تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حكم كتابة (ص) أو (صلعم) لفضيلة الشيخ العلاّمة عبد العزيز بن باز -رحمه الله-

ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[15 - 12 - 2006, 04:50 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال فضيلة الشيخ العلاّمة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى-:

(وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في الصلوات في

التشهد، ومشروعة في الخطب والأدعية والإستغفار، وبعد الأذان، وعند

دخول المسجد، والخروج منه، وعند ذكره وفي مواضع أخرى: فهي تتأكد

عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك.

والمشروع أن تكتب كاملةً تحقيقاً لما أمرنا الله تعالى به، وليتذكرها القارئ

عند مروره عليها، ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول

الله على كلمة " ص " أو " صلعم " وما أشبهها من الرموز التي قد

يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه

وتعالى في كتابه العزيز بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ

وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. سورة الأحزاب / (الآية: 56)

مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة " صلى الله

عليه وسلم " كاملة.

وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها، علماً بأن الرمز لها قد كرهه

أهل العلم وحذروا منه.

فقد قال ابن الصلاح في كتابه: " علوم الحديث " المعروف بـ: " مقدمة

ابن الصلاح " في النوع الخامس والعشرين من كتابه: " في كتابة الحديث

وكيفية ضبط الكتاب وتقييده " قال ما نصه: " التاسع: أن يحافظ على

كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره،

ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها

طلبة الحديث وكتبته، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظاً عظيماً. وقد رأينا لأهل

ذلك منامات صالحة، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك

لا يتقيد فيه بالرواية. ولا يقتصر فيه على ما في الأصل.

وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو عز وجل وتبارك

وتعالى، وما ضاهى ذلك ".

إلى أن قال: " ثم ليتجنب في إثباتها نقصين: أحدهما: أن يكتبها منقوصةً

صورةً رامزاً إليها بحرفين أو نحو ذلك، والثاني: أن يكتبها منقوصةً معنىً

بألا يكتب: وسلم ".

وروي عن حمزة الكناني، رحمه الله تعالى أنه كان يقول: " كنت أكتب

الحديث، وكنت أكتب عند ذكر النبي " صلى الله عليه "، ولا أكتب

" وسلم " , فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: ما لك

لا تتم الصلاة عليَّ؟ قال: فما كتبت بعد ذلك " صلى الله عليه "

إلا كتبت: وسلم ".

إلى أن قال ابن الصلاح: " قلت: ويكره أيضاً الإقتصار على قوله:

" عليه السلام " والله أعلم ". انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى

ملخصاً.

وقال العلامة السخاوي، رحمه الله تعالى في كتابه: " فتح المغيث

شرح ألفية الحديث للعراقي " ما نصه: " واجتنب أيها الكاتب الرمز لها

- أي-: الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم - في خطك

بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما

يفعله الكتاني، والجهلة من أبناء العجم غالباً وعوام الطلبة، فيكتبون بدلاً من

صلى الله عليه وسلم " ص " أو " صم " أو " صلعم "، فذلك لما فيه

من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى ".

وقال السيوطي، رحمه الله تعالى في كتابه: " تدريب الراوي في

شرح تقريب النواوي ": " ويكره الإقتصار على الصلاة أو التسليم هنا،

وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. سورة الأحزاب / (الآية: 56)

إلى أن قال: " ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب "

صلعم " بل يكتبهما بكمالها ". انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى

ملخصاً.

هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل، ويبحث عما فيه

زيادة أجره وثوابه، ويبتعد عما يبطله أو ينقصه. نسأل الله سبحانه وتعالى

أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا

محمد وعلى آله وصحبه ".) انتهى

" مجموع فتاوى ورسائل الإمام بن باز ": (2/ 397 – 399)

ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 12 - 2006, 04:30 م]ـ

أحسنت

~~~ أقبح الاختصارات ~~~ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8206)

ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[17 - 12 - 2006, 08:40 م]ـ

أحسن الله إليك أخي أبا طارق , حقا إنها أقبح الإختصارات

ـ[أبو حكيم الدبدوب]ــــــــ[18 - 12 - 2006, 10:11 م]ـ

صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وغفر للشيخ ابن باز.

ـ[زينب محمد]ــــــــ[19 - 12 - 2006, 06:29 م]ـ

بارك الله لك، وشكر لك تذكيرك لنا ..

أقول:

لو استشعر أحدنا لحظة كتابته -صلى الله عليه وسلم-،ما قاله حبيبنا -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى عليّ صلاة صلىّ الله عليه بها عشرا).أخرجه مسلم.

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من أحد يسلم علىّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام).رواه أبو داود وحسنه الألباني.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير