تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكنت حريصًا بين الحين والحين على تذكيره بأربعة معان: التعوذ بالله، فاستحضار معناه على الحقيقة يفيد في إصابة المقروء، واجتناب الخطأ، والبراءة من التلعثم، وتدبر المعنى، وقد أمر الله به في بدء القراءة. والتوكل على الله، فلم تكن الأسباب يومًا كافية في نيل المطلوب. والتقوى لله، فإن تلاوة كلامه حق تلاوته لا تتيسر إلا لمن صفا قلبه، وخلا من المنغصات والمكدرات. والتواضع له، فهو المنعم على عبده باصطفائه لحفظ كتابه، وتلاوة كلامه، فإن كان قد أُعطي ما لم يعط غيره فليس ذلك إلا فضلاً من الله.

ومن مزايا هذه الدورة الثالثة عشرة للمسابقة أنهم كلفوا نفرًا من المتخصصين في العلوم النفسية لمساعدة المتسابقين في التخلص من القلق والتوتر اللذين يأخذانهم في مثل هذه المواقف، وقد سُلطت عليهم الأضواء، وعيون الحاضرين، وآلات التصوير، ومتابعة الملايين على الفضائيات، وبعضهم يقف هذا الموقف أول مرة، وبعضهم لم يخرج من بلده غير هذه المرة.

* * *

زرت مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي، وهو مركز للبحث العلمي في التراث العربي والإسلامي، ودار لاقتناء المخطوطات وصيانتها، ومكتبة كبيرة، وكانوا نشروا لي عملي في كتاب الوقف والابتداء في كتاب الله لمحمد بن سَعْدان (161 - 231 هـ) سنة 2002، واختلفنا في شؤون تتعلق بهذا النشر، ثم نشرتُ الكتاب مرة أخرى في مصر سنة 2009، وكتبت له مقدمة رأى بعض الناس أنها شديدة. والحق أن القوم استقبلوني بكل حفاوة، ووجدت منهم كل إكرام، وأخص بالذكر الدكتور محمد ياسر عمرو المدير العام، والدكتور أنس صلاح الدين رئيس قسم العلاقات العامة، والدكتور عز الدين بن زغيبة رئيس قسم الدراسات والنشر، فحمَّلوني من هدايا الكتب ما نؤت بحمله، وطاف بي الدكتور أنس على أقسام المركز معرِّفًا وشارحًا، ولبوا كل ما طلبت، وسمعت منهم القول اللين، ورأيت الوجه الطلق.

وأصل المركز كان مكتبة عامة أنشأها سنة 1991 السيد جمعة الماجد، وجمع له الكتب المخطوطة والمطبوعة من أنحاء العالم، ومنها نحو 70 مكتبة من المكتبات الخاصة، منها مكتبة الأستاذ السيد أحمد صقر من مشايخ تحقيق الكتب العربية، وبعض من مكتبة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة العلامة - رحمهما الله! - وبه عشرات الآلاف من المخطوطات المصورة والأصول.

وقد ولد السيد جمعة في دبي سنة 1359=1930، وعمل بالتجارة، وهو من رواد العمل الخيري الأهلي في الخليج، أسهم في إنشاء المدارس الخيرية، وأنشأ كلية الدراسات الإسلامية والعربية سنة 1986، وهو عضو مؤسس لغرفة تجارة وصناعة دبي، ونائب رئيس مجلس إدارة البنك المركزي لدولة الإمارات، وعضو المجلس الأعلى لجامعة الإمارات، وحاصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام سنة 1999.

* * *

من حسنات جائزة دبي للقرآن الكريم تكريم شخصية إسلامية كل عام، فكرم في الدورة الأولى الشيخ الشعراوي المفسر الأديب - رحمه الله - وفي الثانية الشيخ أبو الحسن الندْوي الداعية المفكر - رحمه الله - وفي الثالثة الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات - رحمه الله - وفي الرابعة الشيخ يوسف القرضاوي الإمام، وفي الخامسة الدكتور علي عزت ديجوفيتش رئيس دولة البوسنة - رحمه الله - وفي السادسة الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي رئيس رابطة العالم الإسلامي، كان، وفي السابعة الجامع الأزهر، وفي الثامنة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الفقيه المفكر، وفي التاسعة الدكتور عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكي، وفي العاشرة الدكتور زغلول النجار الجيولوجي المهتم بالإعجاز العلمي للقرآن والسنة، وفي الحادية عشرة الدكتور محمد علي الصابوني المفسر، وفي الثانية عشرة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وفي الثالثة عشرة الدكتور مراد هوفمن. وهو ألماني ولد سنة 1930، تخرج في كلية القانون من جامعة ميونخ، ودرس القضاء في جامعة هارفرد، وعمل مدير شؤون الدفاع في حلف الناتو، ومدير المعلومات في المقر الرئيس للحلف في بروكسل، وسفيرًا لألمانيا في الجزائر والمغرب، وأسلم سنة 1980، ونشر 13 كتابًا في شؤون إسلامية، ومقالات كثيرة، وألقى مئات المحاضرات في أمريكا وأوربا والعالم الإسلامي.

* * *

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير