تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دعوة غير المسلمين إلى الإسلام]

ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 11:42 ص]ـ

محمد حسن يوسف

مكانة الدعوة في الإسلام:

تحتل الدعوة إلى الله مكانة هامة للغاية في دين الإسلام. فالدعوة هي تبليغ رسالة الله سبحانه إلى البشر، وهي بذلك مهمة الرسل والأنبياء، ومهمة من شّرفه الله بحمل العلم من البشر.

وقد حمل النبي صلى الله عليه وسلم لواء الدعوة، فأدى مهمته خير قيام. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45 - 46]. فبلغ صلى الله عليه الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى لقي ربه وقد دخلت جزيرة العرب في دين الإسلام.

وقام صحابة الرسول صلى الله عليه بحمل لواء الدعوة من بعده، فأدوا ما عليهم خير قيام، وبذلوا قصارى جهدهم في تبليغ دعوة الله سبحانه وتعالى إلى جميع البشر في مشارق الأرض ومغاربها. ثم حمل الراية بعد ذلك التابعون، ففتحوا البلاد، ودانت لهم الدول والممالك.

وها نحن اليوم نرى آثار هؤلاء القوم من حولنا. فنجد الإسلام قد انتشر في بقاع الأرض شرقا وغربا، شمالا وجنوبا. وما كان هذا ليحدث لولا جهود السابقين وتضحياتهم الجسيمة في سبيل الدعوة لدين الله.

فإذا رأينا هذا بأعيننا، علمنا حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا تجاه الإسلام، وأن من واجب الدين علينا تحقيق ما بدأه آباؤنا من قبل، والسير على نهجهم في دعوة البشر إلى دين الله.

يضاف إلى ذلك اليقين بأن الإسلام دين عالمي يخاطب البشر جميعا. فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله سبحانه دينا للبشرية، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ اْلإِسْلاَمُ} [آل عمران: 19]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ اْلإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]، وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ اْلإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3]. فلا دين عند الله مقبول غير دين الإسلام، ومعنى هذا اليقين بأن غير المسلمين مدعوون إلى الإسلام، وأن عبء هذه الدعوة تقع على عاتقنا نحن.

كما أن القيام بالدعوة إلى دين الله هو تحقيق للخيرية التي وصف الله عز وجل هذه الأمة بها. قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].

لذا نجد أن جميع أبناء هذه الأمة مطالبون بنشر دعوة الإسلام، وأن عليهم الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في هذا الشأن، كما أن عليهم الاستعداد للبذل والتضحية في سبيل نشر هذه الدعوة إلى جميع أرجاء الأرض.

أسس الدعوة إلى الإسلام:

ولكن ما هي الأسس التي أستطيع إقامة الدعوة إلى الإسلام عليها؟ في الواقع توجد عدة مبادئ يجب الالتزام بها أثناء القيام بالدعوة إلى الإسلام، يمكن تلخيصها فيما يلي:

1 - زرع حب الله في قلب من تدعوه، وتعهد بذرة الإيمان بالرعاية حتى تنمو وتنضج. ذلك أن الالتزام بالإسلام يترتب عليه تحمل تكاليف وأعباء كبيرة، لن يستطيع المرء أدائها إلا إذا نما في قلبه حب الله والرغبة في ثوابه والخوف من عقابه. وأهم مدخل لهذا الجانب هو التركيز على أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، وأن الله سبحانه هو الخالق الرازق المحي المميت. كما يجب التركيز على مدخل أن الحياة الدنيا ما هي إلا دار ممر لدار مقر، وأن هناك حياة بعد الموت، وسوف يعقب ذلك حسابا وجزاءً: يثاب فيه المحسن على ما أتى من حسنات، ويعاقب فيه المذنب على ما اقترفه من سيئات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير