تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وما زال الطعن مستمرا!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 09:41 ص]ـ

وما زال الطعن في الصحابة، رضوان الله عليهم، مستمرا، في هذا التوقيت الحساس الذي تصاعدت فيه الحرب العسكرية والسياسية والإعلامية على أهل السنة ومعتقدهم، ففي العراق الحبيب: حرب عسكرية، وفي أروقة البيت الأبيض: حرب سياسية، وفي الفضائيات والدوريات المأجورة: حرب إعلامية.

والطعن هذه المرة، مع الأسف الشديد، من جريدة تابعة لفصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية، كما نقل ذلك موقع مفكرة الإسلام، تطاول فيها أحد النكرات على أبي سفيان، رضي الله عنه، واللبيب بالإشارة يفهم!!!!.

ومشكلة كثير من فصائل المقاومة الإسلامية في فلسطين، مع عظيم بلائها ضد المحتل الصهيوني، مشكلتها: تضخم العمل السياسي والعسكري البحت على حساب العمل الشرعي، فاختلطت على بعضهم مفاهيم الولاء والبراء، بحجة الاستفادة من أي دعم خارجي، ولو كان "وهميا" أو "موجها" لخدمة أهداف أخرى غير قضية بيت المقدس، قضية المسلمين الأولى، وإن ادعى صاحبه تبني القضية الفلسطينية، فما أسهل الدعاوى، التي يكذبها الواقع، إذ المتاجرة بالقضية الفلسطينية، لكسب التأييد الإعلامي والجماهيري "العاطفي" غير المنضبط بضوابط الشرع، دأب بعض الخبثاء منذ زمن، وإن كشفوا عن مكنون صدورهم في الأيام الأخيرة، وخاصة بعد "هدية العيد"!!!.

وقاتل الله السياسة، كم قدم محترفوها من تنازلات!!!، وأعني سياسة زماننا لا سياسة الصدر الأول الشرعية.

الشاهد أن كثيرا منا، عوام أهل السنة، لم تعد تنطلي علينا هذه الحيل الدعائية، فنحن، ولله الحمد، معظمون للصحب الكرام: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وسائر الصحب، رضي الله عنهم، وسود وجه مبغض أحدهم، ولكن الإشكال أن كثيرا منا، لا يجد في نفسه حرجا من الطعن في معاوية وأبيه، رضي الله عنهما، بل وكل الطلقاء، بحجة أنهم أسلموا "تقية" و "نفاقا"، بعدما ظهر الإسلام وفتحت مكة، فاضطروا إلى إظهار الإسلام وإبطان الكفر، زعموا!!!!، وأذكر أن أحد إخواني الكرام، حدثني ذات مرة، عن امرأة ريفية، كبيرة في السن، قليلة في العقل والفهم، من أهل بلده، أنها قدحت في معاوية، رضي الله عنه، لما ذكر أمامها، بل ونفت عنه الصحبة!!!، هكذا وبكل بساطة، مع أنها قد تكون أمية لا تجيد القراءة والكتابة، ومع ذلك تجرأت على إصدار هذا الحكم القبيح على ملك الإسلام، كما يصفه الذهبي، رحمه الله، في "السير"، أول الملوك وأعدلهم، كاتب الوحي، خال المؤمنين، ولكن كل هذا لم يشفع له عندها!!!.

وهذا بلا شك بقية باقية من آثار الدولة العبيدية الإسماعيلية الخبيثة التي استولت على مقاليد الحكم في مصر أكثر من قرنين من الزمان، واستحلت، بل وندبت الناس إلى سب الشيخين، رضوان الله عليهما، فما بالك بمعاوية وأبيه؟!!!!

وإذا كانت معذورة بجهلها وقلة علمها، فهل يعذر أصحاب الأقلام الأدبية، ممن غلبتهم العاطفة، مع قلة العلم والإطلاع، وغياب الثوابت القطعية في هذه المسائل الشائكة، فراحوا يطعنون في ثلة من الأصحاب بعينهم، كمعاوية وأبيه، مع تعظيمهم لكبار الصحابة، كحال صاحب "رجال حول الرسول"، وقد أفضى إلى ربه من سنين، إذ كال من الطعن لمعاوية ما كال، مع تعظيمه "الصادق" للخلفاء الأربعة.

وهل يعذر أصحاب الأقلام المأجورة من العلمانيين، أتباع كل ناعق، الذين أصاب ألسنتهم سرطان سب الصحب الكرام، رضوان الله عليهم، كما هو الحال عندنا في مصر الحبيبة، وإلى الله المشتكى!!.

إن للشيطان خطوات، وأول خطواته في هذا الطريق: استباحة عرض بعض الأصحاب ممن لابس الفتنة، كمعاوية وعمرو والمغيرة، رضوان الله عليهم، بجمع نفايات كتب الأسمار كـ "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، وذكر اسمه يغني عن ذكر حاله، وإن كان لكتابه قيمة أدبية كبيرة، و "العقد الفريد" لابن عبد ربه، وهو أيضا، متهم، وإن كان لكتابه هو الآخر قيمة أدبية كبيرة، فضلا عن كتب التاريخ المشبوهة كـ "تاريخ اليعقوبي" و "مروج الذهب" لليعقوبي والمسعودي المتهمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير