[من وحي ... حديث أم زرع]
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[30 - 12 - 2006, 06:04 م]ـ
حديث أم زرع حديث مشهور رواه البخاري ومسلم، وغيرهما من أئمة الحديث.
وموضوعه اجتماع إحدى عشرة امرأة قبيل الإسلام وتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً، ووصفت فيه كل امرأة زوجها
وكانت الموادح ستاً والذوام خمساً
وكانت أم زرع آخر من وصفت زوجها فأطالت وأطنبت.
فاشتهر الحديث بحديث أم زرع، وحدثت به السيدة عائشة أم المؤمنين النبي صلى الله عليه وسلم
ونقله النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة
عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: "جلست إحدى عشر امرأة، فتعاهَدْنَ وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً.
(فقالت الأولى): زوجي لحم جَملٍ غَثّ، على رأس جبل وعر، لا سهلٌ فيرتقى، ولا سمينٌ فينتقل.
(قالت الثانية): زوجي لا أثير خبره، إني أخاف أن لا أذَرَهُ، إن أذكره أذكرْ عُجَره وبُجَره.
(قالت الثالثة): زوجي العَشَنّق، إن أنْطِقْ أُطلَّق، وإن أسكت أُعَلَّق.
(قالت الرابعة): زوجي كَلَيْلِ تهامةَ، لا حَرَّ ولا قَرَّ، ولا مخافة ولا سآمة.
(قالت الخامسة): زوجي إن دخل فَهِدَ، وإن خرج أسَِدَ، ولا يسأل عما عَهِدَ.
(قالت السادسة): زوجي إن أكل لَف، وإن شَرِبَ اشْتَفَّ، وإن اضطجع التفَّ، ولا يولجُ الكفَّ لِيَعلمَ البَثَّ.
(قالت السابعة): زوجي عَياياءُ (أو غياياءُ) طباقاء، كلُّ داءٍ له داء، شَجَّكِ أو فَلَّكِ، أو جمع كُلاً لَكِ.
(قالت الثامنة): زوجي المسُّ مسُّ أرنب، والريح ريح زَرْنَبْ.
(قالت التاسعة): زوجي رفيعُ العماد، طويل النِّجاد، عظيمُ الرِّماد، قريبُ البيت من الناد.
(قالت العاشرة): زوجي مالكٌ، وما مالِك؟ مالكٌ خير من ذلك، له إبلٌ كثيراتُ المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المِزْهَر أيقنَّ أنهنَّ هَوالك.
(قالت الحادية عشر): زوجي أبو زَرْع، وما أبو زَرْع؟ أناسَ من حُليِّ أُذُنَيَّ، وملأ من شَحْمٍ عَضُديَّ، وبَجَّحَني فبَجَحْتُ إليَّ نفسي، وجدني في أهل غُنيمةٍ بَشَقٍ، فجعلني في أهل صَهيلٍ وأَطيطٍ، ودائِسٍ ومُنَقٍّ، فعنده أقولُ فلا أُقَبَّحُ، وأرقدُ فأتصبّحُ، وأشربُ فأتقَمَّحُ، أم أبي زرع فما أمُّ أبي زرع؟: عُكومُها رَِدَاحٌ، وبيتُها فَسَاح، ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع؟: مضجعه كمسلِّ شَطْبةٍ، وتُشْبِعُهُ ذِراعُ الجَفرَةِ، بنت أبي زرع: فما بنت أبي زرع؟ طَوعُ أبيها وطَوعُ أمها، وملءُ كسائها، وغَيظُ جارتها، جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع؟: لا تَبثُّ حديثنا تبثيثاً، ولا تَنْقُثُُ ميرتَنا تنقيثاً، ولا تَملأ بيتنا تعشيشاً.
قالت خرج أبو زرع والأوطاب تُمْخَضُ، فَلقي امرأةً معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خَصْرها برمَّانتين، فطلَّقني ونكحها، فنكحْتُ بعده رجلاً سَريَّاً، رَكِبَ شَرياً، وأخذ خَطِيَّاً، وأراح عليَّ نَعَماً ثَرِياً، وأعطاني من كل رائحةٍ زوجاً، وقال: كلي أم زرع! وميري أهلك، فلو جمعتُ كل شيء أعطانيه ما بَلَغ أصغر آنية أبي زرع.
قالت عائشة - رضي الله عنها -: فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كنتُ لكِ كأبي زرعٍ لأم زرعٍ)).
بحثت في النت هنا وهناك فخرجت بفوائد جليلة سأنقلها لكم تباعاً فانتظروني ...
تحياتي
الربيع الأول
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[30 - 12 - 2006, 06:10 م]ـ
الفائدة الأولى: من أخرج الحديث؟
الحديث أخرجه البخاري: في كتاب النكاح باب حسن المعاشرة مع الأهل برقم (4893)
وأخرجه مسلم: في كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم - باب ذكر حديث أم زرع برقم (2448)
وأخرجه النسائي: في السنن الكبرى كتاب عشرة النساء باب شكر المرأة لزوجها برقم (9138)
وأخرجه ابن حبان: برقم (7104)
وأخرجه الطبراني: في المعجم الكبير برقم (265) (5/ 354).
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[30 - 12 - 2006, 06:15 م]ـ
الفائدة الثانية:من شرح الحديث؟
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الفتح ((9/ 164):
وقد شرح حديث أم زرع:
إسماعيل بن أبي أويس شيخ البخاري، روينا ذلك في جزء إبراهيم بن ديزيل الحافظ من روايته عنه
وأبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث، وذكر أنه نقل عن عدة من أهل العلم لا يحفظ عددهم، وتعقب عليه فيه مواضع
وأبو سعيد الضرير النيسابوري، وأبو محمد بن قتيبة كل منهما في تأليف مفرد
والخطابي في شرح البخاري
وثابت بن قاسم
وشرحه أيضا الزبير بن بكار
ثم أحمد بن عبيد بن ناصح
ثم أبو بكر بن الأنباري
ثم إسحاق الكاذي في جزء مفرد، وذكر أنه جمعه عن يعقوب بن السكيت وعن أبي عبيدة وعن غيرهما
ثم أبو القاسم عبد الحكيم بن حبان المصري
ثم الزمخشري في الفائق
ثم القاضي عياض وهو أجمعها وأوسعها، وأخذ منه غالب الشراح بعده، وقد لخصت جميع ما ذكروه.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[30 - 12 - 2006, 06:22 م]ـ
الفائدة الثالثة:
هل الحديث من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أم من قول عائشة، والراجح في ذلك؟
قال ابن حجر: وليس فيما ساقه البخاري التصريح بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أورد الحكاية
وقال القاضي عياض: ولا خلاف في رفع هذا الحديث: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع) وإنما الخلاف في بقيته
وقد قال أبو بكر بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ: المرفوع من هذا الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله لعائشة - رضي الله عنها -: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع)، وما عداه فمن كلام عائشة - رضي الله عنها - حدثت به هي النبي - صلى الله عليه وسلم .....
وقال أبو الحسن الدارقطني: الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - أنها هي حدثت النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصة النسوة فقال لها حينئذ: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع)
وبقية الفوائد ستأتي تباعاً بإذن الله
¥