تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مخطوطات البحر الميت تشهد أنَّ محمداً رسول الله

ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 12:23 ص]ـ

مخطوطات البحر الميت تشهدُ أنَّ محمداً رسولُ اللهِ

The Dead Sea Scrolls

=============

أوَراءَ كلِّ اكتشافٍ عظيمٍ "عنزة"؟

لقد قدَّر اللهُ سبحانَهُ وتعالى أنْ يكتشفَ رعاةٌ من عربِ التعامرةِ الكرامِ القاطنين في برّيّةِ بيتَ لحمَ أولَ مجموعةٍ مِنْ مخطوطاتِ قمرانَ. كانَ ذلكَ في العامِ 1947م؛ وقيلَ – وربَّما هوَ الأصَحُّ – في عامِ: 1946م. وإذْ إنَّ قمرانَ، منْ عشراتِ القرونِ، مقفرةٌ موحشةٌ، فقد كانتْ تمرُّ عليْها عشراتُ السنينَ دونَما طارقٍ مِنَ الناسِ. وأمَّا اليومَ – عامَ 2006م - فتمرُّ بِها طريقٌ عامرةٌ تقودُ إلى مُتَنَزَّهاتِ عَيْنِ الفَشْخَةِ.

افتقد الراعي التعمريُّ "محمد الذيب" في رواحِهِ ذاتَ يومٍ من ربيع العام 1946عنزةً، وأخذَ يبحثُ عنها في الشعابِ الجبليّةِ في منطقة قمران، جنوب مدينة أريحا، على الشاطئِ الغربيِّ الشماليِّ للبحر الميت .. وأثناء البحثِ في سويعاتِ الأصيلِ رأى فتحةً فقذف عبرَها حجراً، فسمعَ صوتَ فخّارٍ يتكسَّر، فتوقّعَ جراراً تحوي ذهباً .. ولكنَّهُ بسببِ عتمةِ الكهفِ المنفتحِ إلى الشرق، إذْ كانتِ الشمسِ تعانقُ أفقَ الغروب، وخشيةً من احتمال وجودِ الثعابين والذئابِ في داخل الكهف، فقد عزمَ على أنْ يغدوَ إليْهِ فيدخلَهُ على أنوار الشروقِ. ولكنّهُ ذكرَ الأمرَ لراعيَيْنِ آخريْنِ ممّنْ يبيت معهم في تلك البريّةِ. وما أنْ تبيّنَ الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسود من فجرِ اليوم التالي، حتى كان أحدهما واسمه "جمعة خليل" قد تسلّلَ إلى الكهفِ دونَ إشعار "محمد الذيب"؛ يجرُّهُ الطمع في الأملِ بالعُثورِ على كنزٍ عظيمٍ وجمع ثروةٍ عظيمة. ولكنَّهُ وجدَ مخطوطاتٍ قديمةً في جرارٍ من الفخار، تحوّلتْ بعدَ بضع سنينَ إلى كنزٍ من نصيبِ مطران السريان وتجار الآثار في بيت لحم.

ومنْ بعدِ عامِ 1946م، فقدْ حدثتِ اكتشافاتٌ على جولاتٍ امتدَّتْ على زخمٍ إلى عامِ 1956م، وكانتْ حصيلتُها: العثورَ على أحدَ عشرَ كهفاً أسينيّاً، سُمِّيَتْ بالأرقامِ حسبَ تسلسلِ اكتشافِها. واستأنفَ اليهودُ التنقيباتِ في قمرانَ وحولَها بعد احتلالِهمُ الضفّةَ الغربيّةَ عامَ 1967م.

ونظراً لِأَهميةِ مكتشفاتِ قمرانَ، فقد زادَتِ المُؤَلَّفاتُ فيها إلى هذا اليومِ عَنْ خمسةِ آلافِ كتابٍ؛ وتجاوزتِ المقالاتُ الرصينةُ عَنْها سبعينَ أَلْفاً؛ ونشأَ عَنْها: "علمُ القُمْرانِيّاتِ" qumranology، وقد اتَّخذَتْهُ بعضُ الجامعاتِ مَساقاً course.

وتشكلُ تلكَ المخطوطاتُ مكتبةً ضخمةً منْ نحوِ: 875 كتاباً، وآلافِ الجذاذاتِ، رَقمَ الأسينيّونَ معظمَها بالنسخِ المسطورِ على رِقاقٍ منْ جلودِ الماعزِ المدبوغةِ بحبرٍ كانوا يصنعونَهُ من حرقِ العظامِ.

وقد انتهتِ الرحلةُ بمعظمِ مخطوطاتِ قمران إلى حوزةِ اليهودِ، وجعلوا لها مُتحفاً خاصّاً ذا قبّةٍ متميّزةٍ على شكل جِرار المخطوطاتِ التي عثرَ عليْها الرعاةُ التعامرةُ في الكهفِ الأول، وجعلوا موضعَها بجوارِ الجامعةِ العبريّةِ مقابلَ "الكِنيست". ولم يقمِ اليهودُ بنشرِ محتوياتِ كثيرٍ من المخطوطات؛ و ذلكَ - على الأغلبِ – مخافةَ أنْ ينكشفَ ما فيها مِنَ التبشيرِ بالنبيِّ محمدٍ، عليهِ السلامُ؛ وما في أسفارِ العهدِ العتيقِ المتداولةِ – الآنَ – مِنَ التحريفِ والتزوير؛ ولِما فيها مِنَ المخالفاتِ والمعارضاتِ للفكرِ الصهيونيِّ، ولِرَفْضِ كاتِبيها الاعترافَ بِهِ. وهذا ما يذكِّرُنا بجماعةِ حرَّاسِ المدينةِ المسَمّاةِ: "ناطوري كارتا"، اليهوديّةِ المعاصرةِ المكفِّرةِ والمحرِّمةِ للصهيونِيَّةِ. ولهذهِ الجماعةِ في العالمِ مركزانِ رئيسيّانِ: حيٌّ يعرفُ باسمِ: "مِئاهْ شَعاريم" – مِئَهْ شَعاريم – أيْ: حيِّ مئةِ بوابةٍ، في غربِ القدسِ؛ والمركزُ الآخرُ في مدينةِ: "بْرُوكْلِن" في أمريكا. ويبدو لي أنَّهم الورثةُ المعاصرونَ لكثيرٍ مِنْ تعاليمِ ملَّةِ الأسينِيّينَ.

نشأة الأسينيّين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير