تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} ..

فكيف يا "دكتور محسن" تطلق على نصرانية البابا "دين"، وتترك له الحرية في اعتناقها؛ بقولك: (فله دينه)؟

من غير أن تبين أن الله لا يقبل من احدٍ؛ إلا الدين الإسلامي، ومن غير أن تبين أن جميع الشرائع والملل منسوخة بشريعة محمد خاتم الأنبياء والرسل، ورسالته خاتم الرسالات.

أهو اعتراف منك بالنصرانية؟!

أم مجاملة للكنيسة؟!

أم تَأْمل أن تُسود صفحات جرائدهم ومجلاتهم بقولك هذا، وغيره؟

أم أنك تريد أن تُظهر مخالفتك لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب التي وصفتها ـ في الحوار الذي أجرته معك "قناة الجزيرة القطرية" يوم الأحد 14/ 9/1424هـ ـ الموافق 9/ 11/2003م في برنامج "بلا حدود"، بأن دعوة الإمام محمد رحمه الله ـ بقولك: (الجانب السلبي لها .. الجانب السلبي هو التعطش للتكفير، والتعطش أيضاً لقتال من يكفِّرون .. )، حتى تُري العالم أنك رجل السلام والإنسانية ـ على حساب الدين، والولاء و البراء ـ، وغيرك ممن يخالفك في المنهج والطرح؛ هم أصحاب تشدد وتعصب.

رمتني بدائها وانسلت.

وقديما قيل: حب الظهور يقصم الظهور.

قال العواجي في مقدمة مقاله المشار إليه في (الرسالة):

"إن ديننا العظيم يحترم النفس البشرية من حيث المبدأ، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مرت به جنازة قام لها احتراماً، فقيل: (انه يهودي يا رسول الله) فقال: (أليست نفسا) هذا الموقف الإنساني العظيم من أفضل البشر في حق جنازة يهودي فكيف بمن ذكر القرآن أنهم أقرب مودة للذين أمنوا وهم النصارى''

أقول:

في هذا الكلام تملق واضح، و تغرير، و هو يوهم القارئ البسيط؛ أن النبي قام احتراماً لجنازة اليهودي.

فهذا مردود عليك؛ يا دكتور محسن، لأن العلة في الحديث ليست احترام اليهودي، ومن أين لك علّة احترام اليهودي؛ التي أدرجتها في سياق كلامك؛ بقولك: "احتراما"؟! وكأنها من أصل الحديث.

وحتى لا يغتر بكلامك هذا بعض طلبة العلم ممن لم يطلع على الحديث، أو بعض أتباعك، بله عامة الناس، الذين ليس لهم في العير و في النفير، أقول رداً على استشهادك بهذا الحديث من وجهين:

الوجه الأول:

هناك ثلاث علل، جاءت بها الأحاديث في هذا الباب:

قال شمس الدين ابن القيم في "تهذيب السنن" (4/ 313):

"إحداها: قوله: (إن الموت فزع)، ذكره مسلم في حديث جابر وقال: (إن الموت فزع فإذا رأيتم الجنازة فقوموا).

الثانية: أنه قام للملائكة كما روى النسائي عن أنس أن جنازة مرت برسول الله فقام، فقيل: إنها جنازة يهودي، فقال: (إنما قمنا للملائكة).

الثالثة: التعليل بكونها (نفساً)، وهذا في الصحيحين من حديث قيس بن سعد وسهل بن حنيف قالا: إن رسول الله مرت به جنازة فقام، فقيل: إنه يهودي فقال: (أليست نفساً). فهذه هي العلل الثابتة عنه ". انتهى.

الوجه الثاني: أن هذا القيام الذي استشهدت به يا أخ محسن؛ على احترام النفس البشرية النصرانية؛ منسوخاً.

فعن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أنه قال: رآني نافع بن جبير ونحن في جنازة قائماً؛ وقد جلس ينتظر أن توضع الجنازة، فقال لي: ما يقيمك، فقلت: أنتظر أن توضع الجنازة، لما يحدث أبو سعيد الخدري، فقال: نافع فإن مسعود بن الحكم حدثني عن علي بن أبي طالب أنه قال: (قام رسول الله ثم قعد).

أخرجه مسلم (962)، وبوب له بقوله: "باب نسخ القيام للجنازة".

وفي لفظ أبي داود أن النبي: (قام في الجنائز، ثم قعد بعدُ). "السنن" (3175)، ونحوه أخرجه ابن ماجه في "سننه" (1544)، وصححه الألباني في "تصحيحه سننهما"، وأورده ابن شاهين في كتابه "ناسخ الحديث و منسوخه" (345).

وأخرج أحمد في "المسند" (1/ 82) بلفظ:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير