أراد الله له أن يتفرغ لأمور الدعوة إلى الله تعالى، فكان إماماً وخطيباً في العديد من مساجد دمشق، ومدرساً للعلوم التي تلقاها من مشايخه، ثم كلل الشيخ علومه بالقراءة على العلامة الطبيب الشيخ محمد أبو اليسر عابدين مفتي سوريا الذي كان يقول له: " ليتني عرفتك من قبل " لما أعجبه من علمه، وإطلاعه، وتدقيقه لمسائل العلوم، والحجة البالغة والتواضع والزهد.
قرأ على الشيخ العلامة محمود فايز الديرعطاني بعضاً من سور القرآن الكريم، وطالما سر العلامة الديرعطاني منه لنباهته وفطنته وكان يسأل في بعض المسائل فيعجبه جواب الشيخ أديب الكلاس.
كذلك قرأ على الشيخ فوزي المنّير، وعلى الشيخ أحمد عبد المجيد الدوماني وهو من تلاميذ الشيخ محمد سليم الحلواني شيخ القراء في عصره، كما قرأ أيضاً القرآن على الشيخ أبي الحسن الخبازو كان معروفاً بإتقانهلكتاب الله عز وجل.
شيوخه في الإجازة:
أجازه العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور إجازة عامة بالعلوم الشرعية والعربية وغيرها، كما أجازه الشيخ الطبيب أبو اليسر عابدين مفتي الجمهورية العربية السورية سابقاً.
أيضاً نال إجازة من الشيخ المربي محمد سعيد البرهاني بالطريقة الشاذلية، وقد أكرمه الله بإجازة من الشيخ أحمد وهاج الصديقي الباكستاني مولداً والمكي إقامة بالطريقة النقشبندية، والتشتية، والقادرية، والسهرودية، والقلندرية.
وتبادل الإجازة مع الشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ محمد بن علوي المالكي.
والشيخ وفي أسفاره إلى الحجاز كان يلتقي مع كبار العلماء و المحدثين ويتبادل الإجازات معهم فإذا حضر بعض طلاب الشيخ أو أولاده ذلك عُرف ذلك وإلا فالشيخ لا يذكر ذلك بلسانه تواضعاً وخشيةً من الله أن يدخله العجب بنفسه ويقول أنا كلاس ما عندي شيء والفضل لله وحده.
عنايته بالعلم والتعليم والإرشاد:
برع الشيخ بالمناظرة وإبطال الشبهات، والرد على أهل الأهواء والملحدين والمبتدعين، كما أن له شغفاً بالتوحيد وعلم الكلام لذلك فهو صاحب حجة وبرهان وإقناع مع رحابة صدر شديدة وتواضع جم وزهد كبير.
له حظ كبير في علوم الفرائض والفقه و علوم الآلة، ولعل أحب علم لديه هو الفقه والتوحيد ولقد وصفه الشيخ أبو اليسر عابدين بأنه يشبه الفاروق (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه لما يتمتع به من طبع يقارع الباطل ولا يخشى في الله لومة لائم.
وكان ُيدرس في معهد الفتح الإسلامي منذ تأسيسه، والمدرسة الأمينية، وبعض الثانويات كدار الثقافة وثانوية الشرق.
وكان يتواضع لطالب العلم، ولا يرد طالباً، وكان إذا طلب منه قراءة متن في مبادئ العلوم أو الفقه لا يصرف الطالب أبداً ويقول له هذه أوقات فراغي إن وجدت ما يناسبك فضع الوقت الذي تريده فنقرأ فيه معك وكان يسأل عن تلامذته وطلابه فيقول: هؤلاء أساتذتي فالعلم يزكو بالإنفاق، والفضل بيد الله، وكان لا يصدر عن فتوى إلا بالقول الراجح المعتمد، وإذا ضاق الأمر على السائل ذهب معه إلى أصحاب المذاهب الأخرى المعتمدة إن علم أن له جواباً عندهم.
فتح الشيخ داره لكل سائل يرجو بذلك ثواب الله وحده، وما دعي إلى خير و إصلاح ذات البين إلا أجاب، وما دعي إلى معروف إلا وسعى فيه ليتمه.
تلاميذ الشيخ:
تلاميذه هم الذين قرأوا عليه أو حضروا دروسه وهم لا يحصون كثرةً من بلاد العالم الإسلامي كله، و من الذين تخرجوا من معهد الفتح الإسلامي وقد أجاز الشيخ طلابه الذين تخرجوا من معهد الفتح الإسلامي، أو واظبوا على درسه ورأى فيهم نباهة طلاب العلم، فأجازهم جميعاً بإجازاته عن شيوخه بالمعقول والمنقول وأوصاهم التزام المذاهب الأربعة الحنفي والشافعي والمالكي والثابت عن الإمام أحمد بن حنبل، مع مواصلة العلم والتحصيل والدعاء له في ظهر الغيب.
من قرأ على الشيخ أحبه ومن سأله مرةً يصادقه، ومن دخل داره يعلم تواضعه، ومن سمع كلامه علم إنصافه، ومن نظر إليه رأى نوره وهيبته.
وظائفه التي تقلدها:
¥