[حكم التهنئة بعيد الكريسماس ... !!]
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 11:23 ص]ـ
السؤال:
ما حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسماس؟ وكيف نرد عليهم إذا هنئونا بها؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذكر بغير قصد؟ وإنما فعله إما مجاملة أو حياء أو إحراجًا أو غير ذلك من الأسباب وهل يجوز التشبه بهم في ذلك؟
المفتي: محمد بن صالح العثيمين
تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق،
كما نقل ذلك ابن القيم - رحمه الله - في كتابه (أحكام أهل الذمة)،
حيث قال:
(وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنيهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو: تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه). انتهى كلامه - رحمه الله -.
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حرامًا وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم، لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضىً به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم ان يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك،
كما قال الله تعالى: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم} (الزمر: 7)
وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} (سورة المائدة: 3)
وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك، لانها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى، لأنها إما مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث به محمدًا صلى الله عليه وسلم، إلى جميع الخلق، وقال فيه: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (آل عمران: 85).
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في لك من مشاركتهم فيها وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء ". انتهى كلامه - رحمه الله -.
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم، سواء فعله مجاملة أو توددًا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
المصدر: طريق الإسلام
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 01:33 م]ـ
أخي أبا دجانة،
شكرا لك على هذه المعلومات. وعندي سؤال ذو صلة: ماذا نفعل إذا هنأنَا غير المسلمين بالفطر والأضحى؟
عبدالرحمن.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 02:11 م]ـ
ألم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مسيحيون، أهل الكتاب، وهل احترم الاسلام بقاءهم على عقيدتهم أم لا؟
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 02:16 م]ـ
جزاكم الله الف خير اخواني
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 03:49 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
ونسأل الله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 06:31 ص]ـ
شكرا لك على هذه المعلومات. وعندي سؤال ذو صلة: ماذا نفعل إذا هنأنَا غير المسلمين بالفطر والأضحى؟
أعتقد أنها تقاس على السلام , بمعني نرد عليهم السلام , لكن لا نبدؤهم به:)
ألم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مسيحيون، أهل الكتاب، وهل احترم الاسلام بقاءهم على عقيدتهم أم لا؟
بلى , كان هناك مسيحيون في عهد النبي عليه الصلاة والسلام , ونعم احترم الإسلام بقاءهم على عقيدتهم:)
ملاحظة: الفتوى عن النهي عن تهنئة الكفار بعيد الكريسماس: mad: و ليس النهي عن التهنئة عامة , كالتهنئة بالنجاح و غيره ..... و الله أعلم
جزاك الله خيرًا
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
ونسأل الله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
شكرا أبا طارق على المرور:)
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 07:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا دجانة، وأجزل لك ولإخواني الكرام الأجر والمثوبة.
وما يغفل عنه كثير منا في هذه المسألة: الاعتقاد بأن "الأعياد" تندرج ضمن "العادات"، مع أن تصنيفها الصحيح أنها تدخل تحت باب "العقائد"، إذ هي سمة مميزة لكل ملة عن بقية الملل، فلكل قوم عيد، تظهر فيه شعائرهم.
وأما التهنئة بالأمور المشتركة بين سائر أهل الملل، كالنجاح وغيره، كما أشرت، فلا حرج فيها، إذا كانت وفق الضوابط الشرعية، وكذا التعزية في الملمات كالوفاة ونحوه، بشرط ألا تتعارض، أيضا، مع ضوابطها الشرعية، فلا يدعى لميتهم بالرحمة، ولا لحيهم بالأجر والثواب، وإنما يواسى حيهم بنحو: أحسن الله عزاءك، أو نحوه، ويدعى له بالهداية إن لم يغلب على الظن قيام حرب أهلية بسبب هذه الدعوة!!!:):)، لأنه قد يفهم منها لمزه بالضلال.
والله أعلى وأعلم.