تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنِّهم كانوا ثمانِيَ عشرةَ آيةً؛ وبذلكَ فإنَّهم كانوا ثمانيةَ عشرَ فتىً. وقصةُ هؤلاءِ الفتيةِ هيَ: مِنْ آياتِ اللهِ تعالى، وقدْ جعلَهم آياتٍ في حديثِ القرآنِ الكريمِ؛ فهذهِ الآياتُ هيَ: "هُمْ"؛ فهمْ آياتٌ مِنَ القرآنِ الكريمِ. كانوا آياتٍ مِنْ آياتِهِ العجبِ، فَعِدَّتُهُمْ هيَ: عددُ هذهِ الآياتِ، وعددُ هذهِ الآياتِ، هوَ: "18"، فعِدَّتُهم إذاً: 18.

ويجدُرُ أنْ نتذكرَ قصةَ الذي أماتَهُ اللهُ مائةَ عامٍ، وجعلَهُ آيةً للعبرةِ، وهذهِ الآيةُ صارتْ هذهِ "الآيةَ" الكريمةَ: "أَوْ كَالَّذي مَرَّ على قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ على عُروشِها قالَ: أنَّى يُحْيي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ، قالَ: كَمْ لَبِثْتَ؟ قالَ: لَبِثْتُ يَوْماً أوْ بَعْضَ يَوْمٍ. قالَ: بَلْ لَبِثْتَ مائةَ عامٍ؛ فَانْظُرْ إلى طَعامِكَ وشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ، وَانْظُرْ إلى حِمارِكَ؛ وَلِنَجْعَلَكَ آيةً للناسِ، وَانْظُرْ إلى العِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسوها لَحْماً. فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ: أَعْلَمُ أنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ" - (البقرة - 259).

إنَّ "العُزَيْرَ" آيةٌ على قدرةِ اللهِ تعالى على الإحياءِ، وجاءَ الحديثُ عَنْها في آيةٍ واحدةٍ، أيْ جعلَهُ اللهُ تعالى آيةً قرآنيةً. والفتيةُ أيضاً هُمْ: آياتٌ على قدرةِ اللهِ تعالى على الإحياءِ، وهُمْ متساوونِ، فكلٌّ مِنْهُمْ في ذلكَ، هوَ وحدَهُ "آيةٌ". ولَمَّا كان العُزَيْرُ "آيةً"، وجاءَ ذِكْرُهُ في آيةٍ واحدةٍ فقط، وكانَ أمرُ الفتيةِ في الدلالةِ النهائيةِ أيضاً مُماثِلاً لِأَمْرِهِ، فإنَّ عددَ الآياتِ التي ذَكَرَتْهُمْ، هُوَ: على قَدْرِ عِدَّتِهِمْ؛ كَما ذُكِرَ العُزيْرُ في آيةٍ واحدةٍ على مثلِ قَدْرِهِ. وعددُ الآياتِ التي قدْ قَصَّتْهُمْ، هوَ "18"؛ فعدَّتُهم إذاً تساوي "18"، أيْ: إنَّ آياتِ قصتِهِمْ، آياتِ النبأِ الحقِّ، قدْ جاءتْ في عددٍ مِنَ الآياتِ يُساويهم.

وفتيةُ الكهفِ – في معرفتِنا- هُمْ آياتٌ قرآنيةٌ؛ فنحنُ نَعْرِفُهُمْ آياتٍ في قصصِ القرآنِ المجيدِ، لا أشخاصاً. فَكَمْ آيةً مِنَ الآياتِ هُمْ؟

أصحابُ الكهفِ هُمْ: آياتٌ قرآنيةٌ. فَمَنْ همْ في علمِنا؟ .. همْ تلكَ الآياتُ القرآنيةُ المجيدةُ.

هُمْ آياتُ نبئِهم: تَحَوَّلوا مِنْ شُخوصٍ إلى آياتٍ، صاروا آياتٍ قرآنيةً كريمةً؛ فالسؤالُ: كَمْ هُمْ؟ - هوَ: سؤالٌ مساوٍ لهذا السؤالِ: كَمْ هِيَ آياتُ نبئِهم؟ ..

هم آياتُ قصتِهم، وآياتُ قصتِهم، هيَ: هُمْ. فالسؤالُ: كم هِيَ عِدَّتُهم؟ .. هوَ في الحقيقةِ نصٌّ آخرُ للسؤالِ القائلِ: كَمْ هُوَ عددُ آياتِ قصتِهم؟

وأقولُ مُخْتَصِراً – مُعْتَذِراً عَنِ التكريرِ والتَّطْويلِ، وعَنِ التدويرِ والتحويلِ - أقولُ: كانَ "أصحابُ الكهفِ والرقيمِ" آياتٍ قرآنيةً، وهذهِ الآياتُ: ثمانِيَ عشرةَ آيةً؛ فَهُمْ إذاً ثمانيةَ عشرَ فتىً.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 02:01 م]ـ

اجتهاد طيب رغم عدم وجود نص صريح بعدتهم

ثم أن الحق سبحانه وتعالى صرف نظرنا عن تساؤلات قد لا تفيد قضية 0 ولا تشبع فضول 00

فالأمر ليس مقصورا على عدد الفتية، إنما ينصرف إلى صلب القضية المطروحة في سياق السورة الكريمة 0ألا وهو الفرار إلى الله عز وجل من خلال التجاء أولئك الفتية إلى الكهف فرارا بدينهم من سلطة الكفر والطغيان

يقول سبحانه وتعالى:

(قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف: من الآية22)

تحياتي

ـ[معالي]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 02:12 م]ـ

السلام عليكم

أستاذ عطية

هناك تفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله لسورة الكهف، بيني وبينه عهد طويل.

سأعود إليه، وأقف عليه، وأرى ما بينه وبين تفسيركم.

ألهمنا الله وإياكم ما يحبه ويرضاه.

ـ[معالي]ــــــــ[21 - 11 - 2006, 04:02 م]ـ

قبل أن أعود إلى تفسير الشيخ يرحمه الله حضرتني مقولة ابن عباس رضي الله عنه:

عن قوله تعالى: (ما يعلمهم إلاّ قليل): "أنا من ذلك القليل، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم".

فهل الأستاذ عطية من القليل؟!

وإلا فكيف وسعه مخالفة حبر الأمة وترجمان القرآن؟!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير