تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[توقف الاجتهاد في القرن الرابع الهجري وجمد في مكانه]

ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 02:56 م]ـ

::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

بماذا نجيب على من يطرح الفكرة أعلاه-فيما إذا وقفنا أمامها مستقبلاً-:

توقف الفقه وأغلق باب الاجتهاد الاسلامي من قديم الزمان وقد أصبحنا نحن-في أيامنا هذه- مقلدين للفقهاء في ذلك الوقت القديم والتراث، كالامام الشافعي والامام أبو حنيفة والإمام مالك والامام ابن حنبل (رضي الله عنهم أجمعين وجزاهم الله عنا خير الجزاء)،لا أكثر، نعمل فقط لأنهم كانوا يعملون ذلك-ويدعو إلى تجديد الفكر الاسلامي؟؟

فماذا يقصد بذلك، أرجو رأيكم السديد، بارك الله فيكم

ـ[معالي]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 03:12 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اعرض عليه المسائل التي اجتهد فيها علماؤنا في هذا الزمان، فهو جاهل، فاعذره!:)

ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 12 - 2006, 04:43 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

جزاك الله خيرا، عبد القادر، على هذه المواضيع الثرية، وحياك الله، أنت والمشرفة الكريمة، الأستاذة معالي، وحفظكما وسددكما، أنتما وكل إخواني أعضاء المنتدى.

والناس في هذه المسألة طرفان ووسط:

طرف غال، لسان حاله ادعاء عصمة متبوعه، وإن لم يصرح بلسانه، فلفظ إمامه منزل منزلة لفظ الشارع، عز وجل، كما أشار إلى ذلك عالم المغرب وقاضيها عياض، رحمه الله، المتوفى سنة 543 هـ، فالنص تابع للمذهب لا العكس، ومتى خالف النص المذهب، فهو إما ضعيف أو منسوخ أو مؤول ...... الخ، المهم أن ينصر المذهب وفقط.

وطرف جاف، نظر إلى تعصب أولئك، فنادى بنبذ الأصول التي اعتمدها الأئمة المتبوعون، بدعوى "التجديد في الفقه الإسلامي"، وهي دعوى مطاطة تتسع لكثير من "المخرفين"، إذ فتح باب الاجتهاد على مصراعيه بلا أي ضوابط، فاجتهد العالم واجتهد طالب العلم بل واجتهد العامي، بل والجاهل المتعالم، ومن ساءت طويته، فاستغل هذه الفوضى العلمية لتمرير أقواله الباطلة بحجة "الاجتهاد"، فالدين ليس حكرا على أحد، ولا كهنوت في الإسلام ...... الخ، من الأقوال التي فيها حق أريد به الباطل، إذ لا يتكلم في دين الله، عز وجل، إلا العالم، وإن لم يكن تابعا لمؤسسة دينية رسمية، المهم، أن يكون قد حصل من العلوم الشرعية ما يؤهله للتصدر، فضلا عن كونه ممن عرف بالتقوى والصلاح، وتواتر ثناء العلماء المعتبرين عليه.

وأما أهل الوسط، فهم يقبلون الحق من كل من جاء به، ويعظمون أئمة المسلمين بلا غلو، ويعتذرون لهم عما اجتهدوا فيه فلم يصيبوا، ولا يمنعهم تعظيم الأئمة من بيان الحق، وإن خالف قول متبوعهم، ويرون المذاهب الفقهية المعروفة: مدارس فقهية ثرية، يستفيد منها العالم في فتياه، وطالب العلم في تحصيله، والعامي في معرفة حكم ما ألم به من نوازل، بلا تتبع لرخص أو زلات، وإنما يجتهد في اختيار مفتيه ممن عرف بالتقوى والصلاح، وإن التزم مذهبا بعينه فإنه يعدل عنه إلى الحق متى وجده في غيره.

وعن المذاهب الفقهية يقول الشيخ الدكتور عبد الكريم زيدان في "الوجيز" ما ملخصه:

إن المذاهب الإسلامية مدارس فقهية لتفسير نصوص الشريعة واستنباط الأحكام منها، فهي مناهج فقهية في الاستنباط والتعرف على الأحكام، وليست شرعا جديدا، ولا شيئا آخر غير الإسلام، فهي طرق لفهم النصوص، لا شرائع تتعدد بتعدد أصحابها.

والشريعة الإسلامية حجة على كل مذهب، وليس أي مذهب حجة على الشريعة الإسلامية، فالمسوغ لاتباع هذه المذاهب هو: أنها مظنة تعريف متبعيها بأحكام الشريعة، فهي بمثابة النجوم التي يهتدى بها لمعرفة اتجاه القبلة، فلا يعقل أن تنهض اجتهادات المذاهب أمام نصوص الشريعة إذا ما خالفتها، فمن سوغ ذلك كان كمن وقف أمام الكعبة، ثم شرع ينظر في السماء ليستدل بالنجوم على القبلة التي يقف أمامها!!!!، وأظن ابن القيم، رحمه الله، هو ضارب هذا المثل في "أعلام الموقعين"، وينقصني العزو، والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير