تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مخطوطات التراث العربي .. أخيرا!]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 12:41 ص]ـ

جاء التفكير في إنشاء موقع للتراث العربي على الإنترنت بعد أن جفَّ حلقي وقلمي في التنبيه إلى عدم وجود هذا التراث بصفة خاصة، وضعف الوجود العربي على الإنترنت بصفة عامة، فمنذ عدة سنوات نبَّهت عدة مرات إلى أن الثقافة العربية الإسلامية ذات حضور نَحِيل على الإنترنت لا يتناسب مع حجمها الحقيقي للعطاء العربي الإسلامي طوال تاريخه، والذي لا يستطيع العالم أن يتعرف عليه بصورته الواقعية والحقيقية، وأن يشاهد ويتعرف مثلاً على الجمال الموجود في التراث العربي والإسلامي من خلال المخطوطات الجميلة ذات الأشكال الرائعة، وهذا إن دلَّ فإنما يدل على روعة الأعمال الإسلامية، وكيف اهتم الإسلاميون بالجمال.

هكذا بدأ الدكتور يوسف زيدان أستاذ الفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم ومستشار التراث بمكتبة الإسكندرية حديثه لثقافة وفن، والذي من النادر أن تجد عالمًا عربيًّا شابًّا مستوعبًا لأدوات العصر من الحاسب الآلي وتكنولوجياته والإنترنت، وأهميته في الحياة الثقافية العربية .. وقدرته على استغلال هذه التكنولوجيا الهامة في خدمة الثقافة العربية، وليس مجرد استغلال هذه الوسائل في الدعاية لنفسه وعمله.

وأضاف: كنت أتمنى أن تقوم مؤسسة كبرى بهذه المهمة، ولكن مرَّت سنوات دون أن تتحرك أي جهة رسمية؛ لتغطية هذا النقص، ومن ثَم بدأت في إنشاء وتشغيل هذا الموقع بعدما يَئِست من الأمل في أن تقوم هذه المؤسسات بدورها.

ويقول الدكتور يوسف زيدان لقد قمت بالإعداد لهذا الموقع لمدة عام كامل من أجل خدمة التراث العربي، وإظهار الإنجازات الحضارية لهذه الأمة عبر تقديم جماليات وبدائع التراث العربي المخطوط .. وهو موقع ضخم بلغ حجمه (200 ميجا بايت)؛ ليصبح بذلك أكبر موقع للتراث في العالم.

ومن ناحية ثانية أردت بهذا الموقع أن أحقق دعوتي بالانتقال من النص إلى الخطاب، أعني أن نتجاوز مرحلة الاهتمام بالنص التراثي في ذاته وخدمته عن طريق الفهرسة أو التحقيق أو الدراسة هذه كلها "عمليات النص"، ولا بد أن تتلُوها عملية توجيه الخطاب للعالم؛ فنحن لسنا بمعزل عن حركة "المثاقفة" النشطة والشرسة التي تجري عبر وسائل الاتصالات فائقة القدرة كالإنترنت والقنوات الفضائية، وقد اتجهنا إلى هذه المواضع بأقدام عرجاء، وكأننا نسعى (فقط) لكي نتواجد دون تأسيس خطاب حقيقي يقدم صورة نحب أن يرانا الناس بها .. وهي بالمناسبة صورة حقيقية، ومن ثَم كان اهتمامي بإبراز جماليات التراث العربي وبدائع النسخ الخطية الموزعة على مكتبات العالم، ومن ناحية ثالثة فقد عانيت طيلة عقدين من الزمان من صعوبة الحصول على الأصول الخطية التي نعتمد عليها في التحقيق والدراسة، فما بالك بالباحث البعيد الإقامة!!

محتويات الموقع

ويضيف الدكتور يوسف زيدان كنت أتمنى أن تقوم مؤسسة عربية كبرى بمهمة تسهيل حصول الباحثين في العالم على المخطوطات، وانتظرت طويلاً ثم يئست من الانتظار؛ ثم قررت القيام بهذه المهمة، ومن ثَم وضعت مجموعة كبيرة من الملفات الكاملة للمخطوطات النادرة التي يصعب الوصول إليها بحيث يستطيع أي إنسان في العالم أن يصل إليها، بل ويحتفظ بأصولها المصورة طبق الأصل (رقميًّا) بنظام الديجيتال الذي يُظْهر كافة تفاصيل المخطوطة، وهكذا جاء الموقع www.ziedan.com مشتملاً على 18 رابط ( link) الأول عبارة عن فهارس المكتبات الخطية، ويشتمل هذا الباب من الموقع على فهارس وصفية كاملة لمكتبات خطية مهمة، ويمكن البحث في محتوى هذا الباب بكلمة من عنوان المخطوطة أو كلمة من اسم مؤلفها أو كلمة من بدايتها ومن نماذج الفهارس الموضوعة فهرس مكتبة رفاعة الطهطاوي، وهي المكتبة التي تشمل على قرابة 1500 مخطوطة، وفهرس مكتبة بلدية دمنهور، وفهرس المخطوطات العلمية بمكتبة بلدية الإسكندرية ..

ومن أهم المخطوطات التي لفت النظر إليها مخطوطات فلسطين وخاصة مخطوطات القدس، وقد طالبت بأن تقيم جامعة الدول العربية موقعاً خاصًّا لهذه المخطوطات الهامة، والتي تعتبر من الوثائق الهامة، والتي يجب أن نستعين بها قبل أن يستعين بها غيرنا في التأريخ، وأتمنى أن يجد كلامي هذا صدًى!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير