وتسوّل الملياردير .. !!
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[10 - 12 - 2006, 08:49 م]ـ
اصطففنا جميعاً في انتظار الملياردير العربي الكبير الذي سيلقي علينا تجاربه في عالم المال والأعمال ..
ولتكون تجربته نبراساً وقدوة علمية وعملية لخريجي مدرستنا الثانوية المعروفة الذين حضروا عن بكرة أبيهم ..
كانت الأعين ـ في القاعة الكبيرة المهيبة ـ تترقب حضوره بين الحين والآخر،
فهو صاحب المدرسة ومالكها الذي سمعوا عنه كثيراً ولم يتشرفوا برؤيته ..
وتكريماً للملياردير الذي لبى دعوة المدرسة شاكراً تم إجلاس ابنه ـ البكر ـ الطالب في المدرسة مع كبار القوم وأبرز الشخصيات.
دخل الملياردير المهيب وسلم على مستقبليه حتى إذا ما وصل إلى ابنه عانقه واحتضنه طويلاً في شوق ولهفة .. ورأى القريبون منهما دموعهما، مع علامات الدهشة والحيرة التي بدت على كل القاعة!!
صعد الملياردير المنصة وأسهب في الحديث عن تجاربه الرائعة في صنع ثروته الهائلة .... ثم ...
ثم ... ماذا؟؟
سكت الملياردير عن الكلام المباح ..
وأخذ يجول بنظره في الجالسين أمامه وفي القاعة الكبيرة فسكنت القاعة كلها هيبة وتعجباً ... !!
رجع الملياردير إلى الحديث ثانية ولكن ليس بذاك الصوت الذي بدأ به ..
بل بصوت آخر .. !
صوت مسكين حزين تكاد الدمعة أن تخرج من فمه قبل عينه ..
قال وبصوت متهدج ضعيف:
هل تعتقدون إنني سعيد؟؟
صمت الجميع .... إلا الملياردير الذي صاح بصوت قوي:
أيها القوم: والله الذي لاإله إلا هو إنني أفتقد السعادة ولم أذق طعمها منذ سنوات
والله الذي لاإله إلا هو إنني أبحث عن السعادة ولا أجد حتى ريحها وأن ريحها عني لمسافة كذا وكذا .. !
أتعلمون أيها الحضور إنني أنا الملياردير الذي تقوم لي الدنيا وتقعد تمنيت قبل عدة أيام وأنا أشاهد عائلة صغيرة تجلس تحت شجرة يأكلون ويتسامرون ويتمازحون ... تمنيت لحظتها أن أبادلهم جلستهم السعيدة واجتماعهم الجميل بجميع أموالي وأملاكي .. !
أيها السادة: لا تندهشوا .. فأنا لدي عائلة ولدي زوجة وأطفال وبنين وبنات
نعم لدي كل هؤلاء ولكني في نفس الوقت أفتقدهم .. بل هم من يفتقدني
أيها الكرام ... لقد أسديتم لي معروفاً عظيماً إذ جمعتموني وابني الحبيب الذي لم أره منذ سنة كاملة مع إننا نعيش في منزل واحد ويظللنا سقف واحد
أيها القوم ... لقد نجحت في صناعة المال والثروة والشهرة ..
ولكني فشلت في صناعة السعادة التي أعيتني وغلبتني ...
وها أنذا أعترف لكم ... إنني أتسول السعادة .. !!
بقلم /الربيع الأول
19 من ذي القعدة 1427
10/ 12/2006
ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 12 - 2006, 09:11 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ الربيع
وهكذا هم أصحاب الأموال, يفتقدون السعادة لما ابتلاهم الله به.
ولكن ثمة جماعة منهم لا تفارقهم السعادة مهما كثرت أموالهم , والسبب في ذلك اتصالهم بربهم , وقربهم منه.
وهذا المشهد ذكرني بصرخة الطبيبة تلك
بارك الله فيك
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 05:38 ص]ـ
وفيك بارك أخي أبا طارق
وصدقت فيما اشرت ... وهذا بتوفيق من الله
سؤال: ما قصة " صرخة الطبيبة "؟؟
تحياتي على مرورك وتعليقك
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 12:13 م]ـ
موضوع رائع .. ولكن!
لازال الضعاف يرون للغني بحسد، ولازال الغني ينظر للبسطاء بحسد!
متى سيرضى كلٌّ بما قسم الله له؟!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 01:02 م]ـ
بارك الله جهودكم:
ولست أرى السعادة جمع مال=ولكن التقي هو السعيد
من قصيدة للشاعر وليد الأعظمي مطلعها:
شباب الجيل للإسلام عودوا=فأنتم سره وبكم يسود
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 04:08 م]ـ
الأخت وضحاء ..
صدقت متى سيرضى كل بما قسم الله ...
ما ملأ بطن بني آدم إلا التراب ..
أشكر لك مرورك الكريم أختي الفاضلة.
أخي الشمالي ..
نعم التقي هو السعيد ..
ومن حاز المال والتقى فهو أسعد ..
تحياتي لك ومحبتي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 04:26 م]ـ
سؤال: ما قصة " صرخة الطبيبة "؟؟
طبيبة تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي وأعطوني زوجاً، تقول: السابعة من صباح كل يوم وقت يستفزني، يستمطر أدمعي لماذا؟! أركب خلف السائق متوجهة إلى عيادتي، بل إلى مدفني، بل زنزانتي.
ثم تقول: أجد النساء بأطفالهن ينتظرنني وينظرن إلى معطفي الأبيض وكأنه بردة حرير فارسية، وهو في نظري لباس حداد علي.
ثم تواصل قولها: أدخل عيادتي، أتقلد سماعتي وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي، العقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافه حول عنقي، والتشاؤم ينتابني على المستقبل.
ثم تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي ومعاطفي وكل مراجعي وجالب السعادة الزائفة (تعني المال) واسمعوني كلمة ماما.
ثم تقول هذه الأبيات:
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة ** فقد قيل فما نالني من مقالها
فقل للتي كانت ترى في قدوة ** هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل منالها بعض طفل تضمه ** فهل ممكن أن تشتريه بمالها
¥