تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[امرأة ... أعزكم الله .. !!]

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 08:46 ص]ـ

انتهيت من التبضع في المركز العالمي للتسوق ...

ولأن حملي كان ثقيلاً أشار إلى البائع الصيني إشارة فهمت منها: هل تريد عاملاً للتحميل؟

فأجبت: نعم ...

فخرج ثم عاد ومعه شابة صينية صغيرة قد لاتتجاوز العشرين ربيعاً ..

فقلت له أين العامل؟؟

فقال: هذه!!

استنكرت الأمر وطلبت رجلاً

ويبدو أن البائع فهم مايجري بداخلي من الدهشة والاستنكار

فقال تعال انظر .. وكأنه يقول اختار ماتشاء

فإذا هن مجموعة كبيرة من نوعية تلك الفتاة كل واحدة بعربتها تنتظر من يناديهن لحمل الحاجيات ..

لم أرضخ للأمر وخرجت أبحث عن العامل " الرجل " بين " كومة " من العاملات اللواتي عرضن علي الخدمة ..

ليس تقليلاً من شأن المرأة ولا تنقيصاً من قدرها

بل عزت علي نفسي أن أمشي وتمشي خلفي فتاة تجر أحمالي

وثارت علي مروءتي أن ترافقني - أعزكم الله - تلك السافرة إلى سيارتي

وهاجت بي كبريائي أن أشارك هؤلاء القوم في ترخيص شأن المرأة وتنقيص قدرها وهي من أعزها الله سبحانه ورفع قدرها حتى إنه جعل سورة كاملة طويلة باسمها ..

في الجاهلية دفنوا البنت وهي صغيرة لا تدرك شيئاً ولا حول لها ولا قوة خشية العار والشنار ...

أما الآن فهاهم يدفنونها ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً وهي كبيرة تدرك ماحولها وتعي ماذا ولماذا وكيف وأين ومتى يفعل بها

نعم دفنوها برضاها وبكامل قواها العقلية والجسدية .. بل هي تشاركهم وتقاتل من أجل المزيد من التدفين!!

دفنوها بين أحضان الرجال الغرباء يتلاعبون بها باسم الحرية

وقبروها بين أعمال ووظائف تخالف أنوثتها ورقتها باسم المساواة

ووأدوها بين الشوارع والأزقة تمشي متشردة لا تنعم بأسرة تحميها باسم الاعتماد على النفس

ودفنوها بين جنين تحمله في بطنها وآخر على صدرها وحقيبة كتب على كتفها وتتجه بحملها هذا وذاك إلى مدرستها الابتدائية لتكمل تعليمها؟!!

نعم دفنوها ويا ليتهم دفنوها بثيابها وسترها كما دفنت ووئدت تلك " الموؤدة الصغيرة " بل كشفوا عن ثيابها وعورتها باسم الموضة والتقدم والحضارة والذوق السليم

هي من ساعدتهم في احتقارها وجعلها سلعة تباع وتشترى ...

وهي من أعانتهم في تنقيص شأنها وتنزيل قدرها ...

وهي من أعطتهم الضوء الأخصر لوأدها ودفنها ثانية ...

في الجانب الآخر من السوق وأنا ابحث عن " العامل " رأيت ثلاث نساء مسلمات يمشين متلحفات بخمرهن ومعهن رجل منهن وفيهن يحمل عنهن أكياساً كثيرة ..

يقف إذا وقفن، ويتحرك إذا تحركن، هن يشترين وهو يدفع ثم يحمل عنهن

يالهن ... ملكات .. نعم ملكات معززات مكرمات محشومات

فعند البخاري: أن الأسود- أحد التابعين- سأل عائشة رضي الله عنها ما كان يصنع النبي صلى الله عليه و سلم في بيته.

فقالت: "كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة".

هذا هو الرجل المسلم ... يعطيها حقوقها وأكثر من ذلك، فليس من حقهن مساعدتهن في البيت ومع ذلك يفعل ..

هو في خدمتهن وطوع أمرهن .. مستعد لأن يضحي بالغالي والنفيس لهن وببذل روحه رخيصة في الدفاع عنهن ..

فهذه أمه وتلك أخته وهذه زوجته ...

بلا شك أن تلك الفتيات الجالسات بعرباتهن ينتظرن الدرهم والدرهمين والريال والريالين يحسدن تلك " الملكات " ويتمنين في قرارة أنفسهن لو كن مكانهن بدلاً من ذل هذا العمل ... ولكن هيهات ثم هيهات!

ومما استرجعه في هذا الشأن: إني كنت يوماً أجلس في سيارتي انتظر بعض الطلبات من المطعم ..

وخلال انتظاري شاهدت رجلاً وامرأة " غربيان " قد انتهيا من الأكل في المطعم وتقدما لدفع الفاتورة ..

دفع الرجل ما عليه، ثم دفعت المرأة ماعليها، ثم ركبا السيارة معاً وانطلقا!!

فما بك يا أختاه يا أيتها المخدوعة تستبديلن الذي هو أدني بالذي هو خير؟!!

إن بعض فتايتنا ونسائنا ممن انخدعن ببريق الحرية الزائفة والمساواة الطائشة يردن تصدير " تلك القيم الغربية والشرقية " وتسويق " النموذج الإمريكي والغربي " إلى مجتمعاتنا وينادين ليل نهار بتلك الحرية الماجنة والحضارة السافلة

وانساقت بعضهن خلف نداء حركات تحرير المرأة ومساواة المرأة بالرجل بل وبعضهن طالبن بإلغاء دور الرجل في حياتهن وتحول الحياة وقوانينها إلى بعد أنثوي فقط!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير