ـ[باوزير]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 12:18 ص]ـ
:::
الاصطلاحات الخاصة بالسنة:
2) السنة عند الأصوليين:
الأصول: جمع أصل وهو لغة: ما يبنى عليه غيره.
واصطلاحا: ما له فرع.
يطلق الأصل على أمور منها:
- الدليل (وهو المراد هنا).
- وعلى الرجحان.
- وعلى القاعدة المستمرة.
- وعلى المقيس عليه.
وأصول الفقه: القواعد التي يتوصل بها إلى استنباط الأحكام الشرعية الفرعية.
وقولهم (الفرعية) ليخرجوا أمور الاعتقاد.
والأصولي: هو الذي يعرف تلك القواعد.
يراجع لهذه المسألة كتاب مختصر التحرير وشرحه الكوكب المنير
وغيرهما من كتب الأصول.
نعود إلى تعريف السنة عند أهل الأصول:
(ما أضيف إلى النبي:= من قول أو فعل أو تقرير)
عناية علماء الأصول بالجانب التشريعي في المأثور عن النبي:= فهم يبحثون في السنة لاستمداد الأحكام الكلية التي تبنى عليها الفروع الفقهية.
فالأصولي يهتم بالكليات لا الجزئيات، وإن أتت الجزئيات إنما تأتي عرضا لبيان تلك القواعد الكلية، لذلك قصروا العناية على القول والفعل والتقرير.
من أمثلة القواعد الأصولية الكلية قولهم:
- (الأمر يقتضي الوجوب).
- (النهي يدل على التحريم).
فهذه القواعد أخذوها من أحاديث النبي:= ولا أرى أنه من المناسب ذكر الأدلة هنا ووجه الاستدلال لأنه سيطول الأمر وسنخرج عن المراد.
ـ[باوزير]ــــــــ[10 - 06 - 2005, 05:11 م]ـ
:::
الاصطلاحات الخاصة بالسنة:
3) السنة عند الفقهاء:
تعددت التعريفات للسنة عند الفقهاء ومؤداها واحد.
فهذا تعريف استخدمه أكثر من مذهب:
(ما دل عليه الشرع من غير افتراض ولا وجوب)
وهذا تعريف الحنابلة والمغاربة من المالكية:
(ما يحمد فاعله ولا يذم تاركه) أو (ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه)
وهذا التعريف تعريف بالحكم وهو مردود عند المناطقة.
ومن تعريفات الشافعية والمشارقة من المالكية:
(الفعل المطلوب طلبا غير جازم)
ومن تعريفات الحنفية:
(ما واظب النبي:= على فعله مع ترك بلا عذر)
((هذه التعريفات ذكرها الدكتور الشواط في حجية السنة 25/ 26))
إنما أشْهَرَ الفقهاء هذا التعريف للسنة ليقابلوا الفرض ويفرقوا بينه وبين غيره، وتعريفهم هذا يطابق المندوب والمستحب والنافلة والتطوع أيضا.
ولشيوع هذه المقابلة بين الفرض والسنة على هذا التعريف عند الكثير نشأ ذلك التلازم بين لفظ السنة وبين هذا المفهوم عند الفقهاء فحملت السنة عليها في كل الأمور وهذا من الخطأ، فالسنة في كل علم بحسبه.
ملاحظة:
للفقهاء عناية فائقة بالسنة بمعناها العام السابق الذي هو شطر الوحي ومصدر الاستدلال على العقائد والأحكام، لأنهم يعنوا ببيان الحكم الشرعي الذي خاطب الله به المكلفين في الوحيين فتجدهم يقولون (هذه مسألة واجبة بالكتاب والسنة) أو يقولون (دلت السنة على وجوب هذا الأمر او استحبابه أو إباحته) وهكذا، فالفقهاء لم يحصروا تعريف السنة على ما قابل الفرض فقط بل هذا هو المشهور عندهم.
من أمثلة السنة التي هي بالمعنى المشهور عند الفقهاء ما يلي:
ـ صلاة التطوع قبل وبعد الفرض، وركعتي الضحى والوتر على قول والكسوف والخسوف وغيرها.
ـ صيام التطوع.
ـ صدقة التطوع.
ـ حج التطوع.
وغيرها.
ـ[باوزير]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 05:53 م]ـ
:::
الاصطلاحات الخاصة بالسنة:
4) السنة عند علماء العقيدة:
تطلق السنة عند علماء العقيدة على معنيين:
أ ـ تطلق على الدين كله.
نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى رحمة واسعة فقال (مجموع الفتاوى) 4/ 436: إن السنة هي الشريعة وهي ما شرعه الله ورسوله:= من الدين.
قال الحسن البصري وسفيان الثوري في تفسير قوله تعالى (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها) الجاثية 18 كما أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 69: قالا (على السنة).
ب ـ وتطلق وهو الغالب على (هدي النبي:= في أصول الدين وما شرعه أو أقره مقابل البدع والمحدثات وما كان عليه الصدر الأول من المتابعة لذلك الهدي)
من هنا يقال (فلان على سنة) إذا كان متبعا لهدي النبي:= والسلف في الاعتقاد والفهم ومنهج التلقي والعمل.
ويقال (وفلان على بدعة) إذا اعتقد أو عمل خلاف ذلك بالحجج العقلية المخالفة للنصوص الشرعية وغير ذلك من أنواع المخالفة.
لذلك بعد مقتل عثمان: r وظهور الفرق والفتن كفتنة المختار بن أبي عبيد احتاط السلف للدين وميزوا بين أهل السنة وأهل الهوى والبدعة، قال محمد بن سيرين كما أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه وغيره (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظرإلى أهل البدع فيترك حديثهم).
من الأمثلة على السنة بهذا المعنى:
1 - قول النبي:= في الحديث المتفق عليه (فمن رغب عن سنتي فليس مني).
2 ـ وقوله:= كما عند أبي داود وغيره بسند صحيح (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ).
3 – وقوله:= كما في البخاري ومسلم (وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة).
ومن كلام السلف:
1 ـ قال عبد الله بن مسعود: r كما أخرجه الدارمي (القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة).
2 ـ قال محمد بن شهاب الزهري رحمه الله تعالى وهو من التابعين شيخ الإمام مالك والليث بن سعد وغيرهما (كان من مضى من علمائنا يقول الاعتصام بالسنة نجاة).
3 ـ قال الفضيل بن عياض رحمه الله (أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة ينهون عن أصحاب البدع).
وعلى هذا المصطلح ألف العلماء من القرن الثالث الهجري وما بعده كتبا وسموها بـ (السنة) وضمنوها مسائل العقيدة وأصول الدين والرد على المبتدعة المخالفين لما كان عليه السلف وبدراستها يعرف زيغ كثير من الفرق منها:
ـ كتاب السنة للإمام أحمد وابنه.
ـ السنة لأبي بكر بن الأثرم.
ـ السنة لابن أبي عاصم.
ـ السنة لمحمد بن نصر المروزي.
ـ السنة للخلال.
ـ صريح السنة للطبري.
ـ السنة للبربهاري.
ومن الإطلاق الأول كتاب (الشريعة) للآجري.
وغيرها الكثير.
من المراجع (حجية السنة، الإبانة لابن بطة العكبري، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي وغيرها)
¥