تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إلى أبي طارق .. عزاء واعتذار ..]

ـ[الطائي]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 11:24 ص]ـ

أحسن الله عزاءكم وأعظم أجركم ورحم ميّتكم وأسكنه جنات الخلد، وأفرغ عليكم صبرًا وملأ قلوبكم تسليمًا بقضائه وقدره وآنسكم برد الرضا.

هو الأجل المحتوم، لا يقدَّم ولا يؤخر، نرضى به ونسلم، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.

وعزاؤنا الأكبر في سيد الخلق عليه الصلاة والسلام. كما أن الأمل في اللقاء كبير كبير، ونحن واثقون منه ثقتَنا برحمة الله، سنلتقي والأحبةَ - إن شاء الله - في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر.

عندما تُوُفي والدي - رحمه الله - قبل بضع سنين؛ مادت بي الأرض وضاقت عليّ بما رحبت، وكدتُ أنقلب علي عقبيَّ لولا أن ثبَّتني الله، فقد كنت شديد التعلق بوالدي - عليه شآبيب الرحمة - منذ نعومة ذاتي وحتى بلغت أشدّي، ولا أحسب أنَّ ابنًا أحبّ أباه كما فعلت وأفعل!!

وفي خضمّ المصيبة، وعند الصدمة الأولى؛ ألقى الله في روعي أن أتذكّر أنّ هذا لن يكون آخر العهد بحبيبي، وأن لقاءً لا فراق بعده سيجمعنا إن شاء الله، وسترقأ الدموع، وتهدأ الأنفس، وتطيب اللقيا، وتنعم الأرواح بالسلام في دار السلام.

هل عزَّيتُك يا أبا طارق أم عزَّيت نفسي؟! فكلانا قد أحسَّ بأن شيئًا في داخله قد انهدم، وأنّ بناءً منيفًا ظليلاً قد تقوَّض؛ ولكنّ الإيمان الذي نَشَّأَنا عليه آباؤنا، وتشرّبته نفوسنا؛ يأبى علينا أن تلين قناتنا لعواصف الزمن، أو أن نتضعضع لريب الدهر. فما ثمرة الإيمان إذا لم يضَع يده المباركة على قلوبنا المنشعبة فتلتئم، ويذرّ عليها بلسمه الشافي فتجد برد الرضا؟!

اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنّا بعدهم، اللهم اجمعنا بهم في مستقرّ رحمتك يا أرحم الراحمين، ويا جابر المصابين والمنكسرين.

أخي أبا طارق ..

أعلمُ أنّ لكلِّ مقامٍ مقالاً، وهذا مقام تعزية ومواساة، ودعاء ..

إلا أنني أودّ أن أتقدم باعتذاري إليك إذ لم أردَّ على رسالة خاصة تفضلتَ بإرسالها إليّ داعيًا إياي لأمسية شعرية، والحقُّ أنه لا يؤلمني شئ قدر ما يؤلمني أن يظنّ أحد أنني أتجاهله أو أتعامى عن رسائله.

ما حدث - يا أخي الأحبّ - أنّني منذ زمن لا أكاد أجد متسعًا من الوقت لأتنسّم رياح الفصيح العبقة بالعلم، فكنت أغتنم أيّ فراغ لأكحّل عينيّ بنظرة عجلى إلى منتدًى له في نفسي مكانة شاهقة السموّ، أمّا إذا أَعْلَمَني البريد بورود رسالة خاصة؛ فإنني أهرع إلى المنتدى برغم المشاغل والصوارف، لأردّ على المرسل شاكراً له تفقّد أخيه في زمن أصبح فيه تواصل الأحبة كحلمٍ عزيز.

أما رسالتك فقد غَفَتْ عنها عين البريد فلم تلمحها، ووالله ما علمت بها إلا عندما مررت هذا الصباح لشوقٍ أجده في نفسي لمنتداي الأحبّ، وعندما قرأتها وهممت بالرد عليها؛ فوجئت باختفاء رابط الردّ، فعزمت على أن أرسل لك رسالة جديدة فلم أفلح، ويبدو أن ثمة عطلاً في نظام التراسل الخاص في المنتدى. عندها عزمت على أن أكتب موضوعًا مستقلاًّ ردًّا على رسالتك، فهي أثيرةٌ عندي؛ إلا أنني جُبهت بنبأ مصابكم الجلل، فأتيت مُعَزِّيًا ومعتذراً.

أخي الأحب ..

أشكر لك تفضلك بدعوتي لتلك الأمسية، فقد شرّفتني وأسعدتني، ويبدو أنها قد انتهت، فالرسالة قد مضى عليها قرابة الشهر.

أكرر اعتذاري عن تأخري في الردّ، وحتى يتم إصلاح العطل في الرسائل الخاصة، يسعدني أن أتلقى الرسائل منك أو من بقية الأحبّة على بريدي الخاص

atta2i***********

حفظك الله وأدام عليك نعمه وجعلك من الشاكرين الصابرين ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 01:39 م]ـ

رسالة بليغة ...

أعجبتني

تحياتي

ـ[الطائي]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 07:57 ص]ـ

الربيع الأول

أشكر تفضّلك بالمرور، وتكرّمك بالثناء

حفظك الله أخي الكريم ..

ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 11:33 ص]ـ

الأستاذ القدير والمبدع الفذ الطائي:

أستاذي الربيع الأول:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذي الطائي:

نحمد الله على كل حال , ونسأل الله أن يرحم موتانا , ويغفر لهم , وأن يجمعنا بهم في دار كرامته

لا داعي أن تعتذر فقد عذرتك من حينها. والأمسية لم تمر بعد ولن تمر بدونك إن شاء الله

وجزاك الله خيرًا على تبليغك وإرشادك , نحن في أشد ما نكون إليه في موقف كهذا الموقف

أسأل الله القدير أن يهونا علينا مصائبنا وأن يأجرنا عليها ويخلف لنا خيرًا منها

وفقك الله ورعاك , وجمع بك أباك في دار النعيم

ـ[الهاشمية]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 10:05 م]ـ

كلماتك أكثر حلاوة من الشهد يا أخي الطائي

وأحسن الله عزاءك يا أبا طارق

ورحم الله من صنع رجلا

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[07 - 12 - 2006, 01:37 ص]ـ

السلام عليكم

أين أنت يا رجل؟

افتقدناك أيها الطائي عسى أن يكون المانع خيرا

جنبات الإبداع تنتظرك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير