[والمسلمون يحتفلون بعيسى عليه السلام]
ـ[الدكتور عثمان قدري مكانسي]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 07:59 م]ـ
والمسلمون
"يحتفلون بعيسى عليه السلام"
دكتور عثمان قدري مكانسي
قال تعالى: " .... والمؤمنون: كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير."
نؤمن بعيسى عليه السلام:
- نبياً من أنبياء الله الكرام، ورسولاً من رسله الخمسة أولي العزم.
- ولد كما ولدت المخلوقات، وتدرج في حياته كما تدرج كل مخلوق من طفل إلى فتى إلى شاب ورجل.
- ومن له بداية فله نهاية. فعيسى عليه السلام بدأ حين قدر الله تعالى له أن يبدأ. وسيموت حين ينتهي أجله." والسلام عليّ يوم ولدتُ ويوم أموت، ويوم أُبعث حياّ "
بعض النصارى قالوا: كيف تقولون إنه لم يمت على الرغم أنهم يعتقدون إلهاً لا يموت، ولكنه الجدال والمراء - وقرآنكم يقول في سورة آل عمران الآية 55 " إذ قال الله: يا عيسى، إني متوفيك، ورافعك إليّ، ومطهرك من الذين كفروا، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ... "
فهو إذاً- كما يدعي هؤلاء – يأخذون على القرآن أنه ذكر أمرين يستدعيان الوقوف عندهما:
1 - أنه مات، ومن مات لا يعود. فكيف تقولون: إنه عائد آخر الزمان؟
2 - أن أتباعه خير من كل الناس ديناً ومكانة. ويقصدون أنهم هو أتباعه، وأنهم المقصودون بالخيريّة.
أما تصحيح الفكرة الآولى: فإن كلمة " متوفيك " لا تعني الموت بل تعني القبض والموافاة فقط. وسأذكر من القرآن الكريم دليلين واضحين:
أما الأول فقوله تعالى في سورة الأنعام الآية 60 " وهو الذي يتوفاكم بالليل، ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليُقضى أجل مسمى ... " فمعنى الوفاة بالليل: ينيمكم بالليل، ويعلم ما كسبتم من العمل بالنهار. قال القرطبي رحمه الله تعالى: ليس ذلك موتاً حقيقة بل هو قبض للأرواح – في الليل – وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يقبض أرواحكم في منامكم.
وأما الثاني فقوله تعالى في سورة الزمر الآية 42 " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها. فيمسك التي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمّى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .. فالناس حين يتوفاهم الله تعالى قسمان .. فالقسم الأول: من انتهى أجله فيموت. والقسم الثاني من لم ينته أجله، تعود إليه روحه، فتبقى في جسده إلى الأجل المحتوم – الموت الذي قدره الله على كل الكائنات -.
فكلمة متوفيك تعني قابضك ورافعك إليه، ومطهرك من الذين كفروا وهذا لم يقل لغيره من البشر بدليل أن عيسى لم يمت، وسيعود إلى الدنيا ويكون من علامات الساعة. قال تعالى مؤكداً ذلك في سورة النساء الآيات 157 - 159 " وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وما قتلوه وما صلبوه، ولكنْ شُبّه لهم. وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه، ما لهم به من علم إلا اتباع الظن. وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه، وكان الله عزيزاً حكيماً " وقال تعالى في سورة الزخرف الآية 61 " وإنه لعلم للساعة، فلا تمتَرُنّ بها .. ". فنزوله الأرض دليل على دنوّ قيام الساعة.
وأما تصحيح الفكرة الثانية: فإن أتباع المسيح عليه السلام هم الذين آمنوا به نبياً رسولاً وبشراً عبداً، لارباً ولاإلهاً. فهو عليه السلام يقول في سورة مريم حين أشارت إليه أمه: " إني عبد الله، آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً وجعلني مباركاً أينما كنت، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً، وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا ً .... "
- وحجة النصارى أن عيسى عليه السلام هو الوحيد الذي ولد بلا أب وأنه من روح الله وابنه – والعياذ بالله أن يكون له ولد أو شريك - فالجواب أن كثيراً من الآيات تدل على أن آدم نفخ الله فيه من روحه يقول تعالى في سورة الحجر الآية 29 وسورة ص الآية 72 " فإذا سوّيته ونفخت في من روحي فقعوا له ساجدين " وقال كذلك في سورة السجدة الآية 9 " ثم سوّاه ونفخ فيه من روحه " .. فكل أرواحنا - على هذا- من روح الله، فهل نحن أبناؤه؟! نحن لا شك عباده المخلصون أما المشركون فهم عبيده. وشتان ما بين العباد والعبيد.
¥