تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[طين وعجين ..]

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 11:59 م]ـ

وقف "الرجل" يتأمل البحر العظيم ..

وبينما هو يتأمل ...

خطر بباله خاطر أزعجه جداً ..

أيمكن لهذا البحر الهائل ذي الأمواج المتلاطمة أن يكون خالقه عاجزاً أن يدفع عن نفسه أذى البشر حين وضعوه على الصليب وناله من الأذى ما ناله؟!

هل يكون خالق هذا الكيان العظيم هو من يقرأ عنه في "الإنجيل" أنه كان يأكل ويشرب وينام؟!

لماذا كان يشرب إذا كان بإمكانه خلق كل هذه الكمية من المياه؟!!

ابتسم "الرجل" في نفسه حين شعر بطرافة السؤال أو هكذا أراد أن يبعد عن نفسه شبح الشك في دينه وفي عقيدته ...

لم يلبث طويلاً حتى عادت إليه الأسئلة والشكوك ولكن بطريقة أخرى ..

سأل نفسه:

إذا كان المسيح هو الذي خلقنا فمن الذي خلق المسيح؟

وإذا كان المسيح قد ولد من بطن أمه فمن الذي خلق السيدة العذراء؟!!

ولماذا دخل بطنها بعد أن خلقها ليولد كما يولد الأطفال؟

وكيف يمكن أن يكون لله الذي خلق الكون أم؟!!!

سرح الرجل في هذه الأسئلة الحائرة التي لم يعرف بعد إجابة شافية عنها

ومرت بفكره أمور كثيرة تمثل مناطق مظلمة في ذهنه كالتثليث والأقانيم الثلاثة والخطيئة الموروثة والاعتراف والأسرار السبعة و ...

قرر الرجل أن يبدأ فوراً ببحث متجرد يشفي أنين روحه، إلا أنه قرر تأجيل الفكرة حينما نظر إلى ساعته وتذكر أن موعد المسلسل العربي قد حان - وليته لم يفعل!! .........

تذكرت هذه القصة وأنا أنظر إلى صورة " البابا بنديكتوس السادس عشر" اليوم الخميس 30 - 11 - 2006 وهو واقف متجه الى مكة المكرمة كما يفعل المسلمون في صلاتهم وذلك لدى زيارته مسجد السليمانية الازرق في اسطنبول.

وظهر " البابا" في الصورة وقد شبك يديه كما يفعل المسلمون في الصلاة, ولكنه وضع اليسرى على اليمنى ... !!

أدركت حين نظري إلى الصورة أنه لافرق في حيرة صاحبنا " الرجل " وحيرة " البابا " بل ربما يبدو لي أن حيرة البابا أعظم ...

على الأقل ذاك الرجل لايعلم الحق فيتبعه .. وهذا " البابا " يعلم الحق ولا يتبعه!!

فمن حيرته أعظم ومن همه أكبر ومن مصيبته أسوأ؟؟؟

قد تخدع صورة " البابا " وهو يصلي وتصرفاته التسامحية بعض أغرار المسلمين ..

ولكنه للمتابع وللمدرك لخطوات "البابا " منذ خروجه من الفاتيكان إلى وصوله إلى إسطنبول ... يدرك أن هذه الخطوات خبيثة كخبث كلماته التي خرجت في حق نبينا صلى الله عليه وسلم .. وحق ديننا

يدرك المتتبع ويعلم أنه ما أخرجه وماجاء إلى تركيا من أجل خواطر قلوبنا ولا من أجل سواد عيوننا ..

بل جاءت به حركة التنصير العالمية التي يقودها بنفسه ..

فقد قال ماكرهم القس سيمون: إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية وتساعد على التملص من السيطرة الأوروبية، والتنصير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة من أجل ذلك يجب أن نحول بالتنصير باتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية.

وقال المخادع زويمر كلاماً أشد من هذا ..

قال صموئيل زويمر في مؤتمر القدس التنصيري عام 1935م:

"لكن مهمة التنصير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية .. فإن في هذا هداية لهم وتكريماً،

وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، وبذلك تكونوا أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية .... لقد أعددتم في ديار الإسلام شباباً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي جاء النشء طبقاً لما أراده الاستعمار، لا يهتم للعظائم ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا الشهوات .. أهـ

إن أهداف " البابا " معروفة وإن غلفها بصلاة يخدعنا بها:

إن " البابا " برحلته هذه وتمثيليته تلك إنما يهدف إلى التالي:

1) الحيلولة دون دخول النصارى في الإسلام، ويعبر عنه البعض بحماية النصارى من الإسلام.

2) الحيلولة دون دخول الأمم الأخرى (غير النصرانية) في الإسلام.

3) بذر الاضطراب والشك في المبادئ الإسلامية لدى المسلمين.

4) الإيحاء بأن المبادئ والمثل النصرانية أفضل من أي مبادئ أخرى لتحل المبادئ النصرانية محل المبادئ والمثل الإسلامية.

5) الإيحاء بأن تقدم الغربيين الذي وصلوا إليه إنما جاء بفضل تمسكهم بالنصرانية، بينما يعزى تأخر العالم الإسلامي إلى تمسكهم بالإسلام.

6) تعميق فكرة سيطرة الرجل الغربي (الأبيض) على بقية الأجناس.

7) التغريب، وذلك بالسعي إلى نقل المجتمع المسلم في سلوكياته وممارساته بأنواعها السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والأسري والعقيدة من أصالتها الإسلامية إلى تبني الأنماط الغربية في الحياة

وفي هذا يقول (روبرت ماكس) أحد المنصرين في أمريكا الشمالية: (لن تتوقف جهودنا وسعينا في تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكة ويقام قداس الأحد في المدينة)

فهل يدرك بني قومنا هذا وهل يستيقظون أم هم أذن من طين وأخرى من عجين؟؟

يقلم / الربيع الأول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير