[ما رأيكم، أين الصواب؟]
ـ[الباحث الفقير]ــــــــ[03 - 12 - 2006, 01:58 م]ـ
مسألة: والقرآن كلام الله وعلمه غير مخلوق. قال عز وجل: {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم} فأخبر عز وجل أن كلامه هو علمه , وعلمه تعالى لم يزل غير مخلوق. 59 - مسألة: وهو المكتوب في المصاحف والمسموع من القارئ والمحفوظ في الصدور , والذي نزل به جبريل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم: كل ذلك كتاب الله تعالى وكلامه القرآن حقيقة لا مجازا , من قال في شيء من هذا أنه ليس هو القرآن ولا هو كلام الله تعالى فقد كفر , لخلافه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع أهل الإسلام. قال عز وجل: {فأجره حتى يسمع كلام الله} وقال تعالى: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} وقال تعالى {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} وقال تعالى: {في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين} وقال [ص: 53] تعالى: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} وقال تعالى: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين} حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن إسحاق ثنا ابن الأعرابي ثنا أبو داود ثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر قال {نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو} ولا يحل لأحد أن يصرف كلام الله تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المجاز عن الحقيقة بدعواه الكاذبة. وبالله تعالى التوفيق.
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 01:12 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
حياكما الله أيها الكريمان
جال بذهني لما قرأت مداخلتيكما قول صاحب السلم رحمه الله:
يحفظ بالقلب وباللسان ******* يتلى كما يسمع بالآذان
كذا بالأبصار إليه ينظر ******* وبالأيادي خطه يسطر
وكل ذي مخلوقة حقيقة ******* دون كلام بارئ الخليقة
فالصوت والألحان صوت القاري ******* لكنما المتلو قول الباري
فالصوت الذي يعني حركة اللسان مخلوق، لكن المقروء غير مخلوق، واليد الكاتبة والمداد والورق مخلوقة لكن المكتوب كلام الله، عز وجل، غير مخلوق.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 02:18 ص]ـ
أعزّالله الجميع (الأساتذة: الباحث، نائل، مهاجر)،أخي مهاجر دمت لنا ومشاركاتك
المؤيدة للحق والمبينة له.من حقي أن أفخر بمثلك خاصةـ وبكل أهل الحق عامة
متى كانوا وفي أي مكان كانوا.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 12 - 2006, 12:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا، أبا عمار، على حسن ظنك بأخيك، وسدد خطاك، وأحسن عاقبتك في الأمر كله.
ومما يتفرع على هذه المسألة:
مسألة الحلف بالقرآن: فإن قصد الكلام الذي هو صفة الله، عز وجل، فهو جائز، لأن الحلف بأسماء الله، عز وجل، وصفاته جائز، وإن قصد الكتاب والمداد، فهو غير جائز، لأنهما مخلوقان.
ومسألة قول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق: فإن قصد بـ "اللفظ"، الملفوظ، أي الكلام المنطوق، فالمعنى باطل، لأن الكلام المنطوق، كما تقدم، كلام الله، عز وجل، وإن قصد فعل التلفظ نفسه، فالمعنى صحيح، لأن حركة التلفظ نفسها مخلوقة.
وهذا ضابط مهم جدا، نبه عليه العلماء المحققون، كشيخ الإسلام، رحمه الله، والشيخ العثيمين، رحمه الله، من المعاصرين، إذ الألفاظ المجملة التي تحتمل حقا وباطلا، لا تقبل أو ترد جملة واحدة، وإنما يستفهم عن مراد قائلها، فإن قصد معنى صحيحا، أقر عليه، مع أن الصحيح هو الالتزام بألفاظ النصوص الشرعية وعدم العدول عنها إلى ألفاظ محدثة مجملة، وإن قصد معنى باطلا لم يقر عليه.
والله أعلى وأعلم.