الدكتور "زغلول النجار" يوجه الضربةَ القاضية لنفسِهِ بنفسِه
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[17 - 11 - 2006, 03:04 م]ـ
"زغلول النجار" يوجه الضربة القاضية لنفسِهِ بنفسِه
بيّنَ الدكتور "زغلول النجار" للناس أنَّ شهرتَهُ قد طبّقتِ الآفاقَ بعدَ مقابلةٍ لهُ في التلفزيون المصريِّ مع الأستاذ "أحمد فرّاج" بتاريخ: 6 - 12 - 2000. ويحكي أنّ الانبهارَ بأقوالِهِ قد أثمرَ في أنْ يبعثَ إليْهِ حتّى زعماءُ الدول الإسلاميّة بالتهاني، وأن تنهمرَ عليهِ الدعوات لإلقاء المحاضرات في كلّ الدنيا، بلْ وصارَ المسلمون يستقبلونَه استقبالَ الفاتحينَ. ولكنَّكَ هنا ستعرفُ أنَّ الذي قدّمهُ فضيلتُه في تلك المقابلة مّما بهرَ به المشاهدين ما كانَ إلّا أخطاءً جساماً تشهد أقوالُهُ نفسُها أنَّها كذلك 100% ..
فماذا قدّمَ؟
يوجد في علمِ الكونيّات cosmology نظريات مختلفة تتحدّثُ عن تخيّلات عدد من الباحثين لنشوء الكونِ وأخرى تتحدّثُ عن انتهائه. ففي أمر نشوء الكون هناك نظرية اسمها بالإنجليزيةِ ذو جرْسٍ يجذبُ الأسماعَ Big Bang ويترجمونها إلى اسمٍ فيه الرهبة: " نظرية الانفجار العظيم"! .. وأمّا فيما يتعلّقُ بانتهاء الكونِ فقدِ اختار الدكتور النجار أن يحدّثَ الناسَ عن "نظرية الانسحاق العظيم" .. ولا أجدُ حاجةً للحديثِ عن النظريّتيْنِ لأنّه هو قد ملأ الدنيا حديثاً عنهما على امتدادِ بضعِ سنين حتّى كادَ أطفالُ المسلمين يحفطونهما عن ظهر قلبٍ ..
فما الذي فعله الدكتور زغلول النجار بينَ الفتقِ والرتقِ؟
لقد قدّمَ بنفسِهِ ما يشكّلُ الضربةَ القاضيةَ لكلِّ تفسيراتِهِ، أو ْ على الأقلِّ، للموضوعاتِ الأساسيّةِ التي صنعتْ لهُ الشهرةَ.
قامَ بالادعاء أنَّ هاتيْن النظريّتيْنِ هما من "الحقائق الكونيّة" التي يذكرُها القرآنُ الكريم، وأنَّ آياتِهِ تتحدّثُ عنهما بدقّةٍ بالغةٍ مبهرةٍ، وبالتالي فإنَّ القرآنَ هوَ صاحبُ السبقِ في الحديثِ عنهما مّما يثبتُ إعجازَهُ العلميَّ. والصحيحُ هوَ أنّ القرآنَ الكريمَ بريءٌ من هذا الذي نسبَهُ إليْهِ هذا الرجل، ومّما أرادَ تلبيسَهُ له.
وأرى واثقاً أنَّ قولَ الشيخ النجار بوجودِ أحاديثَ عن "نظرية الانفجار العظيم" ونظرية "الانسحاق العظيم" في القرآنِ الكريمِ، أو إشاراتٍ إليهما – ما أراه – إلّا قولاً باطلاً يكفي للتدليل على تفنيدِه قولٌ من أقوالِ هذا الشيخِ نفسِهِ.
حسناً، في محاولته "تلبيس" نظرية الانفجار العظيم" مقصوداً للفتقِ، وتلبيس "نظرية الانسحاق العظيم" مقصودا للرتق وذلك في قول الله تعالى: "أوَ لم يرَ الذين كفروا أنَّ السماوات والأرضَ كانتا رَتقاً ففتقناهما؟ "، فقدْ قام فضيلة الدكتور "زغلول النجار" بدعم رأيِهِ في هذيْنِ القصديْنِ من خلالِ ربط هذا القولِ القرآنيِّ بالآية الكريمة: "والسماءَ بنيْناها بأيْدٍ وإنّا لَموسعون" .. فهل أصابَ؟
يفسر الدكتور النجار قولَ الله تعالى: "والسماءَ بنيْناها بأيدٍ وإنّاَ لَموسعونَ". بأنه إخبارٌ عن أنَّ الكونَ يتّسعُ ويتمدَّدُ .. ويرى أنَّ في هذا الإخبار حقيقةً قرآنيّةً تمثِّلُ سبقاً للقرآن وأنَّها تندرج في الإعجاز العلميِّ.
ويذكرُ فضيلة الدكتور "زغلول النجار" قولَ الله تعالى: "يوم تُبدََّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماواتُ وبرزوا لله الواحدِ القهار" (إبراهيم: (48، وقولَهُ:
" أو لم يروْا أن اللهَ الذي خلقَ السماواتِ والأرضَ قادرٌ على أنْ يخلقَ مثلَهم وجعلَ لهم أجلاً لا ريبَ فيهِ فأبى الظالمونَ إلَّا كُفورا ً" (الإسراء: 99) .. ثمَّ يقولُ:
"ومعنى هذه الآيات الكريمة أن الله تعالى سوف يطوي صفحة الكون جامعا كل ما فيها من مختلف صور المادة، والطاقة، والمكان والزمان، على هيئة جرم ابتدائي ثان (رتق ثان) شبيه تماما بالجرم الابتدائي الأول) الرتق الأول) الذي نشأ عنِ انفجارِه الكونُ الراهنُ، وأن هذا الجرم الثاني سوف ينفجر بأمر من الله تعالى كما انفجر الجرم الأول، وسوف يتحول إلى سحابة من الدخان كما تحول الجرم الأول، وسوف يخلق الله تعالى من هذا الدخان أرضا غير أرضنا الحالية، وسماوات غير السماوات التي تظلنا، كما وعد، سبحانه وتعالى، وهنا تبدأ الحياة الآخرة ولها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الحياة الدنيا فهي خلود بلا موت، والدنيا موت بعد حياة"
¥