[كرامات الأولياء بين الواقع والتخيلات]
ـ[محمد بلوش]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 06:48 م]ـ
الاخوة الافاضل، مند مدة طويلة ونحن نقرأ في كتب التصوف والمناقب بعض الحكايات الغريبة التي تصنف ضمن ما يسمى بالكرامات. و اهيب اليوم بالمهتمين بالتصوف ان يجيبوا عن سؤالي= هل نقبل بكل تلك المتون من الكرامات رغم مغالاة جلها في تجاوز حدود الفيزياء والمنطق والمعقول؟ ام آن الاوان لقراءتها قراءة سياسية اجتماعية؟
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[12 - 01 - 2007, 08:02 م]ـ
وما دخل ذلك في منتدى الدراسات العليا أخي محمد؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 05:57 م]ـ
وعقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة، كباقي عقائدهم، وسط بين المنكرين كالمعتزلة والعقلانيين من جهة، وأصحاب الديانات القديمة كديانات الهند وبعض الديانات السماوية كالنصرانية وغلاة الصوفية من جهة أخرى، إذ أنكرها الأولون بإطلاق لئلا تلتبس بمعجزات الأنبياء، زعموا!!!!!، وأفرط الآخرون في إثباتها، فجعلوا حصول الخارقة عمدة في إثبات الولاية، وإن حصلت على يد كافر أو فاسق أو حتى: مجنون لا يعقل!!!.
بينما توسط أهل السنة فقالوا بجواز حصول الخارقة على يد من شهد له بالصلاح والاستقامة في الدين، فتكون كرامة في حقه، دالة على صدق متبوعه، أي: الرسول الذي يؤمن برسالته إن كان ذلك قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أو: النبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته، وردوا على من زعم التباسها بالمعجزة: بأنها تكون أدنى منها فلا تصل لحد المعجزة، كتكثير الطعام في صحفة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، حتى أطعم ضيوفه وبقي الطعام كما هو أو زاد إن لم تخني الذاكرة وتكثير الطعام للنبي صلى الله عليه وسلم حتى أطعم جيشا بأكمله، فالأصل واحد وهو: التكثير، ولكن المقدار مختلف، فشتان ما بين إطعام عدة أشخاص وإطعام جيش بأكمله.
فضلا عن أن الكرامة لا يتحدى بها أصلا بل الأصل فيها الإخفاء، خلاف المعجزة التي يتحدى النبي بها قومه.
ولا يشترط في الكرامة أن تكون خارقة، بل مجرد الاستقامة، وأداء الفرائض والنوافل، وحسن الخلق، وطلب العلم الشرعي .............. إلخ، كل ذلك قد يندرج تحت باب "الكرامة"، كما أن المعجزة لا يشترط أن تكون خارقا بالمعنى المتبادر للذهن، إذ "القرآن"، على سبيل المثال: معجز بلا جدال، ومع ذلك لا يعتبر خارقا بالمعنى المعروف.
وقد تكون الخارقة في حق الولي الصالح: مباحة، كإعانته على قضاء بعض حوائجه الدنيوية المباحة.
وأما ظهور الخارقة على يد كذاب أو فاسق فهي إما:
أن تكون فتنة له ولأتباعه ممن علقوا دينهم على خوارق السحرة.
وإما أن تكون إهانة له، كما حصل لمسيلمة الكذاب، لما وضع يده على رأس طفل ليبرأ، فسقط شعره، فهذه خارقة خارجة عن العادة، ولكنها أتت إهانة له.
فنحن ما بين:
إفراط في إثباتها، والعمل بمقتضاها، كما هو حال معظم المسلمين اليوم ممن تبهرهم حيل السحرة وألعاب الحواة!!!.
وتفريط في إثباتها، بحجة أننا عقلانيون، متقدمون، نعيش في القرن الحادي والعشرين، فلا نؤمن إلا بالمحسوسات، وأما الغيبيات فلا وجود لها إلا في عقول العجائز.
وخير الأمور الوسط.
والشرع مسائل خبرية لا تدرك بالعقل من جهة، وأدلة عقلية لابد من إعمالها من جهة أخرى، فشريعتنا جمعت الأمرين، في توازن مبهر، فأكرم بها من شريعة!!!.
وأما ما نجده في كتب متأخري الصوفية من مناقب "يندى لها الجبين"، فهي لا تمت لشرع أو عقل بصلة، بل إنها تشكك من اعتقد أنها من الدين في صحة هذا الدين، وتصد الناس عنه صدودا.
والحال عندكم أخي محمد، في المغرب، لا يختلف كثيرا عن الحال عندنا، في مصر، فالأولياء، أو السادة: جمع "سيدي"، كما يطلق عليهم عندكم، قد استولوا على مقاليد الأمور، فتحكموا في البلاد والعباد، وإن كانوا مقبورين من عشرات بل مئات السنين.
ولشيخ الإسلام، رحمه الله، كعادته، كتابات قيمة حول هذا الموضوع تجدها في مثل كتاب "النبوات"، ورسالة "الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان".
والله أعلى وأعلم.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 06:22 م]ـ
وعين الكرامة الإستقامة، فيها قولان، الأمر أوسع من ذلك، لا يجوز شرعاً إنكار الكرامة الموافقة للشرع، ولتيسير أمر الكرامة لك الشرط:
1ـ الإيمان
2ـ التقوى
للرفع والتفاعل مع مختصر، لا أقول مفيد، بل أنتظر الخبر؟.
ـ[أبو العلاء]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 09:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صدقتم والله يا إخوة، أصبح الأمر لا يحتمل، لكن القول الفصل هو ما قاله الله تعالى في كتابه العزيز:
{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون. الذين آمنوا و كانوا يتقون}.
ولعل أجمل ما سمعت في هذا الباب قول الشاعر:
إذا رأيت شخصا قد يطير ... وفوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف على حدود الشرع ... فإنه مستدرج و بدعي
أما أعجب الأشياء .. احتجاج البعض ــ هداهم الله ــ بحادثة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:
" يا سارية الجبل ... " وهذا من باب الإلهام لأوليائه جل جلاله، وعمر رضي الله عنه من أولياء الله لاشك في ذلك، لكنهم تمادوا في الأمر حتى وصل بهم إلى القول أن بإمكان العبد الصالح أن يطلع على اللوح المحفوظ!!!!؟
نسأل الله السلامة!!
أبو العلاء.
¥