ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 06:05 م]ـ
عودًا حميدًا أخانا الفاضل " باوزير "
واصلوا؛ بارك الله فيكم، ونفع بكم
ـ[باوزير]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 12:58 ص]ـ
:::
يتبين مما سبق اختلاف معنى السنة في الاصطلاح.
وتبين أن أوسع المعاني هو ما اصطلح عليه المحدثون رحمهم الله تعالى.
وهنا نريد أن نبين أن السنة عند المحدثين تنقسم باعتبارات متعددة إلى أقسام فرعية.
نجملها في النقاط التالية:
- تنقسم باعتبار النظر إلى الوحي بها.
- وتتنقسم باعتبار صدورها من النبي:=.
- وباعتبار طريقة دلالتها في الأحكام.
- وباعتبار النظر في القبول والرد.
- وباعتبار الطرق التي ورد بها الحديث.
ولعلنا نتعرض إلى هذه الأقسام بشيء من البيان فيما يستقبلنا من الزمان إن شاء الله تعالى.
ـ[باوزير]ــــــــ[17 - 06 - 2005, 06:16 م]ـ
:::
أقسام السنة عند المحدثين من حيث الوحي بها:
تنقسم السنة بهذا الاعتبار إلى قسمين:
1 ـ أن يكون ما صدر من النبي:= بقصد تبليغ الأحكام عن الله تعالى.
2 ـ أو أن يكون بغير قصد التبليغ.
فالقسم الأول وهو ما قصد به التبليغ فهذا وحي من الله تعالى قطعا، ويكون النبي:= فيه معصوما من الخطأ والسهو وغير ذلك. وهذا مجمع عليه. وقد سبقت الأدلة على أن ما يصدر من النبي:= بقصد التبليغ وحي من القرآن والسنة وكلام السلف.
وأما القسم الثاني الذي لا يكون بقصد التبليغ فمن ذلك اجتهاده:= وما صدر عنه ابتداء من غير سابق وحي، وهذا القسم قد يحصل فيه السهو منه:= وفعل خلاف الأولى ونحوه، لكن الوحي يصوب اجتهاده ويدله على فعل الأولى، من هنا يتبين أن هذا القسم الثاني ينقسم إلى قسمين:
أ. أن يوافقه عليه الوحي ويقره بعدم التعقيب عليه بالمخالفة مثلا، فيصبح حينئذ بمنزلة الوحي من حيث الحجية والاعتبار ووجوب العمل به.
ب. أن لا يوافقه الوحي على اجتهاده أو ما صار فيه على خلاف الأولى فيرشده وينبهه إلى الأولى ويأمره باتباعه، وهنا يجب العمل بالبديل الموحى به، ومن الأمثلة على ذلك ما وقع في غزوتي بدر وتبوك.
يتبين من ذلك أن هذين القسمين مؤداهما واحد.
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 06 - 2005, 12:18 ص]ـ
:::
أقسام السنة عند المحدثين من حيث صدورها عن النبي:=:
تنقسم السنة بهذا الاعتبار إلى أربعة أنواع: قولية وفعلية وتقريرية ووصفية.
1. السنة القولية:
كل كلام صدر عن النبي:= من لفظه.
مثل (إنما الأعمال بالنيات) (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
ومنه الحديث القدسي وهو ما أسنده النبي:= إلى ربه.
2. السنة الفعلية:
تشمل جميع ما نقل نقل إلينا من أفعال النبي:= في كل أحواله.
مثل حديث (كان النبي:= يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله)
وحديث (كان النبي:= إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك).
3. السنة التقريرية:
وهي أن يحدث أمر أو يقال قول في زمن النبي:= في حضرته أو في غيبته ثم يبلغه فيقره إما بالسكوت أو الموافقه والاستحسان.
مثل حديث (كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم).
وحديث (خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء فحضرت الصلاة فتيمما صعيدا طيبا فصليا ثم وجدا الماء فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الآخر فقال النبي:= للذي لم يعد (أصبت السنة) وقال للآخر (لك الأجر مرتين).
4. السنة الوصفية:
وهي نوعان: الصفات الخُلُقية والصفات الخَلْقية.
أ. الصفات الخُلُقية: ما جبله الله عليه من الأخرق الحميدة والشمائل العالية.
مثل حديث (كان النبي:= أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ... )
وحديث (كان خلقه القرآن).
ب. الصفات الخَلقية أو الخِلقية: تشمل هيأته:= التي خلقه الله عليها.
مثل حديث (كان رسول الله:= أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل البائن ولا القصير)
وحديث أم معبد في وصف النبي:=.
ـ[باوزير]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 01:44 م]ـ
:::
أقسام السنة عند المحدثين من حيث دلالتها على الأحكام:
السنة من جهة دلالتها على الأحكام قد تكون قطعية أو ظنية، فهي كالقرآن من هذه الجهة.
وتكون الدلالة ظنية إذا كان اللفظ محتملا لأكثر من معنى.
فمن الدلالة القطعية قوله:= (في خمس من الإبل شاة) فلفظ (خمس) يدلا دلالة قطعية على معناه ولا يحتمل غيره فيثبت الحكم لمدلول هذا اللفظ وهو وجوب إخراج شاة زكاة عن هذا المال.
ومن الدلالة الظنية قوله:= (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب) فهنا قد يحمل على أن الصلاة لا تكون صحيحة مجزية إلا بفاتحة الكتاب، ويحتمل أن يكون المراد أن الصلاة الكاملة لا تكون إلا بفاتحة الكتاب.
وبالقول الأول أخذ الجمهور وبالثاني أخذ الحنفية.
(يراجع الوجيز في أصول الفقه لزيدان)
ـ[باوزير]ــــــــ[20 - 06 - 2005, 10:25 ص]ـ
:::
أقسام السنة عند المحدثين من حيث القبول والرد:
قال الحافظ ابن الصلاح: " الحديث عند أهله ينقسم إلى صحيح وحسن وضعيف ". (المقدمة: 15)
وكذلك قال الخطابي في معالم السنن 1/ 6: (الحديث ينقسم عند أهله على ثلاثة أقسام:حديث صحيح وحديث حسن وحديث سقيم).
قال السيوطي في التدريب (1/ 60) (والبحر الذي زخر: 1/ 306): الحديث إما مقبول أو مردود، والثاني الضعيف، والأول إما أن يشتمل من صفات القبول على أعلاها أو لا، والأول الصحيح والثاني الحسن) زاد في التدريب قوله (والمردود لا حاجة إلى تقسيمه لأنه لا ترجيح بين أفراده).
وهنا أوردت بعض الإيرادات على هذا التقسيم لكن لا تسلم من مناقشة ولا داعي لذكرها هنا.
¥