبه بهم من الكذابين، وادعى أنه منهم، وليس منهم. فخير الناس بعدهم العلماء والشهداء والمتصدقون المخلصون، فشر الناس من تشبه بهم، يوهم أنه منهم، وليس منهم. ص73.

9 ـ هاهنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في أمر الذنب، وهي أنهم لا يرون تأثيره في الحال، وقد يتأخر تأثيره فينسى، ويظن العبد أنه لا يغبّر بعد ذلك، وأن الأمر كما قال القائل:

إذا لم يغبر حائط في وقوعه = فليس له بعد الوقوع غبار

وسبحان الله! ماذا أهلكت هذه البلية من الخلق! وكم أزالت من نعمة! وكم جلبت من نقمة! وما أكثر المغترين بها من العلماء فضلاً عن الجهال! ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض، ولو بعد حين؛ كما ينقض السم، وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدغل. وقد ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء: اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدوا أنفسكم في الموتى، واعلموا أن قليلاً يغنيكم خير من كثير يلهيكم، واعلموا أن البر لا يبلى، وأن الإثم لا يُنسى.

هذا مع أن للذنب نقداً معجلاً لا يتأخر عنه. قال سليمان التيمي: إن الرجل ليصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته. وقال يحيى بن معاذ الرازي: عجبت من ذي عقل يقول في دعائه: اللهم لا تشمت بي الأعداء، ثم هو يشمت بنفسه كل عدو له! قيل: وكيف ذلك؟ قال: يعصي الله فيشمت به في القيامة كل عدو. ص130 ـ132.

10 ـ أورد ابن القيم في ص 132 فصلاً حافلاً ونفيساً في بيان أضرار المعاصي ومالها من الآثار القبيحة المذمومة والمضرة بالقلب والبدن والدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله. قلت: إذا قرأه المرء بقلب حاضر وتدبره تبغضت إليه المعاصي وكانت أشق شيء عليه ولذا على المرء أن يعاود قراءته كلما خفتت جذوته في قلبه.

11 ـ ولا يزال العبد يعاني الطاعة، ويألفها، ويحبها، ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تؤزه إليها أزاً، وتحرضه عليها، وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها. ولا يزال يألف المعاصي، ويحبها، ويؤثرها، حتى يرسل الله عليه الشياطين فتؤزه إليها أزاً. ص140.

12 ـ الذنب إما أن يميت القلب، أو يمرضه مرضاً مخوفاً، أو يضعف قوته، ولابد، حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم وهي: الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبه الرجال. وكل اثنين منها قرينان: فالهم والحزن قرينان، فإن المكروه الوارد على القلب إن كان من أمر مستقبل يتوقعه أحدث الهم، وإن كان من أمر ماض قد وقع أحدث الحزن. والعجز والكسل قرينان، فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح إن كان لعدم قدرته فهوالعجز، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل. والجبن والبخل قرينان، فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل. وضلع الدين وقهر الرجال قرينان، فإن استعلاء الغير عليه إن كان بحق فهو من ضلع الدين، وإن كان بباطل فهو قهر الرجال. والمقصود أن الذنوب من أقوى الأسباب الجالبة لهذه الثمانية، كما أنها من أقوى الأسباب الجالبة لجهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء؛ ومن أقوى الأسباب الجالبة لزوال نعم الله وتحول عافيته، وفجاءة نقمته، وجميع سخطه. ص178 ـ 179.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Jan 2010, 05:07 م]ـ

13 ـ ولا تحسب أن قوله تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم) مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط، بل في دورهم الثلاثة هم كذلك، أعني: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار؛ فهؤلاء في نعيم، وهؤلاء في جحيم، وهل النعيم إلا نعيم القلب؟ وهل العذاب إلا عذاب القلب؟. ص184 ـ 185.

14 ـ من أعظم نعم الله على العبد أن يرفع له بين العالمين ذكره ويعلي قدره. ولهذا خص أنبياءه ورسله من ذلك بما ليس لغيرهم، وهو لسان الصدق الذي سأله إبراهيم الخليل حيث قال: (واجعل لي لسان صدق في الأخرين) وقال سبحانه عنه وعن نبيه: (ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق علياً) وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم (ورفعنا لك ذكرك) فأتباع الرسل لهم نصيب من ذلك بحسب ميراثهم من طاعتهم ومتابعتهم. وكل من خالفهم فاته من ذلك بحسب مخالفتهم ومعصيتهم. ص192 ـ 193.

15 ـ قال تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً)

ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب، وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي، فكانت معاداته لأجلكم، ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة! ص198 ـ 199.

16 ـ قال تعالى: (إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفورا)

فتأمل ختم هذه الآية باسمين من أسمائه، وهما: الحليم الغفور، كيف تجد تحت ذلك أنه لولا حلمه عن الجناة ومغفرته للعصاة لما استقرت السموات والأرض. ص210.

17 ـ وإذا دعا العبد المسلم لأخيه بظهر الغيب أمّن الملك على دعائه، وقال: لك بمثله. وإذا فرغ من قراءة الفاتحة أمّنت الملائكة على دعائه. وإذا أذنب العبد المؤمن الموحد المتبع لسبيله وسنة رسوله أستغفر له حملة العرش ومن حوله. وإذا نام على وضوء بات في شعاره ملك. فملك المؤمن يرد عنه ويحارب ويدافع، ويعلمه، ويثبته ويشجعه. فلا يليق به أن يسيء جواره، و يبالغ في أذاه وطرده عنه وإبعاده، فإنه ضيفه وجاره. وإذا كان إكرام الضيف من الآدميين والإحسان إلى الجار من لزوم الإيمان وموجباته، فما الظن بإكرام أكرم الأضياف وخير الجيران وأبرهم؟ ص254 ـ 255.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير